في ثاني تصريح ل "الشروق اليومي"، كشف المغني الفرنسي، أنريكو ماسياس، بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وعده بأن يعمل على تمكينه من زيارة مسقط رأسه مدينة قسنطينة. وقال ماسياس، الجزائري المولد "لقد اتصل بي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد عودته من الجزائر، ونقل لي تأكيدات شخصية من الرئيس بوتفليقة، بأنه سيوفر لي الظروف المناسبة لزيارة المدينة التي ولدت فيها"، بعد فشل الزيارة التي كانت مبرمجة في الثالث من الشهر الجاري. وقال المغني، اليهودي الديانة: "إذا صدقت الوعود التي نقلها إلي ساركوزي بشأن زيارة قسنطينة، فستكون الرابعة من نوعها، متمنيا بأن يتحقق حلمه هذه المرة. واستهجن المتحدث الحملة التي تعرض لها من قبل الحكومة الجزائرية، ومن رئيسها شخصيا، عبد العزيز بلخادم، ورأى في ذلك أمرا غير مبرر، طالما أن السبب الكامن وراء هذا الرفض، كما قال، يتعلق بأصلي اليهودي، في الوقت الذي يزور فيه كثير من اليهود الجزائريي المولد، الجزائر، على غرار المؤرخ بنيامين سطورا". وقد أجاب أنريكو ماسياس بنفسه عن أسباب رفض زيارته من قبل الحكومة الجزائرية، عندما اعتبر مساندته لليهود والصهاينة في فلسطين، أمرا طبيعيا بحكم الانتماء إلى العرق الواحد، وهو العرق اليهودي، وقال "أنا يهودي أبا عن جد ومن واجبي نصرة القضايا اليهودية في العالم". من جهة أخرى، استنجد المغني اليهودي الأصل والفرنسي الجنسية، أنريكو ماسياس بالرئيس نيكولا ساركوزي لمساعدته في تحقيق حلمه بزيارة مسقط رأسه، مدينة قسنطينة، بعد فشل المحاولتين السابقتين. وأعرب ماسياس عن أمله في أن يعهد إليه "صديقه" ساركوزي كما سماه، التكفل بمشروع الاتحاد المتوسطي، الذي أطلقه الرجل الأول في فرنسا، منذ وصوله إلى سدة الحكم. وأعلن ماسياس عبر أمواج راديو وتلفزيون لوكسمبروغ RTL، أنه سيعمل كل ما في وسعه من أجل زيارة الجزائر، ولو تطلب ذلك دخول المعترك السياسي، وقال "لقد عبرت لساركوزي عن رغبتي في التكفل بمشروع الاتحاد المتوسطي. وأعتقد، بل وآمل بأنه سيعهد إلي بهذه المهمة"، وأضاف المغني بأنه مستعد، لأن يستقيل من مهامه بالأمم المتحدة، كسفير للنوايا الحسنة، من أجل إنجاح هذا المشروع، وتحقيق حلمه. وغازل المطرب اليهودي، الرئيس الفرنسي ساركوزي قائلا بأنه "الرجل الذي يفي بالوعود، ولذلك سيعمل كل ما في وسعه من أجل تمكيني من الذهاب إلى الجزائر"، كمفوض من الدولة الفرنسية في إطار مشروع الاتحاد المتوسطي، بعد أن تعذر عليه زيارتها كفنان، مشيرا في هذا الصدد إلى خطاب الرئيس الفرنسي الأخير أمام الحركى والأقدام السوداء، والذي اعتبره دافعا لبعث الحماس من جديد في روحه من أجل زيارة الجزائر، وأضاف بأنه طلب من ساركوزي بأن "لا يخذله". وبلهجة المتحسر على عدم مرافقة نيكولا ساركوزي في زيارة الدولة التي قادت الأخير للجزائر، قال أنريكو "لقد كانت (الزيارة) أملي الوحيد في الذهاب إلى الجزائر.. ولكن شدة الحملة السياسية والاعلامية التي وجهت ضد زيارتي، جعلتني أتراجع، لأنني أردت أن تنجح زيارة الرئيس ساركوزي". ورغم أنه لم يتمكن من زيارة الجزائر، إلا أن أنريكو ماسياس بدا متفائلا بشأن زيارة مرتقبة، وقال "يحذوني أمل كبير في أن أزور الجزائر، وأنا مقتنع من أن التاريخ سينتصر". وزعم المغني أن الرئيس بوتفليقة تحسر على عدم مرافقته لساركوزي إلى مسقط رأسه، مدينة قسنطينة، مستحضرا في هذا السياق، الدعوة التي قال إن الرئيس بوتفليقة وجهها له لزيارة الجزائر في سنة 2000، بحسب ما نقله موقع راديو وتلفزيون لوكسمبورغ على الأنترنيت. وتأتي هذه التصريحات المتضاربة والمتأرجحة من أنريكو ماسياس بعد يوم واحد فقط، من تصريحه المثير، والذي عبر من خلاله عن حقيقة ما يكنه للجزائر والجزائريين، بحيث قال في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية بعد نهاية زيارة الرئيس الفرنسي، بأن "ساركوزي كان محقا في عدم الاعتذار للجزائريين" عن الجرائم الاستعمارية، معتبرا بأن "الجزائريين هم الأولى بالاعتذار عن كثير من الأمور"، مشيدا بموقف ساركوزي، الذي قال إنه "كسر الطابوهات القديمة"، بنما كان بصدد الاستخفاف من مطالب الجزائريين بشأن جرائم الاستعمار.. محمد.م/صبرينة.ب