رغم الجحيم الذي صبته إسرائيل ولا تزال على لبنان فإن نيران المقاومة تثير الرعب في قلوب الجنود الصهاينة وتضطرهم إلى قضاء حاجاتهم داخل دباباتهم وإلى الاستنجاد بالحيوانات. مراسل الشروق في حيفا: تيجان افندي بسبب شراسة المقاومة اللبنانية باتت خطوط امدادات الغزاة غير آمنة الى درجة انهم قاموا امس ولاول مرة بتزويد الجنود بالماء والطعام بواسطة رميها من الطائرات الى الجنوب اللبناني. وكان ناطق بلسان جيش الاحتلال قد اعترف بصعوبة بالغة واجهها في تزويد المؤن والعتاد لجنود وإخلاء القتلى والجرحى بسبب الصواريخ المضادة للدروع التي اصطادت بها المقاومة اهدافا اسرائيلية. وأفردت "يديعوت أحرونوت" امس تقريرا موسعا بعنوان "مخاوف نافذة للدروع" اشارت فيه الى المخاوف الكبيرة التي تلازم الجنود من صواريخ ال"ار بي جي" و " ساغر" المتطورة لافتة الى انها تحول الدبابات والدروع الى "مصيدة" للموت. ووردت في التقرير شهادات لجنود استذكروا "الجحيم" الذي تعرضوا له في مارون الراس وبنت جبيل لافتين الى معارضتهم لالتقاط صورة جماعية خوفا من نشرها في الصحف لاحقا بعد احاطتهم رؤوسهم بدائرة حمراء بعد قتلهم. وكشف بعضهم انهم اضطروا احيانا الى قضاء حاجاتهم داخل الدبابات خوفا من اصطيادهم في حال مغادرتها ولو لثوان معدودة. وكشفت الصحيفة ان اغلبية الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في الحرب الراهنة لقوا حتفهم جراء صواريخ مضادة للدروع واضافت على لسان جنود فيلق 75 "ابلغنا الجيش أن بحوزة حزب الله صواريخ مضادة للدروع وأمورا اخرى غير جدية حلقنا بأساطير نسجوها حول عظمة دباباتنا وفجأة يستهدفوننا باسلحة متطورة. بالتاكيد شهدنا اليوم كيف ذبحت بقرة مقدسة." واقتبست الصحيفة اقوال قادة عسكريين ينوهون الى استعانتهم بأخصائيين نفسيين لمساعدة جنودهم على التغلب من الصواريخ المذكورة، فيما اكد احدهم، ميخائيل شيبلين ان الدبابة الاسرائيلية الاكثر تطورا لم تعد بوليصة تأمين لراكبيها. واشار الجنود انهم يستعينون بالنكتة السوداء والحديث عن الخوف والموت وهم في الدبابات المركفأة داخل الجنوب اللبناني. كما اشارت الصحيفة ذاتها الى قيام جنود بالاحتياط بايداع عينات من حيواناتهم المنوية في عيادات خاصة حفاظا على ذريتهم في حال موتهم خلال المواجهة المفتوحة في لبنان. كما كشف امس عن فشل طريقة امدادات جديدة جربها الجيش لتحاشي صواريخ ضد الدروع تتمثل بحيوانات اللاما التي استنكفت عن السير داخل الارض اللبنانية وارتدت على اعقابها رغم كل محاولات الاقناع.. وكان الجيش قد ذكر قبل ايام انه عازم على استخدام هذا النوع من الحيوانات القادرة على نقل حمولة بزنة مئات الكيلوغرام معتبرا اياها سلاحا "سريا تستخدمه وحدات دورية "اجوز" المنتشرين في بنت جبيل. وكان صاحب الفكرة مسؤول الناحية اللوجستية في الجيش الجنرال ايتسيك بن طوف قد ذهب بعيدا في امتداح اللاما وامتيازاتها كوسيطة نقل سريعة ونشيطة ومتزهدة بالاكل. يشار الى ان الاسرائيليين يستخدمون الكلاب في منطقة بنت جبيل للتفتيش عن عناصر حزب الله داخل المنازل تحاشيا لوقوع الضحايا. الى ذلك اعرب قادة سلاح الجو، الذي عجز حتى الان عن تحييد بطاريات صواريخ الكاتيوشا، عن خشيته من بدء موسم الهجرة الى الجنوب لافتا الى ان اسراب الطيور المهاجرة تشكل خطرا على طائراته واصطدامها بها.