أثارت الرسالة الجديدة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن التي يهدد فيها أوروبا بالرد على نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد عليه الصلاة والسلام مخاوف كبيرة بالغرب, حيث أعلنت ألمانيا أنها مازالت هدفاً للإرهاب. كما تسعى الدول الأوربية لعقد اجتماع بعد عيد الفصح لبحث إمكانية فتح حوار ديني يشارك فيه المسلمون والمسيحيون حول التعرض للديانات ورموزها, فيما رفض الفاتيكان تصريحات بن لادن, وقالت وزارة الداخلية الإيطالية إن مسئولي الأمن يحملون اتهاماته ضد بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر على محمل الجد، ويتعاملون معها على أنها تهديد خطير. وقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في رسالة حديثة:" بالرغم من أن مصيبتنا في قتلكم لأطفالنا ونسائنا مصيبة عظيمة جدا، إلا أنها هالت عندما بالغتم في الكفر والتجرد من آداب الخلاف وأخلاق القتال ووصلتم إلى الحد الذي تنشرون هذه الرسوم المسيئة.. إنها المصيبة الأعظم والأخطر والحساب عليها أعظم.. إذا كانت حرية أقوالكم لا ضابط لها فلتتسع صدوركم لحرية أفعالنا".وأضاف بن لادن في الرسالة الصوتية التي تبلغ مدتها خمس دقائق ونشرها موقع السحاب القريب من تنظيم القاعدة عشية الذكرى الخامسة للحرب على العراق:" لا داعي للتحجج بقدسية التعبير عندكم وبقداسة قوانينكم وأنكم لن تغيروها..علام تقمعون إذا من يشكك في حادثة تاريخية" في إشارة إلى محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية التي تعتبر الدول الغربية إنكارها جنحة, وأضاف:" نشر الرسوم المسيئة جاء في إطار حملة صليبية جديدة كان لبابا الفاتيكان (بنديكتوس السادس عشر) باع طويل فيها", متهماً الدول الغربية بالتقاعس رغم وجود فرصة في اتخاذ إجراءات لمنع تكرار نشرها. وتابع:" كم يحزننا أن تستهدفوا قرانا بقصفكم تلك القرى الطينية المتواضعة التي انهارت على أطفالنا ونسائنا وذلك بغير حق وفقط مجاراة لحليفكم الذي أوشك هو وسياساته العدوانية على الرحيل من البيت الأبيض" في إشارة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش. ومن جانبها أعربت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن ثقتها بأصالة تصريح بن لادن الذي أقسم فيه بالانتقام من الاتحاد الأوروبي بسبب نشر الصور الكاريكاتيرية للرسول محمد, ووصف أحد رجال الأمن مضمون التسجيل بأنه جزء من الحملة الدعائية المتواصلة وأساليب الدعاية المبتذلة.