على بعد 18 يوما عن احتفالات رأس السنة الميلادية، اندلعت تجارة الخمور في أغلب ولايات الوطن كما اغتنم بارونات أم الخبائث والمهربين عبر الشريط الحدودي الشرقي شغف الخمّارين ومبالغتهم في السُكر إلى حد الثمالة لأجل أن يحكموا سيطرتهم على الجيوب وعلى العقول أيضا، الخمر لم يعد مرضا يصيب الأثرياء والرجال وأهل المدن فقط، بل إنه للأسف بلغ العائلات المحافظة في الأرياف وفي قلب الصحراء والنساء وحتى الفقراء الذين سيزيدهم فقرا على فقر، الشروق اليومي سألت الجمارك وحراس الحدود وجسّت نبض الملاهي لمعرفة دقاتها قبل أيام عن موعد الاحتفال برأس السنة الميلادية حيث سيعلنها الخمارون يوما للمسكرات وغدا أمور هي بالتأكيد معقدة. . استثمار الحانات ينتقل من المدن الكبرى إلى الأرياف حجز 21000 قارورة خمر بسوق اهراس الحدودية تحولت الأشهر الثلاثة الأخيرة لسنة 2012 بولاية سوق أهراس إلى أشهر خاصة بترويج الخمور استعدادا للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية، حيث تحولت منازل العديد من الأشخاص بعاصمة الولاية إلى مستودعات لترويج الخمور بمختلف أنواعها، حيث تحولت المخامر إلى طفيليات معدية تشكل خطرا على المجتمع، أين خلفت العديد من الحوادث المرورية سجلت فيها مصابين راحوا ضحايا السياقة في حالة سُكر وتسببوا لهم في عاهات مستديمة، حيث تمكنت المصالح الأمنية من شرطة ودرك من حجز كميات معتبرة من الخمور منذ مطلع الشهر الحالي قدرت ب 4870 قارورة خمر، حيث اقتحمت الحانات قرى ومداشر المنطقة لتتعدى على تقاليدها المحافظة بعد أن كانت متمركزة بالمدن الكبرى حتى السنوات الماضية، كانت الحانات قليلة الانتشار وتتمركز داخل المدن بعيدا عن القرى والمداشر. وحسب إحصائيات الدرك الوطني فقد تمكن رجال الدرك ببلدية الحدادة خلال العشرة أيام الماضية من اكتشاف مخمرة سرية وحجز قرابة 4 آلاف قارورة خمر داخل أحد المساكن بعد أن حولها احد قاطنيها إلى حانة سرية. رجال الشرطة هم أيضا عيونهم مفتوحة من أجل التقليل من مثل هذه الممارسات الغير قانونية والمترتبة عنها العديد من الجرائم حيث تمكن رجال الشرطة خلال نفس الفترة أي 10 أيام الماضية من حجز كمية من المشروبات الكحولية والمقدرة ب988 علبة خمر من مختلف الأنواع. وفي حصيلة للأشهر الثلاثة الفارطة فقد حجزت المصالح الأمنية من شرطة ودرك قرابة 8 آلاف قارورة خمر مختلفة وأكثرها النبيذ الأحمر والويسكي. أما الضربة الموجعة التي وجهها رجال الدرك الوطني خلال شهر أكتوبر الفارط من السنة الحالية فهي إحباط رجال الدرك ببلدية عين سلطان عملية إغراق السوق المحلية بحوالي 13 ألف قارورة خمر مختلفة الأنواع والأحجام والتي تعتبر من اكبر العمليات لهذه السنة. قد وجد بعض التجار محيطا مناسبا لترويج هذه السموم بعد ان قاموا باقتحام المناطق الريفية المحافظة والتي وجدوها فرصة للربح السريع، واستعمال كل الأساليب للتحايل على هؤلاء القرويين وإيهامهم بأنها الطريقة التي تنسيهم مشاكلهم معرضين الجميع للخطر ولا تستثني في عدواها المراهق والراشد ولا حتى الشيخ المسن مضللة إياهم بكونها حلالة المشاكل التي أرهقت كاهلهم وبالمقابل يستنزفون هم جيوبهم وأصبح العديد منهم خاصة في هذه الفترة تزامننا مع بداية العد التنازلي للاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة والتي وجدها العديد من التجار فرصة لتحقيق أرباح لا يمكن تحقيقها على مدار السنة خاصة بعد إفراط الجزائريين في شرب هذه المشروبات المُسكرة والتردد على الحانات بشكل يستدعي دق ناقوس