من شهر ماي الماضي إلى غاية السبت، حقق اللاعب رامي بن سبعيني أمنيات يصعب على لاعب آخر تحقيقها طوال عمره الاحترافي، فما بالك أن تتحقق في سبعة أشهر فقط، فقد فاز رامي بكأس فرنسا في نهائي مثير في باريس، أمام العملاق باريس سان جيرمان، حيث كان الفريق خاسرا بهدفين نظيفين، وعادل النتيجة، وفاز بالكأس بضربات الترجيح. وكان رامي ضمن منفذي الركلات الناجحة في ناديه ران، في مباراة قارع فيها رامي المدافع كبار مهاجمي المعمورة الذين يلعبون لباريس سان جيرمان وهم مبابي ونايمار وكافاني ودي ماريا، ثم سافر إلى مصر وشارك في ملحمة التتويج باللقب، وكان أساسيا طوال المباريات باستثناء مباراة تانزانيا، ليخطف في تلك الفترة عقدا للعب مع نادي بوريسيا مونشنغلاد باخ، وكانت المفاجأة عندما احتل الفريق العريق المركز الأول، قبل أن يلعب أول أمس مباراة العمر أمام النادي البافاري ويفوز عليه بهدفين مقابل هدف واحد، ويحافظ على مركزه الأول ويبتعد عن العملاق بيارن ميونيخ بسبع نقاط كاملة، وصار حلم أنصار مونشنغلا باخ مشروعا في المنافسة على لقب غاب عنهم طويلا. ومن النادر في البطولات الكبرى في أوربا، أن يفوز فريق بثنائية مقابل واحد يكون مسجل الثنائية لاعب مدافع أيسر، ولكن هذه الحادثة النادرة كان بطلها رامي بن سبعيني، الذي قلب الطاولة على بيارن ميونخ، الذي كان متقدما بهدف ومسيطر على مجريات المباراة، قبل أن يبصم رامي هدف التعادل من رأسية جميلة بعد ركنية سكنت مرمى الحارس العملاق نويير، وفي آخر دقيقة تحصل الفريق المحلي على ضربة جزاء، وتحمّل رامي مسؤولية تنفيذها وسجل هدفا ثانيا أبهج أنصار بوريسيا مونشن باخ، الذين لم يفرحوا كما فرحوا أول أمس منذ أربعين سنة، وتم تتويج رامي رجل المباراة من دون منازع، وهي من الحالات النادرة أن يحصل مدافع أيسر على هذا التألق اللافت. يعتبر رامي بن سبيعي رابع لاعب جزائري يدك شباك بيارن ميونيخ، الفريق الذي واجه الخضر في سنة 1980 وانتهت المباراة بالتعادل السلبي. حيث قلب ماجر الطاولة على بيارن ميونيخ في مباراة تاريخية في فيينا في ماي 1987 في نهائي رابطة أبطال أوروبا، فعدّل النتيجة بالعقب، ثم قدم تمريرة حاسمة وقهر بيارن ميونيخ، وفي سنة 2007 كان اللاعب الدولي السابق، الشاذلي عمري بألوان فريق كايزر سلاوترن في البوندسليغا، وسجل هدفا، ثم جاء دور سفيان فيغولي مع فالنسيا، في دور المجموعات، حيث سجل سفيان هدفا بديعا بعد مراوغة لاعبين، من قذيفة باليسرى وسجل هدفا في مبارا ة انتهت بالتعادل بهدف لمثله، وتأهلا سويا للدور الثاني، ولكن رامي قلب القاعدة فهو الوحيد الذي ينشط كمدافع، وأيضا من تمكن من تسجيل هدفين كاملين. لا يزيد عمر رامي بن سبعيني عن الرابعة والعشرين، إبن قسنطينة، صاحب الرقم 25 في ناديه وهو من مواليد 16 أفريل يوم العلم، حقق معادلة صعبة والأهم في هذا السن، للاعب محلي بدأ ممارسة الكرة في نادي شباب قسنطينة وانتقل إلى أكاديمية بارادو ومنها باشر رحلته الاحترافية التي ستكون رائعة جدا لو تمكن من تحقيق لقب البوندسليغا في واحدة من أعرق بطولات الكرة الأرضية في وجود العملاق بيارن ميونيخ وبوريسا دورتموند، كما أن فريق بوريسيا مونشنغلاد باخ على بعد خطوة لبلوغ الدور الثاني من أوروبا ليغ، ولكن حلم أنصار الفريق هو العودة إلى رابطة الأبطال التي كان أحد أبطالها في سبعينات القرن الماضي. لم يبتسم الحظ لغالبة اللاعبين الجزائريين في بداية هذا الأسبوع، فقد وجد رياض محرز نفسه احتياطيا في هزيمة فريقه أمام الجار مانشستر يونايتد، بالرغم من أن هدف فريقه جاء من تمريرته من ركنية، ولم يساهم آدم وناس ولا عطال المصاب في فوز فريقهما، ومرّ دولور جانبا في خسارة ناديه على أرضه أمام باريس سان جيرمان، ولكن رامي بن سبعيني كان استثناء وتوّج بطلا من دون منافس في الدوري الألماني الصعب من خلال قهره بيارن ميونخ بهدف من ارتقاء مثالي في الدقيقة 60 وبشجاعة تحمّل مسؤولية تنفيذ ركلة الجزاء في آخر نفس من المباراة، ليقفز الفريق للمركز الأول ب31 نقطة، ويتبعه لايبزيغ ب30 نقطة، وفي المركز الثالث بوريسا دورتموند ب26 نقطة، وتأخر بيارن ميونيخ إلى المركز السابع ب24 نقطة. ب. ع