أطلق محمد روراوة رئيس الفاف تصريحات لم يسمع الجمهور الجزائري بمثيل لها في أعلى الهرم الكروي منذ نهاية التسعينيات، بشأن تنظيم البطولات الكبيرة تحديدا. وقال روراوة بأنه سيتباحث لاحقا مع المسؤول الأول عن قطاع الشباب والرياضة، أمر الترشح لإحتضان الجزائر فعاليات كأس أمم إفريقيا 2019، وذلك على هامش زيارته لوهران، الأحد. ويعود تاريخ آخر مرة تقدمت فيها الفاف لتنظيم "الكان" إلى دورة بوركينافاسو 1998، حيث ترشحت هيئة المغفور له بإذن الله محمد الصالح ديابي لإحتضان نسخة 2002، لكنها خسرت السباق في الدور الأول وليس الأخير، ونالت مالي شرف تنظيم الإستحقاق، ثم روّجت بعض الأوساط لخبر تقدّم الجزائر بملف تنظيم مونديال 2010 - الذي ترشحت له جنوب إفريقيا ومصر والمغرب وتونس وليبيا، غير أن ذلك لم يتجسّد بالملموس بخلاف ما فعلته البلدان المذكورة. ولكن إذا تقدّمت الفاف لاحقا بملف الترشح لإحتضان "كان" 2019، هل يقبل الأفارقة بحصر ثلاث دورات متتالية في منطقة شمال إفريقيا؟ المرادف لتنظيم نسخة 2015 في المغرب والطبعة الموالية في ليبيا ثم الجزائر، ما يعني قبولهم "القفز" فوق مبدأ "التدوير". ألم يلجأ "الداهية" روراوة - بهذا الصدد - لإمتصاص سخط الجمهور الكروي على رداءة أرضية ملعب "5 جويلية" ومحاولة استمالته لجهة أخرى؟ ثم أليس ما قاله رئيس الفاف هو امتداد لذلك الذي "يبشر" به وزير الشباب والرياضة محمد تهمي من أن ملاعب براقي ووهران ستسلّم في القريب العاجل، مع الإشارة إلى أن عبارة "القريب العاجل" مطاطية قد تحمل في جوفها نقيض المضمون، ناهيك عن مشروع مركب رياضي في كل دائرة، لتحقيق الغرض الأول وأغراض أخرى، استحقاق المحليات مثالا. وأخيرا ألا توجد نقاط تقاطع بين التصريح والترشح لإنتخابات رئاسة الفاف مطلع ربيع العام الداخل؟