لا تزال مدينة قالمة، تعيش تحت رحمة الاحزان والحداد على فقدان 14 حراقا الذين فارقوا عائلاتهم ليلة ال16 فيفري المنصرم، قبل أن يلفظ البحر جثث 5 منهم بالسواحل التونسية. وفي جو جنائزي مهيب، شيعت فجر الأحد، جنازة الشاب حناشي أمين بمقبرة وادي المعيز، وبعد أن تم العثور على جثته يوم الخميس بساحل منطقة طبرقة التونسية، أين تنقلت عائلته إلى تونس لإتمام نقل جثته إلى مدينة قالمة بغرض دفنها بجوار جثث الحراقة الأربعة الذين تم انتشالهم الأسبوعين الماضيين. ويتعلق الأمر بكل من عاشوري حسام وبن مرابط بلال وشنينة خليل وبلعرج عبد الحميد، في أجواء من الحزن والأسى بحضور عائلاتهم وأصدقائهم وجموع المواطنين المتضامنين مع عائلاتهم التي باشرت رحلة بحث مضنية على مدار ثلاثة أسابيع، بعد أن اكتوت بلوعة انقطاع أخبار أبنائها، الذين كانوا ضمن فوج حراقة يضم 18 شابا من بينهم 14 شابا ينحدرون من مدينة قالمة بالإضافة إلى أربعة شبان آخرين ينحدرون من بلدية شطيبي بعنابة، وكانوا جميعهم على متن قارب تقليدي انطلق من شاطئ الخليج الغربي ببلدية شطيبي بعنابة، باتجاه السواحل الإيطالية، يوم 16 فيفري المنصرم، قبل أن تنقطع أخبارهم جميعا منذ إبحارهم. ولازالت عائلات الحراقة المفقودين في عرض البحر تواصل رحلة البحث عن ابنائها، منذ ثلاثة اسابيع كاملة، مناشدة رئيس الجمهورية وكل السلطات الوصية، بالتدخل لتسخير مختلف الإمكانيات الضرورية للبحث عن فلذات اكبادها.