“الله لا يسامحكم”.. هكذا خاطب رئيس الجمهورية غاضبا، بعض مسؤولي البلديات، ممّن يتسببون في تعذيب التلاميذ عبر المناطق النائية والمعزولة، ممّن يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى مقاعد الدراسة، في غياب النقل والإطعام المدرسيين، ومن هؤلاء “المساكين” من يجد نفسه مضطرا لتناول وجبات باردة في عزّ فصل الشتاء، رغم توفر الأغلفة المالية! فعلا.. “الله لا يسامحكم”، أيها الأميار الذين تنشغلون بالصفقات المشبوهة والغشّ والتدليس في المشاريع، و”نتف” الملايير المخصصة لإنعاش التنمية المحلية والتكفل بانشغالات “الزوالية”، وهذا الواقع ليس وليد اليوم، إنما هو نتاج سنوات طويلة من العشوائية و”البريكولاج” وسوء التسيير! ..”الله لا يسامحكم”، أيها المسؤولين في القمة والقاعدة، ممّن تأكلون الغلة وتسبون الملة، في مختلف القطاعات التي بإمكانها أن تساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني ودفع عجلة التنمية، بدل وضع المسمار فيها، وعرقلة تحركها نحو الأمام، وهذا الآخر وضع موجع نمّى غضب المواطنين ويأسهم! ..”الله لا يسامحكم”، أيها المتورّطون في استفزاز المواطنين عبر الإدارات والبلديات والدوائر والولايات ومختلف المصالح التنفيذية، باستفزازهم بالبيروقراطية و”الحقرة” والنسيان وتسيير السوء و”البنعمّيس”، بما قتل روح المواطنة وزلزل العلاقة بين الشعب ومؤسسات دولته! ..”الله لا يسامحكم”، أيها المتلاعبون بسمعة الدولة، من خلال تحويل كلّ العلاقات إلى بيع وشراء، عن طريق “تقنين” الرشوة وتعميم ظاهرة “التشيبا”، بما غذّى أسباب ونتائج الفساد وأنتج “جيلا” من المفسدين في كلّ مكان، يعتقد خاطئا ومتوهّما بأن “العمولة” هي حقّ من الحقوق التي تؤخذ ولا تعطى! ..”الله لا يسامحكم”، أيها النواب والمنتخبين، عبر برّ-لمان والمجالس المخلية، ممّن برعوا في التمثيل على المواطنين بدل تمثيلهم والدفاع عنهم ونقل انشغالاتهم وحلّ مشاكلهم بما يسمح به القانون ويستدعيه الضمير والأخلاق والالتزامات والوعود والعهود التي قطعها على أنفسهم ممثلو الشعب عندما كانوا مترشحين خلال حملاتهم الانتخابية! ..”الله لا يسامح”، كلّ من يُفرمل الحلول الممكنة والمعقولة والواقعية، ويصبّ البنزين على النار، ويعمل على إيقاظ “فتنة نائمة”، ويحرّض على الكراهية والجهوية والعنصرية والأحقاد بين الجزائريين الذين لا ولن يقبلوا بالتفرقة واستهداف الوحدة الوطنية وسيادة بلدهم. ..”الله لا يسامح”، كلّ من يقف في وجه إنجاح مشروع “الجزائر الجديدة”، باعتباره عنوان حراك 22 فيفري، الذي قال فيه “فخامة الشعب” كلمة الفصل، ووضع النقاط على كلّ الحروب، وانتخب رئيسه لاستكمال مسعى وطني لن يتحقق إلاّ بتحالف الخيّرين وبدون إقصاء ولا تهميش ولا تمييز أو مفاضلة.. ومع كلّ ذلك، “المسامح كريم”!