استغل المغني الفرنسي ذي الأصول الجزائرية، أنريكو ماسياس، اقتراب موعد زيارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، للجزائر بعد أقل من شهر، ليعيد طرح قضية زيارته لمسقط رأسه في الجزائر، بعد 51 سنة من هروبه منها، أملا في طرح الملف للنقاش مع نظيره الجزائري. المغني الفرنسي لم يتجرع عدم تمكنه من زيارة الجزائر، رغم محاولاته الكثيرة والمتعددة، وأكد أنه سوف لن يغلق الباب أمام نفسه إذا ما لاحت أمامه بارقة أمل بزيارة البلد الذي لطالما جاهر بحبه له، لكنه لم يفعل ما يشفع له كي يتمكن من تحقيق هذا الحلم . وفي تصريح أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، قال ماسياس: "إنني أتألم بسبب عدم قدرتي على زيارة مسقط رأسي، ومع ذلك سوف لن أغلق الباب رغم عمري الذي سيصل الشهر المقبل 74 سنة.. أعتقد أن الشعب الجزائري، الذي لم يتمكن من رؤيتي منذ سنوات، يقاسمني هذا الشعور"، وتمنى أن يتغير الوضع يوما ما. وذكر المغني الفرنسي أنه كان رمزا للمنفى، ويأمل في أن "يتحول إلى رمز للمصالحة بين جميع أبناء الجزائر، الأقدام السوداء، والحركى والشعب الجزائري"، وهو حلم يبقى بعيد المنال، على الأقل في الوقت الراهن، بالنظر للأحقاد المتراكمة، والتي يغذيها من حين لآخر الذين لايزالون يحلمون، في الضفة الأخرى للبحر المتوسط، بجزائر فرنسية. أنريكو الذي لايزال يحلم بزيارة مسقط رأسه، لم يقدم ما هو منتظر منه حتى يحقق ما يصبو إليه، وهو الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبها في حق البلد الذي احتضنه واحتضن أجداده عندما فروا إليها، بل وراح يعلن وقوفه إلى جانب العدو الإسرائيلي الذي سلب أرض الفلسطينيين ظلما، كما أجرمت فرنسا في حق الجزائر، حيث جدد دفاعه عن الصهاينة في فلسطين، عندما قال: "أنا أدافع دوما عن شعبي (إسرائيل). هؤلاء هم إخواني"، فيما حاول ذر الرماد في العيون وهو يتحدث عن مساندته لإقامة دولة للفلسطينيين. ويدرك هولاند أن الجزائريين يكنون الكثير من التعاطف للفلسطينيين لعدالة قضيتهم، ومع ذلك لم يراع شعور هذا الشعب، الذي يأمل أنريكو منه أن يصفح عنه ليزور مسقط رأسه. وليست هي المرة الأولى التي يعبر فيها المغني الفرنسي عن رغبته في زيارة مسقط رأسه، ولعل الجميع يعلم أن هذه المحاولات بدأت في عام 1999، حيث حاول إحراج الرئيس بوتفليقة خلال أول زيارة له لفرنسا، غير أنه لم ينجح، في ظل الحملة الشعبية التي انطلقت من قسنطينة لرفض استقباله، ما دفعه إلى تصعيد انتقاده ضد السلطات الجزائرية، سيما عندما قال إن الجزائر غنية بالبترول والغاز ومع ذلك يبقى شعبها فقيرا.