الخطر، خاصة أمام بعض الإحصائيات الخطيرة التي يتسبب فيها هؤلاء المخمورين، فكثيرا ما نسمع عن حالات سرطانية سببها الكحول، وحوادث مرور تتسبب في تشريد أطفال وعائلات بدون مأوى وأرامل وأيتام. . الويسكي يتسلل عبر موانئ ومطارات الوطن عندما يغرق الأورو في شلالات الخمور المستوردة التحضير لما يسميه البعض بليلة الأحلام، يستغلها أصحاب الفنادق ومسيرو الملاهي الليلية لكسب الزبائن وجني المزيد من الأموال، واستعدادا لاستقبال هذه اللحظة تعيش ولاية سكيكدة كعادتها تحولات على مستوى تجديد وتزيين مختلف أماكن الاستقبال السياحي من فنادق وملاهٍ ليلية وكاباريهات ومقاهٍ ومطاعم ذات صبغة سياحية بادرت إلى ارتداء زينتها من إكسيسوارات لافتة لاستقبال الوافدين عليها. ويتوقع اصحاب السياحة بالمدينة أن يصل عدد الوافدين على المدينة مع نهاية السنة الميلادية مئات السواح، إذ لم تدع الفنادق والمطاعم هذه المناسبة تمر، من دون أن تسعى إلى تقديم عروض قد تكون وراء جذب أكبر عدد من الزبائن علما أن مجموعة لا بأس بها من السكيكديين ميسوري الحال والأجانب تقضي ليلة رأس السنة في المطاعم الفاخرة والفنادق يحتسون الخمور ويرقصون على ايقاع الموسيقى الصاخبة، في حين يفضل بعض الشباب ممن لا قدرة مالية لهم على الانتفاضة ضد واقعهم على إيقاع البيرة في المحشاشات والغابات وقد يجدون أنفسهم في قبضة مختلف قوات الأمن، يستقبلون السنة الجديدة في السجون، وتعتبر احتفالات رأس السنة الميلادية كذلك فرصة لبائعات الهوى إذ تنتشر السيارات من مختلف الماركات التي تقلهن الحاملة لترقيم مجموعة من الولاياتالشرقية قرب الفنادق الفاخرة الواقعة بعاصمة الولاية والجهة الشرقية والغربية، حيث يغزين المدن الحمراء تلك الليلة لقضاء سهرة ليلة السنة الجديدة في ملاهي المدينة لتقديم المتعة لطالبيه، التي وضعت برامج خاصة ومع اقتراب ليلة البوناني يرتفع أجر بائعات الهوى لقضاء الليالي الحمراء، يطلبن مبالغ مالية لا تصدق حتى ان بعضهن يرفضن التعامل بالعملة الوطنية ويشترطن عملة الاورو بينما يظل شباب الأحياء الهامشية بالمدينة يحتسين الخمور رفقة مروجي الأقراص المهلوسة والذين غالبا ما يزودون الأحياء الشعبية والأحياء الهامشية بكميات هامة من الممنوعات التي تعرف رواجا كبيرا خلال ليلة نهاية رأس السن. وأكدت مصادر مطلعة أن الجهات الامنية ترأست اجتماعا مطولا بمقراتها ، خصص لتدارس الخطة الأمنية بالمدينة، استعدادا لاحتفالات رأس السنة الميلادية وحسب مصادر مطلعة فإن مذكرات أمنية وبرقيات مديرية صدرت عن قيادات عليا ، تمحورت حول الإجراءات والتدابير الأمنية الواجب اتخاذها خلال الأيام القليلة المقبلة. وتضيف المصادر ذاتها أن تعليمات عليا صدرت بخصوص تنصيب مراكز قيادة موحدة داخل المصالح المركزية، تتكون من ممثلين عن الأسلاك الامنية في محاولة لتجميع المعلومات وتنسيق الجهود الأمنية والتنظيمية، والتدخل السريع لحل جميع المشاكل في الوقت المناسب. وقد شددت تعليمات الجهات المسؤولة على ضرورة تدخل كل الجهات المعنية بالشأن الأمني في حدود اختصاصها مع الحرص على التعبئة الشاملة لجميع الإمكانات الموضوعة رهن إشارة كل جهة وتوفير خطوط التواصل والاتصال بينها. وتشهد أسعار الفنادق ارتفاعا إذ أن ثمن الغرف يبدأ من 2000 دينار كحد أدنى علما أن المنتخبين الجدد القادمين من مختلف الولايات يشترطون ضمان السرية وعدم كشف وجودهم في الفنادق حتى لا تلاحقهم العدسات لأنهم يريدون قضاء هذه المناسبة في هدوء وبعيدا عن مواطنو بلدياتهم، وتتنافس مختلف الفنادق