على الرغم من تأكيد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، سقوط ورقة المرشح التوافقي للانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثاني عشر من ديسمبر المقبل، إلا أن الفصيل الآخر في معسكر التيار الإسلامي، لا يستبعد أن يدعم مرشحا آخر من غير الذين قرروا خوض السباق نحو قصر المرادية. ففي معرض شرح موقف حزبه، جبهة العدالة والتنمية، قال رئيسها عبد الله جاب الله، “هناك من فهم أن جبهة العدالة والتنمية تبحث عن مرشح توافقي وستؤيد آخر رغم أن ذلك لم نورده في بياننا، لسنا ضد المبدأ، لكن الموقف العملي معلق على ما قد يجد من أحداث في الساحة، حاليا لا نجد من بين من ترشحوا ما يستحق هذه الثقة، لكن في المستقبل سنرى ما يحدث”. وكان مقري قد أكد في الندوة الصحفية التي أعقبت اجتماع مجلس الشورى لحركته، أن مرشح التوافق سقط بمجرد ترشح بعض الأسماء التي كانت طرفا في “أرضية عين البنيان”، لكن من دون أن يسميها، غير أن المراقبين تلقفوا الإشارة وفهموا على أن الرسالة موجهة لمرشح “حزب طلائع الحريات”، الذي لم يستشر شركائه في الأرضية السالف ذكرها قبل قراره بخوض السباق. كلام جاب الله كان واضحا، وهو أن كل من ترشح إلى غاية تصريحه هذا، لم يرق إلى طموح حزبه، غير أن الآجال القانونية لا تزال لم تنته بعد، ويمكن أن تكون الأسابيع وربما الأيام القليلة المقبلة حبلى بتطورات على هذا الصعيد. وفاق عدد المترشحين لحد الآن ثمانين مترشحا، أبرزهم رئيسي الحكومة السابقين، علي بن فليس، عن “حزب طلائع الحريات”، وعبد المجيد تبون (مترشح حر)، والذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، عبد العزيز بلعيد، عن جبهة المستقبل، بالإضافة إلى العديد من الوجوه المعروفة وغير المعروفة. بات مؤكدا من خلال التصريحين الصادرين عن كل من مقري وجاب الله، أن وزير السياحة الأسبق، عبد القادر بن قرينة الذي كان إطارا في حركة مجتمع السلم قبل أن ينشق عنها ويشكل رفقة إطارات أخرى، “حركة البناء الوطني”، سوف لن ينال دعم حزبي جبهة العدالة و”حمس”، وذلك بالرغم من إعلانهما عدم الانخراط في مسعى الانتخابات. ير أن عدم نيل المرشح بن قرينة ثقة غريميه في التيار الإسلامي، لا يعني أن ملف الرئاسيات طوي بالنسبة لحزبي مقري وجاب الله وغيرهما من أفراد الطبقة السياسية، إذ هناك العديد من الوجوه البارزة لا زالت لم تقل كلمتها بعد.