عادت الصحف الإسرائيلية أمس بالتفصيل إلى عملية قرصنة قافلة الحرية من قبل قوات الاحتلال مجمعة، في أغلبها، على أن ضرب النشطاء الدوليين أضر بصورتها بشكل عنيف. وعلقت صحيفة يديعوت أحرونوت في صفحتها الرئيسية بكلمة ''الفخ'' بالبنط العريض، بينما دعا المحلل سيفير بلوتسكير في هآرتس أيهود باراك وزير الدفاع إلى الاستقالة من منصبه ليس لمسؤوليته عن عمليات القتل، بل ''لأنه لم يخطط جيدا لها في ظل المعلومات الاستخباراتية عنه''! وكتب مردخاي كيدار في يدعوت أحرنوت ''إن الصراع ليس على غزة وإنما على مستقبل الشرق الأوسط، بينما إذا كان النظام السياسي القائم سيستمر، أو ستصعد قوى الإسلام المتطرف مكانه، كما حدث في لبنان وتركيا. وأردف أن الأسطول كان ظاهرة واحدة في هذا الصراع، فإذا أرادت إسرائيل وقف الأسطول فإنها لا تستطيع ذلك بالطرق النظيفة وأضاف ''ويبدو أن إسرائيل أرادت أن تقول لتركيا المتأسلمة ''كفى إلى هنا... عند شواطئ غزة تتوقف قوات الإمبراطورية العثمانية التي تطمح إلى أن تعود للسيطرة على شوارع الشرق الأوسط كما فعلت قبل 500 سنة''. وكتبت صحيفة معاريف في مقال لها بعنوان ''القصور والبطولة هكذا أرسلت وحدة النخبة في جيش الدفاع إلى مهمة كتب لها الفشل''. وكتبت الصحيفة أن قوة الكوماندو الإسرائيلي أفلحت على السفن بالرغم من الفشل الاستخباراتي، وأن القرار بإطلاق عملية الاستيلاء ينطوي على حماقة'' . ورأت الصحيفة أن ظهور المتحدث رقم 1 في إسرائيل وهو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- بعد 12 ساعة على الحادث، يُعتبر حلقة جديدة من حلقات فشل الإعلام الإسرائيلي الذي أثبت أنه لم يكن على قدر الواقعة. وأوضحت صحيفة معاريف أن الفشل الإعلامي بدأ قبل العملية نفسها، مضيفة ''كان معنا مدة أسبوعين، وكان يتوجب علينا إثارة هذه القصة في جميع أنحاء العالم، وكان يتوجب علينا أن نتحدث عن المنظمة التي تقف وراء هذه السفن''. وأفادت ''معاريف'' بأنه في أحاديث مغلقة يتحدث المسؤولون العسكريون عن ''خلل خطير'' ''وفشل'' و''تورط''. وأضافت أنه خلال مناقشة سبل اعتراض سفن ''أسطول الحرية'' قبل أسبوعين، علت أصوات داخل المؤسسة العسكرية تعارض قيام إسرائيل باعتراض السفن عسكرياً، وطرحت بدائل كثيرة ''لكن في نهاية الأمر تقرر القيام بعمل عسكري والانجرار وراء منظمي الإبحار وتحقيق ما ابتغته حماس''. وأقرت صحيفة هآرتس اليسارية بأن فشل عملية جيش الدفاع يخلق تورطا دوليا وطالبت الصحافية في افتتاحيتها بتشكيل لجنة تحقيق قضائية. وأكّدت الصحيفة أنّ حماس التي اكتسبت الآن دعمًا تركيًا ودوليًا تأمل أن تدمر خطوة القافلة سياسة العقوبات التي فرضتها إسرائيل على القطاع، بينما حرصت مصر على عدم تورطها في حصار قافلة المساعدات المتوجهة إلى القطاع، وأنّ تتحمل إسرائيل مسؤوليتها وحدها. وأشارت الصحيفة إلى أنّ رئيس وزراء حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية يعلم جيدًا أكثر من إسرائيل، أنّه حتى ولو لم تصل قافلة المساعدات إلى غزة، فإنها سوف تكون الفائزة في النهاية. إشادة ببطولات القتلة! تعاطفت صحف الاحتلال مع قوات المرتزقة التي قتلت النشطاء في سفينة مرمرة وصورتهم في صورة الضحايا، لتبرير ما ارتكبوه من جرائم. وكتبت صحيفة يدعوت أحرنوت أن ''المقاتلين أفراد وحدة المغاوير البحرية تدلوا بالحبال من المروحية إلى ظهر السفينة حيث اعتدى عليهم النشطاء بالسكاكين والقضبان الحديدية''. ونقلت الصحيفة أن الجنود وصفوا أن الهجوم تحول إلى كمين نصبه لهم النشطاء في السفن: ''شعرنا وكأننا نتعرض لعملية فتك'' . وأوردت الصحفية أن أعضاء وحدة النخبة المغاوير البحرية عادوا إلى الميناء برضوض الضربات التي تلقوها، ويقولون إنهم أرسلوا إلى أداء المهمة مكتوفي الأيدي.