وقع رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أول أمس، على إعلان الجزائر حول الصداقة والتعاون بين الجزائر وفرنسا، يكرس الشراكة الإستراتيجية، ويشمل مجالات تنقل الأشخاص ووضعية الجالية المقيمة بفرنسا والتربية والتشاور السياسي. وتم التوقيع على سبع اتفاقيات للتعاون في مجالات متعددة، تخص وثيقة إطار تعاون للمرحلة 2013 2017، التعاون في مجالات الفلاحة، ومحضر تبادل أدوات المصادقة، التعاون في ميدان الدفاع، ومذكرة تعاون في المجال المالي والاتفاقية الخاصة بإنجاز مصنع للسيارات رونو الجزائر، إلى جانب اتفاق إداري خاص بالتعاون في مجال الحماية والامن المدني، وكذا إعلان خاص بالشراكة في مجال الصناعة والإنتاج. ووصف وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، زيارة الرئيس هولاند للجزائر ب"المثمرة"، مشيرا إلى تقارب وجهات النظر حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وعلى غرار ما قاله الرئيس الفرنسي، أكد فابيوس، في ندوة صحفية مع وزير الخارجية، مراد مدلسي، على هامش تشكيل لجنة حكومية مشتركة جزائرية فرنسية رفيعة المستوى يترأسها مناصفة الوزيران الأولان الجزائري والفرنسي، على ضوء التوقيع على إعلان الجزائر حول الصداقة والتعاون، أول أمس الأربعاء، أن هذا التقارب في وجهات النظر "جد مثمر وهو مصدر للتفاؤل بالنسبة للبلدين"، مشيرا الى أن المقاربة المشتركة التي تتبناها الجزائر وفرنسا بخصوص أزمة شمال مالي تتمثل في "مكافحة الإرهاب والمتاجرة بالمخدرات وتمكين مالي من الحفاظ على وحدته الترابية من خلال المفاوضات السياسية، ودعم التنمية وتعزيز الأمن". من جهته، أكد مراد مدلسي، أن إعلان الجزائر الذي وقعه رئيسا البلدين أوضح أن الوثيقة الموقعة "ليست مجرد إعلان نية، ولكنها بمثابة التزام من طرف الرئيسين"، وأضاف أن الرئيسين أكدا أنه يجب أن يكتسي طابعا أكثر طموحا، وأوضح أنه من المقرر أن تجتمع اللجنة الحكومية المشتركة مرة في السنة، في حين تتكفل لجنة متابعة فرعية بتنفيذ القرارات المتخذة في إطار اللقاءات الثنائية بين وزراء البلدين. وبعدما أبرز الوزير تطرق الرئيسين إلى المسائل "الهامة" التي تخص ضرورة مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والمتاجرة بالمخدرات "بأكثر فعالية، أفاد بأن الأزمة في مالي استقطبت اهتمام وزيري الخارجية، بينما شكلت المسألة السورية محل انشغال هام بالنسبة للجميع، دون ذكر تفاصيل. وأكد، في حوار للإذاعة الفرنسي "أوروب 1" أن زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إلى الجزائر "تعتبر ناجحة" بالنظر إلى الاستقبال الشعبي الذي حظي به و"نوعية" المحادثات التي أجراها الرئيسان باقامة الدولة بزرالدة، والإتفاقات الموقعة.