رغم المراقبة اليومية التي تفرضها لجنة الإيواء والإطعام المكلفة بالوفود المشاركة في الألعاب الإفريقية المقامة حاليا بالجزائر على الوجبات المقدمة للرياضيين والمسيرين، إلا أن بعض هذه الوفود اشتكى من عدة نقائص تخص ظروف إقامتهم والوجبات المقدمة لهم.فعلى سبيل المثال، وجدت الوفود المقيمة بالإقامة الجامعية أولاد فايت أنفسهم مجبرين على التنقل خارج إقامتهم واستعمال أموالهم الخاصة من أجل الحصول على وجبات رياضية تليق بهم. بعد أن أكد جزء منهم أن الوجبات المقدمة من طرف المنظمين لا تسد احتياجاتهم، بل إن بعضهم أكد أنها دون المستوى المطلوب في مثل هذه المنافسات، فعلى غرار وفد جنوب إفريقيا فضل بعض الوفود اللجوء إلى محلات بيع الشواء بدرارية لسد حاجة رياضييها ومسؤوليها. من جهة أخرى، أفادتنا بعض المصادر التي لا يرقى إليها الشك أن مصالح المراقبة قامت بالتخلص من بعض الوجبات التي رأت أنها قد تضر بصحة الرياضيين، على غرار مشتقات الحليب وعلى رأسها الياغورت الذي لم يقدم باردا لدى وصوله وإنزاله من شاحنات التبريد، ما استدعى التخلص منه في اليوم الموالي بسبب التخوف من تسجيل إصابات بالتسمم الغذائي في صفوف ضيوف الجزائر. حاولنا التقرب من مسؤولي الإيواء والإطعام بغية التعرف على الطريقة التي تمت بواسطتها منح صفقات التطعيم، حيث أكد لنا أحد المسؤولين أن ذلك قد تم بعد القيام بعملية المناقصة التي فاز بها التونسي لواتي بعد أن استجاب لدفتر الشروط. تجدر الإشارة إلى أن الوجبة الواحدة تكلف لجنة المالية أكثر من 4500 دينار، ومع هذا، فإن معظم المشاركين أكدوا أن الوجبات المقدمة لا تليق بهم ما جعلهم يختارون اللجوء إلى محلات تجارية دون الاعتماد على لجنة التنظيم. أسامة.ل الوفود تشتكي "للشروق".. "أغيثونا نحن في مأساة" تسممات خطيرة وطوابير لا تنتهي وإجماع على الفشل حكيم.ب اشتكت الوفود التسعة تونس، مصر، جنوب إفريقيا، زامبيا، أنغولا، نيجيريا، غينيا، بورندي، والكاميرون المقيمة في الإقامة الجديدة لأولاد فايت، من التنظيم السيء للألعاب الإفريقية على مستوى الإيواء والإطعام، حيث أكدت عن تذمرها مما سمي ب"المهزلة" التي لا تليق ببلد مثل الجزائر. ففي الوقت الذي تم تسخير الملايير لإنجاح هذا العرس الافريقي الذي غاب عن الجزائر ثماني وعشرين عاما، نجد الشكاوى تتكرر من الطريقة التي تم بها إيواء الرياضيين الذين أجمعوا على الفشل التام لهذه الألعاب، مهددين بالغياب مستقبلا في الألعاب الآفروأسيوية، ما لم تكن ضمانات وتعهدات حقيقية من المسؤولين عن التنظيم، وهو الشرط الذي يعتبر بمثابة "بهدلة" للجزائر التي يتغنى منظموها بحفل الافتتاح الباهر الذي أوكل لمؤسسة خاصة لصحفي من التلفزيون بقيمة مالية ناهزت أربعين مليارا. وفد مصر للشطرنج يتعرض لتسممات أكثر الوفود تذمرا من وضعية الإقامة كان الوفد المصري الذي استغرب للطريقة التي تم بها إيواء الرياضيين، حيث عدد أفراده السلبيات الجمة التي كانت كارثة على حد قولهم والتي وصلت الى حد تعرض مدرب الشطرنج علي فرحات لتسمم ثلاث مرات