قال رئيس الاتحاد الإيطالي، موازاة مع أرقام الوفيات المرعبة في إيطاليا بسبب فيروس كورونا، بأنه يأمل في أن تعود الكرة لتصنع البهجة والمتعة في الملاعب الإيطالية بداية من شهر ماي، ومن دون أن تعلق السلطات الإيطالية ومنها الداخلية والصحة على قوله، اعتبر البعض بأن عشق الكرة في الرجل وعدم قدرته على العيش من دونها، هو الذي جعله يأمل في شيء صار يبدو مستحيلا في بلد أصبح عدد القتلى يوميا فيه بسبب كورونا يمثل ما كان يفقده الإيطاليون في الحرب العالمية الثانية التي ورّطهم فيها موسوليني، بل إنهم الآن لا يمكنهم حتى دفن موتاهم، كما كانوا يفعلون في الحرب العالمية الثانية. وفي جو الموت والرعب من القادم المجهول، أعربت بقية الاتحاديات ومنها الإسبانية والإنجليزية والألمانية عن أملها في أن تعود الكرة لتصنع الفرح، ليس من أجل الخسائر المادية الجسيمة التي تكبّدتها الأندية والدول بسبب تضييعهم لصناعة كانت تدرّ عليهم ملايير الدولارات من الإشهار ومن بطاقات الانتساب ومن بيع حقوق البث، ناهيك عن تسويق نفسها والسياحة، حيث خسرت برشلونة بعد تجميد ناديها لنشاطه ملايين الدولارات وصار ذكر كلمة كورونا أكثر ترديدا من ذكر كلمة ميسي. رئيس الاتحاد الإيطالي الذي فقد أحد أصدقائه بوباء كورونا، طلب من اللاعبين الصمود النفسي والتحضير الفردي في بيوتهم، ووعد بالبحث عن طرق تعيد الدوري وإلا فإنه سيكون مجبرا على تغيير النظام نهائيا، وهو ما جعل البعض يظن بأن الرجل قد يمنح اللقب للأول، ويدفع بأصحاب المؤخرة للنزول قبل نهاية الموسم، وعكس ما هو متعارف عليه، وطبعا إذا تواصل الألم الوبائي بنفس الريتم التصاعدي في عدد الضحايا في إيطاليا، فلن يكون هناك من حل سوى ما فكر فيه رئيس الاتحاد الإيطالي، مع الإشارة إلى أن ثلاثة فريق في إيطاليا وهي أطلنطا وجوفنتوس ونابولي مازالت متاهلة في رابطة أبطال أوروبا. وقال رئيس الإتحاد الهولندي بأنه لا يصدق بانه يعيش من دون كرة ومنافسة، وطالب عشاق الكرة من الإسبانيين، بإيجاد حل لكسر مللهم من الحجر الصحي في بيوتهم كأن تجرى المباريات بطريقة سليمة صحيا من دون جمهور، ولكن اللعبة تحتاج لمران وتكتيك، لا يمكن أن يقام عن بعد أو من خلف ستار، فكرة القدم ليست كرة مضرب لا يلتقي فيها المتنافسان إلا عند المصافحة. في الجزائر لم يجد عشاق الكرة سوى العودة إلى الأرشيف، حيث قام بعضهم باستخراج مباريات قديمة جدا تعود إلى مونديال 1982 وتابعوها، بينما قام الشباب بمعاودة مشاهدة كل مباريات الخضر في كأس العالم 2014 وفي كأس أمم إفريقيا في مصر 2019 وما تبعها من مباريات ودية وعلى رأسها مواجهة كولومبيا في ليل الفرنسية ومباراة زامبيا في ملعب تشاكر بالبليدة. وحدها الحرب العالمية الثانية ما حرم العالم من كأس العالم في نسختيه 1942 و1946، وجاء وباء كورونا لينسف كأس أمم أوربا 2020 وقد ينسف أولمبياد طوكيو 2020، ويخشى عشاق الرياضة وكرة القدم، أن يكون ما خفي من القادم أكثر رعبا. في ملاعب جوفنتوس وبرشلونة وريال مدريد وبيارن ميونيخ وأجاكس وباريس سان جيرمان وليفربول، تعوّد المنظمون على أن يتركوا على هامش الملعب مكانا هاما للمعوقين حركيا وللمرضى الميؤوس من شفائهم لمتابعة المباريات بالمجان، ويمنحوهم أحيانا فرصة ضربة البداية وسط تصفيقات الجماهير، ويعتبرون ذلك دواء نسبيا حتى تنسيهم مباريات الكرة آلامهم مع المرض والإعاقة، لكن الآن كل الشعوب الأوروبية والعالمية تتألم وهي تفقد بعض مواطنيها وتعدّ الآلاف من المصابين بالمرض الذي تجاوز خبثه خطورة الأمراض المستعصية من سرطان وقصور كلوي، ولا يجدون الكرة ومتعتها لتنسيهم ألمهم، لأجل ذلك بدأ البحث عن حلم لصالح الجماهير، قبل مصالح اللاعبين والمدربين ورؤساء الأندية والصحافة الرياضية التي لم تجد مادة وأخبارا فغرقت في كورونا مثلها مثل كل الصحافة المختصة في العالم. لا يريد عشاق الكرة أن يرفعوا راية الاستسلام البيضاء أمام وباء القرن وربما كل القرون، فيمنحوه فرصة أن يشلّ تفكيرهم بعد أن شل حركتهم من خلال طرد الجماهير من المدرجات، ثم طرد اللاعبين من العشب الأخضر وحرمانهم من اللعب ومن التدرب، وحتى من الأمل في العودة القريبة لممارسة اللعبة الي تشدّ إليها الرحال، وتحرق لأجلها الأعصاب وتصرف لأجلها الأموال. ب.ع