يستعرض أستاذ اللغة والاتصال بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف إبراهيم الخليل بن عزة في هذا الحوار واقع الإنتاج الفني في الجزائر، ورؤيته لمستقبل الصناعات الثقافية التي يرى أداءها متذبذبا بين تركة الماضي وتطلعات الغد. ما تعليقك على النقاش الكبير الذي أثير حول مستوى الأعمال التلفزيونية الدرامية التي تقدّم في السنوات الأخيرة؟ نعتقد أنه ومع تطور وتعدّد وسائل الإعلام والاتصال بين الجماهيرية والجديدة، صار الجمهور أكثر قدرة على النقد بالموازاة مع اكتسابه للانتقائية، لكن بعيدا عن أي 0راء شعبوية يمكن أن نقدم نقدا موضوعيا بالاعتماد على مقارنة ما يتم إنتاجه راهنا مع ما تم إنتاجه في سنوات مضت، فعمل فني إبداعي كالحريق لا يترك لك مجال الانتقاد إذا وضعناه تحت مجهر النقد الفني السياقي، في حين نجد الدراما اليوم تتخبط بين مشاكل الإنتاج والسيناريو وانتقاء الكوادر الفنية وبين مشاهدين سرقتهم الأعمال المشرقية والتركية على ما لها وما عليها. ما هي أهم الأسباب في اعتقادكم التي ساهمت في ما يعتبره الكثيرون تدني مستوى الأعمال الفنية المعروضة في رمضان؟ المشكل الكبير في غياب سياسة ثقافية واضحة تعطي اهتماما لمجال الدراما والإنتاج الفني التلفزيوني كصناعة ثقافية هامة، ومن ثم تدرّجها ضمن مخططات التنمية بأساليب منظمة وممنهجة، بعيدا عن عناصر الصدفة والعشوائية والتحليل الذاتي الممجد للذات. ما هي الحلول التي تقترحها لتحسين الصناعات الثقافية عامة والدراما بصفة خاصة؟ إذا عدنا إلى مرحلة الثمانينيات، نجد أن الإنتاج الدرامي الجزائري كان جيدا جدا بتمويل من المؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري، وذلك في نهاية التسعينيات بالإنتاج مع مؤسسة التلفزيون الجزائري، أما ال0ن فرغم العدد الكبير من القنوات الخاصة إلا أن المستوى تدهور لأسباب متعلقة بضعف مستوى ورؤية القائمين على الأقسام الثقافية بهذه المؤسسات الإعلامية، يجب التأسيس لدراما جزائرية جزائرية، وبمعالم واضحة وبالاعتماد على الكفاءات المؤهلة والمتخصصة مع الحرص طبعا على تحسين مستوى التكوين في هذا المجال بإنشاء أكاديميات ومعاهد فنية لتكوين إطارات في السينما والدراما والمصرح والتصوير ومختلف فنون السمعي البصري، وكذلك توفير الهياكل المساعدة للنهوض بصناعة الدراما كاستديوهات التصوير والتركيب والمعالجة، وما يتبعها من منشآت تعمل بشكل عام في إنتاج الدراما والترويج لها وتسويقها. ما هو دور وزارة الثقافة في هذا الشأن؟ باعتبارها أعلى هيئة وصية بهذا المجال، أكيد أن دورها سيكون كبيرا إذا ارتبط طبعا بالإرادة، فقد صار لزاما تحركها بوضع استراتيجية وطنية ترفع من مستوى الإنتاج الفني في الجزائر، وبإشراك مختلف الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية، ولما لا إنشاء مدينة حديثة ومجهزة للإنتاج الإعلامي، وتشجيع وحماية كتاب السيناريو، وتحويل الأعمال الأدبية الراقية من روايات ومسرحيات سابقة وراهنة إلى أعمال فنية مصوّرة دراميا أو سينمائيا أو مسرحيا.