يطرح وباء كورونا في العالم كما في الجزائر إشكالات كبيرة من حيث التكفل بالمرضى وعمليات الكشف والتحليل الموكلة بدرجة كبيرة لمعهد باستور الجزائر الذي تدعم مؤخرا باستئناف نشاط عديد المخابر في هذا المجال عبر الوطن، ولعل آخر المستجدات الخاصة بفيروس كورونا هو تحرك الجزائر لاقتناء اللقاح الذي أعربت بعض المخابر الدولية عن تحقيق تطورات معتبرة في تجاربه الإكلينيكية. "الشروق" حاورت فوزي درار المدير العام لمعهد باستور بشأن اللقاح وواقع تحاليل "البي سي ار" ومعدلات الكشف اليومية عن المرض… أكد مدير معهد باستور الجزائر أنّ معهده في اتصال مباشر مع بعض المخابر التي تطور لقاح كورونا لتقديم الطلبيات اللازمة في حال توفر فرص جيدة على اعتبار أن اللقاح يبقى الوسيلة الوحيدة للحد من انتشار الوباء إلى جانب الإجراءات الوقائية لاسيما الكمامات والتباعد الاجتماعي. وأوضح درار أن معهد باستور يمتلك خبرة وبروتوكولات صحّية في مجال التعامل مع اللّقاحات، وهو بصدد إعداد دفتر الشروط المحدد للمعايير الأساسية لتقديم الطلبيات في موعدها خاصة في ظل الطلب الدولي المتزايد. وتركّز الجزائر، بحسب المتحدث، في خياراتها على الدول التي بلغت مخابرها مراحل متطورة جدا وحازت على رخصة التسويق الدولية، موضحا أن الجزائر لن تقوم بتجارب على تلك اللقاحات وستكتفي تجارب المنتجين في بلدانهم. وأشار درار بأن معيار المناعة المكتسبة وضمان التموين يعدان أساسيان في أي صفقة قد يقدم عليها المعهد الذي يتابع يوميا التطورات العلمية الدولية. 130 ألف عيّنة تم تحليلها منذ بداية وباء كورونا كشف مدير معهد باستور فوزي درار أن معهد باستور الجزائر قام بتشخيص 60 بالمائة تقريبا من جميع التحاليل الواردة عبر التراب الوطني، حيث شخص إلى غاية الآن 70 ألف عينة من أصل 130 ألف عينة تم تحليلها عبر كامل القطر الوطني. وأوضح درار أنه كان من الطبيعي نظرا لحداثة المخابر المعتمدة أن يلعب مخبر باستور بفروعه الأربعة دورا كبيرا في التشخيص والتحليل منذ أوّل حالة إصابة بلغته وكذا مرافقة المخابر الجديدة في عملها. معهد باستور يسعى لبلوغ 10 آلاف عينة يوميا أكد فوزي درار أن الطاقة التحليلية الحالية للكشف عن فيروس كورونا تقدر ب 2600 تحليلا يوميا ضمن الشبكة الوطنية الحالية ومن الممكن أن ترتفع قريبا جدا بعد تدعيم المخابر الحالية، ويسعى مخبر باستور إلى بلوغ 10 آلاف عينة يوميا وهو المعدل العلمي الذي يمكّن من الوقوف على حقيقة انتشار الوباء في البلاد، أمر سيتحقق قريبا مع فتح المخابر الجديدة. ودعا مدير معهد باستور المخابر الاستشفائية لأن تكون أكثر ديناميكية وتقديم الدعم والوسائل لها للرفع من طاقة الكشف وهذا يندرج ضمن مهام المدراء الذين يستوجب عليهم التجند أكثر لتوفير الجو المناسب لعمل المخابر الاستشفائية حتى يتفرغ المعهد لأمور عليمة أكثر. صدور النتائج لا يتجاوز 5 أيام على أبعد تقدير نفى مدير معهد باستور وجود أي تأخير في تقديم نتائج التحليل الخاص بالكشف عن فيروس كورونا بتقنية "البي سي آر"، مؤكدا أن الآجال المتعارف عليها محترمة على مستوى المعهد وتتراوح بين 3 أيام إلى 5 