على زبائن ليلة المتعة ويتوقعون في مقدمتهم بعض الفائزين في الانتخابات المحلية من مختلف الولايات المجاورة الذي فاق عددهم خلال سنة 2007 مئة منتخب وهم على رأس القائمة ثم الأجانب من الصينيين واليابانيين والتايلانديين وغيرهم من الباحثين خلال هذه الليلة عن الجنس والمتعة، والخمور أيضا. . جزائريون يبدؤون عامهم الجديد ب"خبطة" وليس ب"صحوة" الخمور تطرق أبواب المدن المحافظة حتى المدن المحافظة أغرقها طوفان أم الخبائث، ويكاد الاحتفال براس السنة الميلادية يقتصر على الكحول فقط بكل أنواعها، يتم إحضارها من خارج الوطن وتكدس لشهور داخل المحلات التجارية والمستودعات المنعزلة في انتظار استهلاكها أو بيعها بأثمان باهظة لمن يدفع أكثر في احتفالات رأس السنة الميلادية التي تتطلب ميزانية خاصة تختلف طرق توفيرها من شخص لآخر فالشباب البطال كثيرا ما يلجأ للسرقة لتغطية مصاريف الاحتفال المكلف أين يستهدف ممتلكات الأشخاص كالهواتف النقالة والحلي وغيرها من الأغراض التي يكفي أن يتوفر فيها شرط قابلية البيع لتكون محل استهداف من قبل هؤلاء الذين يكونون في الغالب من ذوي السوابق العدلية ومرتادي العلب الليلية بعد أن شوّهوا وحوّلوا المثل القائل "الزواج ليلة وتدبيرتو عام" إلى "الاحتفال ليلة وتدبيرتو هو الآخر عام". أما الفتيات فالثمن المدفوع من قبلهن معروف، هذا إضافة إلى بعض رجال الأعمال المعروف عنهم سخاؤهم الكبير في مثل تلك المناسبات التي تعتبر بالنسبة لهم فرصة نادرة للتخلص من ضغط العمل وحساباته التي لا تنتهي عن طريق التفنن في إتيان كل أنواع المعاصي، وعن الأماكن التي يفضل هؤلاء إقامة احتفالاتهم فيها نجد أنهم كثيرا ما يقصدون شواطئ البحر والواجهات البحرية أين يتم تحويلها إلى ما يشبه الكباريهات والمخامر تعوض فيها الأضواء ذات الألوان المختلفة الموجودة في الكباريهات المغلقة بالنار التي يتم إشعالها والرقص من حولها بالرغم من البرد القارص على شاكلة ما كانت تفعله القبائل القديمة الهائمة بعد أن يتعاطوا كميات كبيرة من الخمور هذا وكثيرا ما حول هؤلاء المنازل المهجورة الواقعة في أماكن معزولة إلى مخامر لا يعرف فيها الليل من النهار بسبب ما يتعاطونه من خمور ومخدرات سريعا ما تلعب بعقولهم وتندلع بينهم ملاسنات قد تتطور إلى اشتباكات واعتداءات بالأسلحة البيضاء وبذلك يصبح هؤلاء في الأخير مخيّرين، إما بقضاء ما تبقى من السهرة على سرير بالمستشفى أو في الزنزانة. . من طوابير الزيت والسكر إلى طوابير الخمور؟ تنشط تجارة الخمور خلال شهر ديسمبر أكثر من باقي شهور السنة على اعتبار أنه الشهر الذي يزداد فيه الطلب على المشروبات الكحولية من طرف الفنادق والحانات والملاهي الليلية تحضيرا للاحتفال برأس السنة الميلادية فنجد طوابير أمام مصانع ومازن توزيع الخمور، فيما يتفنن الباعة في عرض منتوجاتهم المحلية والأجنبية وما يلاحظ أيضا أنه حينما يصل الفرد لاقتناء الخمور ربما كانت المادة الوحيدة التي لا يناقش فيها الباعة في الثمن، فبالرغم من وجود ما يسمى خمور الزوالية وهي تلك التي لا يتعدى ثمنها 250 دينار هناك أيضا خمور فاخرة تحمل ماركات عالمية يصل مبلغ القنينة الواحدة مليون سنتيم، وهنا يظهر الجميع قدرته الشرائية ومنهم أيضا من يدخر طوال السنة من أجل صرف الملايين والملايين ليلة رأس السنة في الملاهي والحانات وعلى بائعات الهوى. تتوفر بالجزائر أزيد من 200 مصنع للخمور مصرح به وأزيد من 530 مخزن للمشروبات الكحولية، فبالرغم من ان أكبر عدد لمصانع الخمور موجود بمدينة تيزي وزو بما يفوق 