أطلقت عديد ورشات الخياطة الخاصة والتابعة لمراكز التكوين المهني والجمعيات الخيرية مبادرات لخياطة كمامات صحية للوقاية من فيروس كورونا، ومواجهة جشع واستغلال بعض المضاربين بهذه المستلزمات الطبية الحيوية خاصة بالنسبة للمرضى والأطباء ومهنيي الصحة، بعد ان بلغت اسعارها مستويات عالية وسجلت ندرة في السوق. وانطلقت المبادرات عبر مختلف ولايات الوطن في الجنوب كما في الشمال وفي الشرق كما في الغرب، حيث سجلت ولايات عديدة حضورها المميز وكانت البدايات الأولى مع ولاية بسكرةوالجلفة وسطيف وبومرداسوالمدية لمساعدة المواطنين في البليدة وكذا العاملين في المستشفيات. وعمل هؤلاء لساعات طويلة لإنتاج كمامات معقمة وصحية، غير مبالين بالتعب والخطر، وعرضوا منتجاتهم مجانا لصالح جمعيات وناشطين في المجال الخيري والتطوعي وأطقم طبية في الميدان. ففي ولاية بسكرة بادرت مجموعة من النسوة بخياطة هذه الكمامات بعد الحصول على المادة الأولية، مراعيات في ذلك اجراءات ومقاييس السلامة، حسب تصريحاتهن، والحال ذاته في ولاية الجلفة أين اقدمت ورشة خياطة رجالية بإنتاج أكثر من ألف وحدة تم توزيعها ونقلها لمستشفى بوفاريك بالبليدة. وإلى ذلك، عرض شباب بولاية المدية خدماتهم ومنتجاتهم التي فاقت الألف كمامة على الجمعيات الخيرية لنقلها إلى مستحقيها. بدورها أطلقت 6 مراكز للتكوين المهني بولاية بومرداس، منذ الإثنين، مبادرة من قبل أساتذة في ورشات الخياطة لتحضير كميات وحصص كبيرة فاقت الألف كمامة لتوزيعها على المصالح الاستشفائية مجانا في شكل مساعدات وهبات، داعين إلى توفير المادة الأولية قصد المساهمة في ضمان كميات اضافية اخرى. واعتبر هؤلاء الشباب ما أقدموا عليه مساهمة بسيطة منهم نحو بلدهم وأبناءه الذين يتجندون يوميا لإنقاذ المصابين بهذا الفيروس الفتاك وفي مقدمتهم الأطقم الطبية والحماية المدنية وأسلاك الامن الوطني. وقال احد الشباب من ورشة خياطة بولاية المدية "فعلنا هذا في سبيل الله وكل من يرغب في الحصول على كمامات نوفرها له عبر 48 ولاية مجانا". وأضاف "الجزائر واحدة موحدة ومرحبا بكم بدرجة أولى الجمعيات الخيرية لوضعها تحت تصرف الجميع.. نعيش مع بعض ونموت مع بعض". وعلق متطوعون في ورشة اخرى بولاية معسكر "الأزمة تلد الهمة.. أمام ضعف الإمكانيات يبدع شبابنا في إيجاد تدابير وقائية بديلة.. الدكتور كربوش محمد والدكتور بلميمون عبد النور من جامعة معسكر قاما بتصميم واق للوجه وتمت دعوة عدد من الطلبة للمساعدة في انتاج اكبر عدد ممكن من هذه الطواقم وتوزيعها على مستعمليها من الأطقم الطبية وغيرها.. توزع على المستشفيات والحماية المدني ".