قبل مرور أربع وعشرين ساعة على فضحية نقل الصحافية الإسرائيلية ليسا غلودمان تقريراً مصوراً من بيروت حتى تفجرت فضيحة جديدة مماثلة تمثلت بدخول صحافية إسرائيلية من جريدة يديعوت احرنوت تدعى رنات ماخليس لتكتب تقريراً مصوراً من بنت جبيل. بثت قناة المنار أمس نسخة من التقرير المصور الذي أعدته مراسلة يدعوت احرونوت العبرية عن الحياة في مدينة بنت جبيل, وهو ما جعل المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا بادر إلى تقديم طلب إلى قناة المنار من اجل الحصول على نسخة من التقرير الذي أعدته المنار عن المراسلة غولدمان. وهي الصحفية التي دخلت إلى لبنان بواسطة جواز سفر غير إسرائيلية للعمل لمصلحة إسرائيل ففيما كان خبر مراسلة القناة العاشرة في تلفزيون العدو ليسا غولدمان يمر مرور الكرام في أروقة السلطات المختصة، لا سيما حكومة السنيورة التي لم تنبث ببنت شفة، حتى عاجلتها فضيحة مماثلة أخرى تمثلت في تجوال المراسلة الإسرائيلية في صحيفية يديعوت احرنوت رينات ماخليس في بعض قرى الجنوب ومنها بنت جبيل وصور وعيتا، حيث أعدت تقريراً عن الجولة مدعوماً بالصور لا سيما صورتها أمام دبابة إسرائيلية مدمرة في بنت جبيل. وتنقل ماخليس حسب موقع صحيفتها وموقع عرب 48 أنها دخلت لبنان عبر المطار بجواز برازيلي، وجالت في الضاحية الجنوبية ثم في الجنوب, وتشير أن حزب الله في أوج الاستعداد الكامل لإمكانية وقوع حرب ثانية، وان الأجواء المعاشة في الجنوب هي أجواء نصر بعد مرور سنة على حرب تموز. المدعي العام التمييز سعيد ميرزا, بادر إلى الاتصال بقناة المنار طالباً التقارير التي أعدتها عن الحدث، فيما اتصل رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ بميرزا للغاية نفسها، وكلف نائبه إبراهيم عوض بمتابعة هذا الملف مع القاضي ميرزا. أما جديد القضية فهو ما كشفه وزير الإعلام في الحكومة غازي العريضي عن أن غولدمان دخلت لبنان مرتين وليس مرة واحدة وبجواز سفر كندي, ويضيف ألعريضي أن البحث يدور الآن بشأن الجانب التقني لمعرفة كيفية نقل الرسالة المتلفزة من بيروت إلى تل أبيب وما إذا كان الوسيلة شركة بث أم مؤسسة أو غيرها. وعلم أن القضاء سيعمل على من سهل لها عملية الدخول إلى لبنان ومن رافقها في تجوالها وما إلى ذلك. من الواضح أن مسؤولي الصحف الإسرائيلية لا يتجرأون على إرسال صحافييهم إلى لبنان حتى لا يتحملوا مسؤولية مخاطر كشفهم، لذا فان دخول هؤلاء لبنان يتم بقرار إسرائيلي رسمي وامني، أي أن عمل هؤلاء الصحافيين استخباري تجسسي وليس صحافياً، فضلاً عن أثره التطبيعي, وهنا يتجدد السؤال هنا عمن يسهل دخول هؤلاء ومن المستفيد لبنانيا من وجودهم. هذا فقد بثت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي في إحدى نشراتها المركزية تقريرا أعدته "موفدة القناة إلى بيروت" ليزا غولدمان عن الحياة في لبنان بعد عام من الحرب الإسرائيلية, تضمن معطيات عن الحياة اليومية في بيروت، أين ركزت الصحفية بشكل مقصود وواضح الشرخ السياسي القائم في لبنان بين الطوائف والأحزاب خصوصاً بين تيار المستقبل وحزب الله ومستقبل العلاقات بينهم قبل وبعد الاستحقاق الرئاسي, وبدا واضحا اهتمام القناة بخبر "الموفدة" إلى بيروت وبُث التقرير من العاصمة اللبنانية لدرجة أنها ابتدأت به النشرة المركزية المخصصة لمرور عام على الحرب. وليزا غولدمان صحافية إسرائيلية - طبعاً يهودية - تقيم في تل أبيب وتحمل جواز سفر كندي كانت مرتاحة للبث باللغة العبرية من شرفة فندق أو شقة تطل على مرفأ بيروت, ورغم أن البث كان غير مباشر إلا أن القناة حاولت إتباع طريقة فنية بحيث يوحي ذلك بأن التقرير بُث مباشر, ومن مراقبة موقع غولدمان على شبكة الانترنت يبدو أن هذه ليست زيارتها الأولى للبنان، حيث أنها وضعت على موقعها العديد من الصور التي يبدو أنها التقطتها في أنحاء مختلفة في لبنان في وقت سابق. للتذكير فهذه ليست المرة الأولى يزور فيها بيروت صحافة إسرائيلية، فقد سبق أن زار الضاحية الجنوبية محلل عسكري في جريدة يديعوت احرنوت بعد الحرب مباشرة ونشر صورته وهو أمام مجمع سكني مدمر في قلب المربع الأمني على صدر الصفحة الرئيسية، وقصة الصحفي الإسرائيلي الذي انتحل صفة رئيس حكومة بريطانيا الأسبق توني بلير وحاول مكالمة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة والذي استدرك الأمر فور معرفته بأن محدثه صحفي في التلفزيون الإسرائيلي فأقفل الهاتف في وجهه. التقرير الذي أعدته المراسلة الإسرائيلية على الرابط التالي: http://www.ynetnews.com/articles/0,7340,L-3424652,00.html الياس جوادي – بيروت