114 مصنع تليه العاصمة ثم بجاية إلا أن الولايات الداخلية تحوي على مخازن للخمور تحمل سجلات تجارية لكنها غير مرخصة من قبل السلطات الأمنية فنجد على سبيل المثال مدينة عين مليلة بولاية أم البواقي تعتبر أول ممون للخمور بالشرق الجزائري، حيث يتم جلب الخمور من مصانع بجاية والعاصمة ويتم ترويجها للفنادق الفخمة والملاهي الليلية لا سيما بالولايات الداخلية الشرقيةوالولايات الحدودية الشرقية ويدفع مقتنوها الملايير من أجل توفير كل الماركات لا لاسيما العالمية منها في ليلة رأس السنة عاملين بالمثل الفرنسي القائل بأن الزبون ملك وعليهم توفير أجود أنواع الخمور على غرار "البيرة المالطية" والتي تعتبر أول ماركة عالمية مسجلة بالجزائر، "الفودكا"، "الريكار"، النبيد الأحمر الذي يصنع من أفخم أنواع العنب الفرنسي، إضافة إلى أغلب الماركات الصادرة عن مجمع كاستل للخمور والذي يحتل المرتبة الأول في الجزائر من حيث نسبة المبيعات فنجد أن بيع الخمور وترويجها لا يقتصر فقط على الولايات الساحلية والتي تضم أكبر تعداد سكاني وعادة ما تكون وجهة الأجانب بالجزائر حيث أنه في السنوات الأخيرة الماضية سجلت مصالح الدرك والأمن الوطني تنامي ظاهرة تجارة الخمور بالولايات الداخلية أكثر منها بالولايات الساحلية، يذكر أن مصالح الدرك الوطني بأم البواقي حجزت بحر الأسبوع أزيد من 1600 وحدة خمر تنوعت بين القارورة و"الكانيت" مختلفة الأحجام أجنبية ومحلية الصنع كانت موجهة للاستهلاك ليلة رأس السنة الميلادية بطريقة غير قانونية. . حجز 50 ألف قارورة خمر بداية فضائح احتفالات رأس السنة حملة وطنية لمنع تسويق "أم الخبائث" خارج القانون كميات الخمر المحجوزة خلال هذه الأيام التي تسبق احتفالات رأس السنة فاقت كل التصورات وشكلت صدمة لدى المتتبعين بسبب مخطط أسود لإغراق الملاهي والفنادق والمطاعم وحتى الحانات الشرعية وغير الشرعية بكميات خمر كبيرة للمحتفلين برأس السنة الميلادية الذين لا يحلو لهم الاحتفال إلا على وقع الموسيقى والمشروبات الكحولية، ولمكافحة هذه الظاهرة شرعت مصالح الدرك الوطني في تكثيف دورياتها لتضييق الخناق على بارونات الخمر حيث تمكنت أمس من حجز أزيد من 20 ألف قارورة من المشروبات الكحولية خلال حاجز أمني على الطريق الوطني رقم واحد الرابط بين ولايتي الجلفة والأغواط، وتمكنت أيضا من حجز 2800 قارورة خمر خلال دورية في ولاية تبسة، وقبلها بيوم تمكنت مجموعة الدرك الوطني لولاية عين الدفلة على توقيف سيارة على متنها 738 قارورة خمر . كما تمكنت أيضا من حجز قرابة 10 آلاف قارورة من المشروبات الكحولية في ولاية الجلفة وأوقفت سيارة على متنها 1200 قارورة خمر في سيارة بولاية سوق هراس، وفي ولاية بسكرة تمكنت ذات المصالح خلال الأيام الماضية توقيف عدد معتبر من مهربي الخمر وخلال حوادث متفرقة تمكنت خلال الحادثة الأولى توقيف 5300 قارورة خمر وفي الحادثة الثانية 660 قارورة وفي الحادثة الثالثة 500 قارورة، وبالنسبة لولاية سعيدة أوقفت عناصر الدرك شخصا بحوزته 480 قاروة خمر، أما في ولاية مستغانم تم حجز 200 قارورة وفي ولاية تلمسان تم توقيف سيارة على متنها 700 قارورة، وبالنسبة لولاية المسيلة تم حجز 1600 قارورة خمر وفي ولاية شلف 228 قارورة مشروبات كحولية، وحتى ولاية جيجل التي طالما وصفت بالمحافظة تم فيها حجز 1500 قارورة خمر وفي ولاية عين تيموشنت تم ضبط 3500 قارورة ، هذه المحجوزات كانت خلال الأيام الماضية والتي قدرت ب50 ألف قارورة وهذا أضعاف ماتم حجزه خلال نفس الفترة من السنة الماضية .