على الرغم من مرور أكثر من ثمانية أشهر على ظهور فيروس كورونا المستجد، إلا أن الكثير من الغموض لا زال يحيط بنشأته وكيفية انتشاره، ولماذا يصيب بعض الأشخاص دون غيرهم؟ وما سبب ظهور أعراض على بعض المرضى دون غيرهم؟، كما أورد موقع قناة "الحرة" الأمريكية، الاثنين. وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية، فإن أكثر من 40 في المائة من مرضى كورونا لا تظهر عليهم أي أعراض، وفي بعض التجمعات مثل السجون، لم تظهر أعراض الفيروس على 94 في المائة من المصابين، وأرجع الباحثون ذلك إلى أربعة أسباب، وفق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، الأحد. وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، إلى أن الدراسات تبحث الآن أسباب عدم ظهور الأعراض على هؤلاء واحتمالية أن يكونوا المفتاح لإنهاء الوباء. 1- الخلايا التائية قد تكون الخلايا التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء توفر بشكل عام مناعة تدوم لفترة أطول من الأجسام المضادة، هي المفتاح لفهم هذه المقاومة وعدم ظهور أعراض على المرض. فقد وجدت إحدى المجموعات البحثية، أنه من بين عينات الدم غير المصابة التي تم التبرع بها لبنك الدم بين عامي 2015 و2018، تعرفت نسبة 40 – 60 في المائة من هذه العينات على فيروس كورونا، مما يشير إلى أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم استجابة مناعية بناءً على ذاكرة فيروسات كورونا الأخرى الأقل فاعلية. وفي دراسة أجريت في هولندا، تفاعلت الخلايا التائية مع الفيروس في 20 في المائة من العينات، وفي ألمانيا 34 في المائة، وفي سنغافورة 50 في المائة. وافترض الباحثون، أن هذا الاختلاف قد يكون بسبب التعرض السابق لمسببات الأمراض المماثلة، وأشاروا إلى أنه ربما لحسن الحظ، فإن فيروس كورونا جزء من عائلة كبيرة من الفيروسات، اثنان منهم مميتان، السارس وفيروس كورونا، وأربعة أنواع أخرى من فيروس كورونا، تسبب نزلات البرد، وتنتشر على نطاق واسع كل عام ولكنها عادة ما تؤدي إلى أعراض خفيفة فقط. 2- اللقاحات أما السبب الثاني فهي لقاحات الطفولة، وتدرس مجموعة مايو كلينك البحثية ما إذا كانت اللقاحات التي تم الحصول عليها في فترة الطفولة للوقاية من أمراض أخرى، يمكن أن تحمي من الفيروس، كما حدث مع أوبئة سابقة. ووجدت المجموعة أنه يوجد نحو سبعة أنواع من اللقاحات التي تم إعطاؤها للأشخاص وهم في عمر عام أو عامين أو خمسة أعوام، يمكن أن تقلل الإصابة بفيروس كورونا، مثل لقاحات الالتهاب الرئوي وشلل الأطفال. 3- الحساسية وبالنسبة للسبب الثالث، فقد لاحظ العلماء، أن الأطفال المصابين بالربو والحساسية لا يبدو أنهم معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بحالات خطيرة من فيروس كورونا. وقالت إحدى النظريات، أن هؤلاء الأطفال لديهم عدد أقل من مستقبلات ACE2، وهو البروتين الذي يلتصق به الفيروس قبل أن يتكاثر داخل الجسم، وبدون هذه المستقبلات، يمكن أن تنخفض فرصة الفيروس في إحداث الضرر، مما يعني أن الحساسية قد توفر الحماية في هذه الحالة. 4- الأقنعة أما السبب الرابع فهي الكمامات، فيعتقد الباحثون أن ارتداء الأقنعة كإجراء وقائي يمكن أن يساهم في الحد من تأثير فيروس كورونا وأعراضه على الشخص. ودلل الباحثون على صحة هذا الاعتقاد من خلال المقارنة بين سفينتين للرحلات البحرية هما سفينة "دايموند برينسيس" والسفينة الأرجنتينية المتجهة إلى القطب الجنوبي، حيث لم يتم استخدام الأقنعة عند تفشي الوباء على متن السفينة الأولى، فكانت نسبة الإصابات دون ظهور أعراض نحو 47 في المائة، أما في السفينة الأخرى والتي تم توزيع أقنعة N95 على جميع من كانوا على السفينة، فبلغت فيها نسبة الإصابات بدون أعراض نحو 81 في المائة. يذكر أن عدد الذين أصيبوا بفيروس كورونا منذ بدء انتشاره في ديسمبر الماضي، تجاوز 20 مليوناً حول العالم، أكثر من ربعهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها، حسب موقع "وورلدوميتيرز" الذي يرصد تطور الوباء. كما أودى كوفيد-19 بحياة 734 ألفاً و528 شخصاً حول العالم، منهم نحو 165 ألفاً في الأراضي الأمريكية، حيث يشهد منحنى العدوى ارتفاعاً كبيراً منذ نهاية جوان. Forty percent of people with coronavirus infections have no symptoms. Are they the key to ending the pandemic? https://t.co/R56iF5vTWY — The Washington Post (@washingtonpost) August 9, 2020