تستمر معاناة عائلات أقبية حي 08 ماي 1945 "سوريكال" ببلدية باب الزوار في العاصمة، منذ أزيد من 30 سنة، حيث تقطن سكنات أشبه بالكهوف، لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الكريمة، ليبقى أمل هؤلاء معلقا بالتفاتة السلطات المحلية والولائية، لإنهاء سيناريو البؤس الذي عاشوه لسنوات طويلة. ونقلت العائلات انشغالها للشروق، مبدية تذمرها الكبير الذي رافقه سخطا تجاه تجاهل الوصايا، بعد سلسلة الشكاوى والمراسلات التي أودعوها بمصالح الولاية المنتدبة للدار البيضاء، والمجلس البلدي لباب الزوار، على غرار الاحتجاجات التي نظمها سكان الأقبية سابقا، والتي لم تثمر –حسبهم- إلا الوعود التي وصفوها ب"الكاذبة"، لشراء سلم المحتجين، مناشدين في الوقت نفسه، والي العاصمة، التدخل بإدراجهم ضمن عمليات الترحيل القادمة، بعدما تم ترحيل عائلات حي قايدي ببرج الكيفان، وعائلات أخرى تقطن القصدير بحي بن جعيدة ببرج البحري. وأكدت العائلات ذاتها، أن وضعهم الاجتماعي لا يقل سوءا عن قاطني الصفيح، حيث يعيشون مرارة العيش خلال فترة التقلبات الجوية، خاصة عند تسرب مياه قنوات الصرف الصحي إلى سكناتهم، كما أن هذه الأقبية- تقول العائلات المحتجة- أصبحت لا تصلح للعيش، بحكم أنها لم تكن مخصصة للسكن، إلا أن الظروف المعيشية القاهرة، على غرار أزمة السكن، أرغمتهم باستغلالها كسكنات تأويهم إلى غاية التفاتة المصالح المحلية، والولائية بترحيلهم إلى سكنات لائقة، في إطار العمليات 26 التي باشرتها ولاية الجزائر منذ سنة 2014. وأضاف بعض المحتجين، أنهم قاموا بإيداع ملفات طلب السكن منذ 1990، حيث اكتفت المصالح المعنية ببلدية باب الزوار، باستلام ملفاتهم من دون الضغط على السلطات الولائية من أجل استعجال ترحيلهم، خلال فترة الوالي الأسبق عبد القادر زوخ، والوالي السابق، عبد الخالق صيودة، مضيفين أن توجّههم في كل مرة إلى مصالح البلدية للاستفسار عن مطلب ترحيلهم، يتلقون وعودا تطمينية من طرف رئيس البلدية بترحيلهم، وإيصال شكواهم لمصالح الدائرة الادارية للدار البيضاء، إلا أن هذه الوعود بقيت -حسبهم- شعارات مناسباتية لم تجسّد إلى غاية اللحظة على أرض الواقع. وهدّد السكان في تصريحهم، بتصعيد احتجاجاتهم في حال بقي الوضع على حاله، بالحالة النفسية الصعبة، والخوف الدائم الذي يعيشونه منذ أزيد من ربع قرن، حيث ألفوا العيش وسط الجرذان والصراصير والبعوض، ناهيك عن الروائح الكريهة نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي لسكان الشقق العلوية للعمارات، والتي تزداد حدة خلال فترة ارتفاع درجات الحرارة، لتنتشر الروائح داخل الأقبية، مخلفة أمراضا تنفسية لقاطنيها – تقول العائلات المحتجة-. والتمست العائلات المشتكية، من والي العاصمة، يوسف شرفة، إرسال لجنة تحقيق للوقوف على معاناتهم اليومية داخل الأقبية التي لا تصلح للسكن، لولا أن ظروف الحياة القاسية أجبرتهم على اتخاذها سكنا لهم، منتظرين في الوقت ذاته التفاتة إنسانية للوالي من أجل إنقاذهم من مرارة الأقبية، وطمأنتهم بإدراجهم ضمن عمليات الترحيل رقم 26 في مرحلتها الثانية.