صار شبه مؤكد ملاقاة الخضر لمنتخب كولومبيا في أكتوبر القادم ضمن المباريات الودية التي يتحضر فيها أشبال جمال بلماضي للمواعيد التصفوية القادمة وعلى رأسها تصفيات مونديال قطر، الذي يبقى الهدف الأول ليس للمدرب ولاعبيه وإنما للمناصر الجزائري الذي يهمه المشاركة في المونديال رفقة كبار العالم، أكثر من التتويج بكأس أمم إفريقيا. وحسب الإعلام الكولومبي فإن منتخب بلادهم سيطير في شهر أكتوبر مع مواعيد الفيفا، إلى أوربا للعب مباراة ودية في إسبانيا ثم تليها مباراة ثانية أمام منتخب الجزائر في ليل الفرنسية، ولن يتعب لاعبو كولومبيا لأنهم في غالبيتهم ينشطون في أوربا، أي إنهم غير مجبرين على السفر إلى بلادهم، وسيكون طيرانهم من مدريد إلى ليل مجرد فسحة لا يزيد عمرها في الجو عن الساعة من الزمن. لكن السؤال المطروح هو الفائدة التي يجنيها الخضر من مواجهتهم لمنتخب من أمريكاالجنوبية وبمواصفات منتخب كولومبيا، حتى لا تكون المباراة للبريستيج فقط وتضيع فرصة الفيفا كما ضاعت في مواجهة البينين التي كانت احتفالية ولم يجرب فيها المدرب جمال بلماضي أي لاعب جديد وحتى آندي ديلور الذي لم يسبق له اللعب في الجزائر، لم تمنح له الفرصة ومنحت للاعبين قد لا يكونون معنيين بتصفيات مونديال قطر. وللجزائر عدد كبير من التجارب المشابهة ومنها مواجهتان أمام الأرجنتين بقيادة ميسي في برشلونة الإسبانية حيث لعب الخضر ولاعبوهم من زياني إلى بلحاج وعنتر يحيى مباراة العمر وخسروا برباعية مقابل ثلاثة، ثم واجهوا بعد أيام قليلة منتخب البرازيل بنجومه الكبار في ليون الفرنسية وخسروا أمامه بهدفين ولكنهم مع ذلك عجزوا عن التأهل لأمم إفريقيا 2008 التي جرت في غانا، كما لعب الخضر في عهد المدرب رابح ماجر مباراة بريستيج في باريس أمام منتخب فرنسا بطل العالم وهم غير قادرين على التأهل لكأس أمم إفريقيا وحتى على أداء مباريات محترمة أمام المنتخبات الضعيفة، وغيرها من المباريات بالرغم من أن الوضع الآن مختلف تماما مع مدرب يعرف ما يفعل وأيضا هو بطل للقارة السمراء ومن حقه التطلع إلى القمة والمستوى الأعلى، ومواجهة منتخبات أقوى من كوت ديفوار والسينغال ونيجيريا. كولوكبيا لا تعتبر من المنتخبات الكروية الكبرى، وهو منتخب لم ينعم في تاريخه بالتألق عالميا بالرغم من أنه امتلك لاعبين كبارا منهم الظاهرة فالديراما الذي لعب لموبيليي والمهاجم آسبيريا لاعب بارما الإيطالي والحارس هيغيتا وحاليا يزخر بنجوم منهم رودريغيز وفالكاو، ولا يمكن على المدى القريب ولا المتوسط لمنتخب هذه البلاد أن يتوج بكأس العالم وفي كل الأحوال فإن ما يمتلكه من نجوم ليسوا أحسن من نجوم المنتخب الجزائري، وقد يكون فوز الخضر في ملعب ليل أمام كولومبيا من باب المنطق، والنتيجة مهما كان الملعب الذي تجري فيه المباراة وفي أي بلد، لن يزيد فارق الأهداف فيها بالنسبة لأي منتخب عن الهدفين. وللجزائر تجارب كثيرة مع الكرة الجنوب أمريكية، وغالبيتها من الوديات، فالجزائر لم تلتق في الرسميات بهذه الكرة سوى في مناسبتين في مونديال إسبانيا 1982 أمام منتخب شيلي وفي مونديال 1986 أمام منتخب البرازيل، بينما في الوديات بدأت المواجهة منذ الاستقلال وكان قائد الفكرة الرئيس الراحل أحمد بن بلة الذي وجّه الدعوة مرة للبرازيل وأخرى لفريق سانتوس الذي يلعب له ملك الكرة بيليه، وكان الهدف للمتعة وليس لتحضير الخضر بدليل أن المنتخب الجزائري لم يبدأ مشاركته في كأس أمم إفريقيا إلا في سنة 1968 ولم يبدأ مشاركته في كأس العالم إلا في سنة 1982. وفي تحضيرات الخضر للمونديال الإسباني واجهوا منتخب بيرو وتعادلوا معه في ملعب 5 جويلية بهدف لمثله من تسجيل ماجر، كما واجهوا خلال تحضيراتهم لمونديال جنوب إفريقيا 2010، في نفس الملعب منتخب أوروغواي وفازوا عليه بهدف نظيف. كولومبيا هو البلد الذي اشتق اسمه من كريستوف كولومبس مكتشف القارة الجديدة يتكلمون اللغة الإسبانية ويعشقون كرة القدم بطريقة جنونية، وعدد سكانهم يزيد بقليل عن الأربعين مليون نسمة مثل الجزائر وهو بلد متنوع في كل شيء وأشهر ما فيه حاليا هو مافيا المخدرات واللاعب خاميس رودريغيز والفنانة شاكيرا زوجة نجم برشلونة بيكيه. ب. ع