في الوقت الذي يشهد الشارع الجزائري هذه الأيام تواجد ملحوظ للمجانين ومرضى الاضطرابات العقلية، الذين يشكلون خطرا على المواطنين، تفتقد الصيدليات لبعض الأدوية الخاصة بهذه الفئة، على غرار دواء "نوزينان"، و"لارفاكتيل"، و"ايزوبيريدول"، وأدوية أخرى تتعلق بالأعراض الذهنية للأمراض النفسية. أثر الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا، والذي دام قرابة 3 أشهر تقريبا، على متابعة المصابين بالأمراض العقلية، والتكفل بهم، وعجزت بعض العائلات على شراء الدواء لمرضاها المصابين بأمراض مزمنة مثل الأمراض العقلية، والعصبية، مما أدى إلى عودتهم لحالة الجنون، وانتشارهم في الشارع، بكثرة، وخاصة في المدن الكبرى مثل العاصمة. ففي حسين داي، يتفاجأ قاطنوها يوميا، بمجانين من الجنسين ،ويحمل هؤلاء المجانين، افرشة، وأغطية وأكياس وسخة، يقتحمون أحيانا المحلات والمتاجر ويخترقون التواجد البشري، وهم خارج تدابير الوقاية من فيروس كورونا، إذ أصبح خطرهم مزدوج، بين الخوف من الاعتداء على المواطنين، ونقلهم لعدوى الوباء. في السياق، حذرت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث"فورام"، من الوضع الذي وصل اليه الشارع الجزائري في ظل انتشار المصابين بالأمراض العقلية، وقال رئيس الهيئة، البروفسور مصطفى خياطي، إن المشكل المطروح يتعلق بزيادة عدد السكان في الجزائر، ونقص المختصين في الأمراض العقلية والمراكز الصحية الخاصة بهم، وهذا ما أدى إلى تغطية صحية ناقصة، وتسريح المرضى بمجرد علاجهم، ووصف الدواء لهم. وأكد خياطي، أن مرحلة الحجر المنزلي، ساهمت في ظهور اضطرابات عقلية وحالات جديدة لهذه الأمراض، وغم أن الحجر في الجزائر كان تأثيره اقل حدة مقارنة ببلدان أخرى. كما أن إمكانيات الصحة في الجزائر، حسب خياطي، وجهت إلى مكافحة فيروس كورونا المستجد، مما جعل الصحة العقلية تتلاشى، إضافة إلى أن الظرف الاستثنائي ترك آثار اجتماعية واقتصادية في بعض العائلات، ولَم تعد تستطيع شراء الأدوية والسيطرة على المريض العقلي. واعتبر رئيس هيئة "الفورام"،ان الكهول هم الأكثر، إهمالا من طرف أهاليهم، ولا يتابعون في تناولهم للدواء، والمصابين بالأمراض العقلية، قد يهملون دواءهم في غياب الرعاية. وعن تواجد المجانين في منطقة معينة بشكل مُلفت، أوضح البروفسور خياطي، أن مكان تواجد المستشفى او المصلحة أين سبق خضوعهم للعلاج، يعود إليه المصابين بأمراض عقلية، وهذا ما يفسر تجول الكثير منهم، في حسين داي، وهم من الذين دخلوا سابقا، مستشفى دريد حسين، للعلاج، كما أن المنطقة حسبه، ملتقى لعدة مناطق مجاورة وأحياء شعبية.