متتالية "حقيقة إنه لأمر مؤسف أن يصل تنظيم الألعاب الإفريقية بهذا الشكل السلبي، تصور أنني تعرضت مرات عديدة لتسمم على مستوى الكلى، لازالت أعراضه لحد الآن، رغم تلقي إسعافات وحقن مستمرة". نفس الانطباع للرياضية مها التي تعرضت لنفس التسمم شاكية الأمر لمسؤوليها "لم نكن نتصور أن نجد التنظيم بهذا الشكل وإلا لما قدمنا أصلا، فالمياه مالحة والأكل كارثة ناهيك عن انقطاع المياه في الحمام". وتقاسم فريق كرة اليد المصري نفس الهموم حيث أكد اللاعب محمد فاروق على وجود تقصير كبير من المنظمين للالعاب "الحمام كارثة مثلما تشاهدون هل يصلح لأي رياضي، مليء بالمياه وحتى الغرف تفتقد لأبسط الأمور فلا وسائل تهوية ولا تنظيف ليبقى الحديث عن وجود تلفاز أمرا بمثابة حلم". هل نيجيريا أحسن منكم؟ ويبقى أغرب تصريح من الوفد المصري ماقاله اللاعب مصطفى السيد حين كشف عن تقصير واضح مقدما تساؤلا مليء بالسخرية "هل نيجيريا التي نظمت الالعاب الأفريقية الاخيرة احسن منكم، أعتقد ان بلدكم فيه أشياء رائعة لكن للاسف لاشيء من الاهتمام في الوقت الذي كان يجب تقديم صورة احسن". وفد تونس: شكونا لاتحاديتنا فالأمور أصبحت لا تطاق من جهته أبدى الوفد التونسي امتعاضا كبيرا من الاكل والمبيت مفضلين تقديم شكوى لاتحادية بلدهم من اجل تسهيل الامور وايجاد حل لهذا المأزق، مثلما قالت لاعبة كرة السلة هندة شلبي "استطعنا الحصول على الاموال من الاتحادية من أجل تفادي هذه الطوابير الطويلة التي أرهقتنا، لا نريد الأكل مرة أخرى في هذا المطعم، فالأوساخ ظاهرة والأكل لا يصلح للرياضيين حتى لا نقول أشياء أخرى وحتى الحليب أزرق يخيف ناظره قبل أن يريد شربه". فيما اشتكى المصريون من سوء التنظيم: سفارة جنوب إفريقيا توفّر الغذاء لرياضييها لمياء.ب عبر محمود شكر رئيس بعثة الوفد المصري، ونائبته منيرة مرقص عن استيائهم من وجود بعض النقائص في الأحياء الجامعية التي يقيمون بها، ويتقدمها مشكلا الأكل والنظافة في المكان الذي يقيمون به. ومع أنهم أكدوا أنهم سعداء بتواجدهم في بلدهم الثاني الجزائر، إلا أنهم انتقدوا ناحية التنظيم، وأكدوا وجود عدة نقائص كالأكل والإقامة التي لا تتوفر على أدنى الشروط ونقص المياه في الحمامات مثلا. من جهته، صرح المدرب المصري للمصارعة أشرف الغرابلي أن الحمامات تكون في أغلبية الأحيان معطلة ولا تحوي على المياه الساخنة، عكس الغرف التي يمكن أن القول إنها لا بأس بها. وفي نفس السياق، أكد الملاكم الكامروني دافيد أسيني في حديث للشروق اليومي ما قاله أشقاؤنا المصريين خاصة، والمشكل حسب الملاكم يتعلق بالإطعام، حيث أن أعضاء الوفود يجلسون ساعات في الطابور ينتظرون الحصول على الغذاء وأي غذاء وبأي طريقة؟ من جهتها، قالت كاجي هجيرة رئيسة وفد جنوب إفريقيا: "في بداية الألعاب الغذاء لم يكن كافيا وكان يوزع بطريقة غير منظمة، وبعد الإسهال الذي أصيب به أغلبية رياضيينا أصبحنا نطلب الوجبات التي نتناولها من السفارة التي سهرت على توفير الغذاء اللازم للرياضيين من أجل تجنب التسممات الغذائية". أجانب يصرخون: سئمنا أكل الكسكسي كل يوم في الوقت الذي يحمل الكثير من الأجانب نظرة جيدة عن الجزائر وأنواع الأطعمة التي تشتهر بها، فوجئنا بمجموعة من المنظمين وآخرين من الوفدين التونسي والمصري صارحونا بأنهم سئموا الكسكسي بسبب تناوله بشكل يومي. أحد الأنغوليين تحدث إلينا بلغة فرنسية قائلا "لا أدري ما هذا النوع من الطعام الذي يقدمونه لنا، انه مجموعة كريات من الدقيق، سئمت مشاهدتها". بينما أبلغنا أحد الجزائريين أنه تفاجأ كثيرا حينما علم أن قيمة الوجبة تقدر ب 5 الاف دينار من خبز وسلاطة، بينما يمكنك ان تختار من أشهى وأطيب المأكولات في فندق الشيراطون ب 1500 دينار فقط. أحمد بوشجيرة رئيس لجنة الإيواء والإطعام للشروق اليومي "الوفود راضية عن الإطعام رغم حدوث بعض التجاوزات" أسامة.ل قال أحمد بوشجيرة رئيس لجنة الإيواء والإطعام التابعة للجنة المنظمة للألعاب الإفريقية المقامة حاليا بالجزائر أن التقارير اليومية التي تصله من مختلف الإقامات الجامعية التي فضل تسميتها ب"القرى الرياضية" مرضية للغاية، وتعبر عن رضا الوفود بنوعية الغذاء المقدم لهم. وأعطى بوشجيرة مثالا عن إقامة أولاد فايت التي تعيل أكثر من ألفين شخص، أي أنها تقدم أكثر من 2000 وجبة، وأن لجان المراقبة التي تعد تقارير يومية أكدت أن الرياضيين ومسؤوليهم راضون تمام الرضا عن النوعية والكمية. وكشف بوشجيرة أن وزارة التعليم العالي هي التي تكفلت بإعداد الطعام، فيما تكفلت لجنته بالجانب التنظيمي فقط: "وزارة التعليم العالي هي التي تكفلت بإعداد الغذاء ممثلة في الديوان الوطني للخدمات الجامعية، فيما أوكلت لنا مهمة الإشراف على الجانب التنظيمي والتقني فيما يتعلق بمراقبة ومتابعة الوجبات المقدمة، ومن تم إعداد التقارير حول نوعية الغذاء المقدم". وأضاف نفس المتحدث: "لا يمكن أن ننفي أن الأيام الأولى كانت صعبة بالنسبة لنا، بسبب القلق الذي تسبب فيه وصول الوفود الكثيرة قبل افتتاح الألعاب، وذلك بالرغم من أننا وفرنا "قرى رياضية" للوفود سهرا منا على راحتهم، ومع مرور الوقت، تمكنا من التحكم في الوضعية". كما أكد رئيس لجنة الإيواء والإطعام أنه تكلم مع رؤساء بعض الوفود المشاركة التي عبرت له عن رضاها لظروف الإطعام : "التقيت برؤساء الوفدين المصري والتونسي ومن خلال حديثي معهم، التمست رضى كبيرا بخصوص الإيواء والإطعام، نحرص على برمجة اجتماعات مع رؤساء الوفود المشاركة كل صبيحة من أجل الأخذ برأيهم، ربما أراد المقيمون بأولاد فايت التنقل إلى درارية من أجل الاستمتاع بأكل الشواء بسبب ان المنطقة معروفة به، وهو ما أكده لي رئيس وفد جنوب إفريقيا الذي أعرب عن إعجابه بتنوع الأطباق المقدمة فيه". ولم ينف نفس المتحدث حصول بعض التجاوزات في عملية توزيع وحفظ المواد الغذائية، معيدا ذلك إلى نقص التجهيزات وعلى رأسها وسائل التبريد، مؤكدا أن لجنة الصحة التي تحتوي على أعضاء من الشرطة العلمية هي المكلفة بالنظافة ومراقبة النوعية باعتماد معايير ومقاييس معينة وأنها تقوم بإعداد تقارير يومية ترسلها إلى لجنته كل مساء.