يبحث النجم الجزائري، الذي لعب سهرة الخميس، مباراة أخرى كاملة أمام نادي تشيلسي وخسرها في لندن، عن مزيد من الأهداف ليدعم رصيده الذي يبق دون إمكانيات هذا اللاعب المتألق في الصناعة والتسجيل، مع قليل من الفاعلية في الهجوم، خاصة أنه لا ينفذ الركلات الحرة وضربات الجزاء بشكل دائم، وإنما متقطع، ولا يشارك في الالتحامات البدنية في الركنيات والكرات الثابتة وهو ما يجعله بعيد عن المرمى مقارنة بلاعبين آخرين ينشطون على الأجنحة ومنهم زميله في مانشستر سيتي النجم الإنجليزي ستيرلينغ وحتى البرتغالي بيرناردو سيلفا، حيث يقتربون من المرمى وتصبح فرص تسجيلهم للأهداف وافرة، بدليل أنه سدّد مرة واحدة طوال 90 دقيقة أمام تشيلسي. يلعب رياض محرز في عالم الإحتراف منذ خريف 2010 عندما انضم للفريق الثاني لنادي لوهافر الفرنسي الناشط في الدرجة الثانية، وسجل في ذلك الموسم وهو دون التاسعة عشرة من العمر، 13 هدفا، وكان يلعب بطريقة مباشرة أكثر منها استعراضية، وفي الموسم الموالي أي 2011/ 2012، قدم مرحلة ذهاب رائعة مع الفريق الثاني بتسجيله ل 11 هدفا، فتمت مباشرة ترقيته للفريق الأول، فدخل عالم الاستعراض في المرحلة الثانية ولم يسجل أي هدف، لتتم إعادته في الموسم الموالي إلى الفريق الثاني لنادي لوهافر المتواضع، بالرغم من أن رياض جاوز حينها الواحد والعشرين من العمر، ومرّ موسمه أبيضا بقليل من المشاركات والأهداف التي لم تتجاوز الأربعة من لاعب كان أحسن ما يوجد في لوهافر وربما في فرنسا. لاحظ رياض محرز بأن بقاءه مع نادي لوهافر هو دخول في الروتين وتحويل من الفريق الأول إلى الثاني والعكس، ولم تمض المرحلة الأولى من الموسم، حيث لم يسجل سوى هدفين فقط، لينتقل في الميركاتو الشتوي إلى ليستر الإنجليزي الناشط في الدرجة الثانية الإنجليزية، وصارع من أجل الصعود فانضم إليه في شتاء 2014، في ربيعه الثالث والعشرين، وساهم بتمريراته الحاسمة وأيضا بتسجيله لثلاثية، في صعود الفريق إلى القسم الممتاز، وسهّل له ذلك التواجد مع الخضر في مونديال البرازيل بالرغم من أنه لم يشارك سوى في مباراة بلجيكا التي خسرها أشبال خليلوزيتش بهدفين مقابل واحد. وكانت السنة الأولى في القسم الأول مع ليستر، سيئة بالنسبة لمحرز حيث سجل أربعة أهداف فقط، ولم يلعب سوى 2000 دقيقة، وكانت مهمة الفريق في ذلك الوقت هي تفادي السقوط الذي تحقق بطريقة أشبه بالمعجزة، بل إنها أكثر إثارة من فوز ليستر سيتي باللقب. وبقي معدل الأهداف التي يسجلها رياض محرز شاحبا لا يعني شيئا في دوري يتنفس بالأهداف، وتسجيل أربعة أهداف فقط من مهاجم طوال موسم كامل هو خيبة حقيقية. في الموسم الموالي تم انتداب المدرب الإيطالي رانييري، الذي وثق بإمكانيات رياض محرز، ولم يغب اللاعب إلا دقائق معدودات وشارك في 3057 دقيقة كاملة، سجل فيها 17 هدفا وهو رقم محترم للاعب في فريق متوسط المستوى، ويلعب كصانع ألعاب بدليل تقديمه في ذلك الموسم الأسطوري، عشر كرات حاسمة حلقت بفريقه مع أبطال الدوريات الكبرى، لينزل رقم أهدافه في الموسم الموالي إلى ستة ثم يصعد في الموسم الذي من بعده إلى 12 هدفا في آخر إطلالته مع ناديه ليستر سيتي، قبل أن يودعه. إختلف الأمر بعد ذلك بألوان ناديه الجديد مانشستر سيتي، ففي ليستر كان جيمي فاردي هو الهداف الوحيد، وحتى سليماني لم يتمكن من منافسته، أما في مانشستر سيتي فعدد الهدافين كبير جدا، وخاصة الرباعي دوبروين وستيرلينغ وآغويرو وخيسوس، وفي أول موسمه توقف عدّاده عند رقم سبعة أهداف من 1339 دقيقة، ووصل الرقم إلى غاية مساء الخميس إلى تسعة أهداف، مع إمكانية رفع هذا الرقم الذي يبقى دون ما يسجله ستيرلينغ مثلا مع ناديه. سجل رياض محرز إلى غاية مباراة الخميس أمام تشيلسي مع الأندية التي لعب لها كمحترف مجموع 88 هدفا، وهو غير بعيد عن ستيرلينغ الذي سجل 78 هدفا ولكن الدولي الإنجليزي يصغره بأربع سنوات، كما في رصيد محرز قرابة ثلاثين هدفا ما بين مباريات الكأس ورابطة أبطال أوربا، مع فريقيه ليستر ومانشستر سيتي ومع الخضر في الوديات والرسميات، ولكن عزاء رياض في كونه صانع ألعاب، إضافة إلى كونه هدافا وفنانا. ب.ع