أيام على أكثر تقدير، وأحيانا تقل عن ذلك بكثير لتصل إلى يومين في حال توفر جميع المعطيات والمعلومات الطبية الخاصة بالمريض من قبل المؤسسات الاستشفائية المعنية لاسيما بالنسبة لحالات الإنعاش أو الوفاة. وأبرز المتحدث أن العلاقة مع المريض غير مباشرة، فالتعامل يتم عن طريق المؤسسات الاستشفائية لافتا إلى وجود مشاكل تواصل أحيانا بين الطرفين نتيجة الضغط الرهيب على بعض المصالح وزيادة حالات المرضى، كما أنّ معهد باستور الجزائر لا يزال إلى غاية الآن يستقبل حالات من جميع التراب الوطن. عشرات المخابر الجديدة تنتظر الاعتماد للبدء في الكشف من المنتظر أن تتدعم مخابر التشخيص والكشف الحالية المقدرة بحسب ما أكّده فوزي درار بأزيد من 30 مخبرا بمخابر جديد في الأيام القليلة المقبلة وذلك عبر كل من ولاية أدرار وبسكرة وورقلة وتمنراست، ما من شأنه أن يقلّل من الضغط الحاصل حاليا ويرفع قدرات التشخيص إلى مستويات أعلى من الحالية. وكشف مدير معهد باستور أن المخابر الناشطة حاليا أغلبها عمومية، ماعدا 3 مخابر خاصة في كل من واد سوف وباتنة وبرج بوعريريج، غير انه بعد نداء رئيس الجمهورية الموجه للخواص للانضمام إلى عملية التشخيص استقبل المعهد عشرات الطلبات التي تدرس بعناية وسيتم تقديم الاعتماد لها قريبا بعد استيفائها لكافة الشروط المحددة في مثل هذا النوع من التحاليل. فيروس كورونا في الجزائر لا يشبه ما هو في دول أخرى أفاد فوزي درا ران الأبحاث العلمية التي قام بها معهد باستور على فيروس كورونا المنتشر في الجزائر والتحاليل المخبرية الجينية لمعرفة تطور الفيروس الأول أثبتت أن الفيروس الحالي لا يشبه الفيروسات المنتشرة في دول أخرى، رغم انه في بدايات ظهوره كان من نفس سلالة الفيروس المنتشر في فرنسا، وهو ما أكدته الفرق الطبية الصينية التي زارت الجزائر، مؤكدا ان جل الفيروسات الموجودة في الجزائر من نوع "ج". واستطرد درار "الفيروسات الأولى المحللة كانت جلها من أشخاص قدموا من خارج الوطن أو كانوا على احتكاك مع مغتربين، غير أن تركيبتها تغيرت مع مرور الوقت وغلق الحدود لتتخذ شكلا جديدا مغايرا تماما لما هو موجود في الدول الأوروبية أو الأمريكية." وأضاف درار أن اتصالات مستمرا يجري بين المعهد ومنظمة الصحة العالمية في سياق خصائص الفيروسات والعلاقة المناعية والبنية الجينية. هذا ما قام به معهد باستور منذ بداية الوباء أكّد فوزي درار أن معهد باستور كان مجندا منذ بداية الوباء في الجزائر وحتى قبل ذلك حيث لعب المخبر منذ أوّل حالة وصلته عدة أدوار رئيسية أولا اقتناء الكشوفات اللازمة لأنه كان على دراية بالبروتوكولات التقنية المراقبة والمحللة من قبل المخابر الأخرى وكذا الإعانة على فتح مخابر تشخيص وإعداد دفتر شروط جديد عملت بها كافة المخابر مع إرسال بعض المختصين للإشراف على عملية التكوين عبر أكثر من 30 مخبر في ربوع الوطن وكذا الاطلاع على محيط المخبر للعمل في ظروف آمنة بيولوجيا.. وكذا الدور الرئيسي للمعهد المتمثل في التحليل والتشخيص وتقديم التحاليل المخبرية الجينية لمعرفة تطور الفيروس الأول إلى غاية الآن لمواكبة تطورات الوباء في الجزائر.