أرسلت فرنسا 750 جنديا للمشاركة في الهجوم ضد المجموعات الإسلامية المسلحة في مالي وتعتزم تعزيز تواجدها العسكري فيما نالت دعما من مجلس الأمن الدولي لتدخلها في هذا البلد. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الثلاثاء، في أبو ظبي خلال زيارة للقاعدة البحرية الفرنسية "معسكر السلام" "حاليا لدينا 750 رجلا وعددهم سيزيد ... إلى أن يتسنى بأسرع وقت ممكن إفساح المجال للقوات الأفريقية". وأضاف الرئيس الفرنسي ان بلاده "ستستمر بنشر قواتها على الأرض وفي الجو" مشيرا إلى أن نشر القوات الأفريقية "سيتطلب أسبوعا على الأقل". وأكد هولاند تنفيذ "ضربات جديدة هذه الليلة"، مشيرا إلى أن هذه الضربات "حققت هدفها". وفي نيويورك عبرت الدول الأعضاء ال 15 في مجلس الأمن الدولي بالإجماع عن "تفهمها ودعمها" للتدخل العسكري في مالي كما أعلن سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة جيرار ارو للصحافيين في وقت متأخر الاثنين. وقالت الأممالمتحدة أيضا أن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا بسبب القتال واتهم الإسلاميين بمنع الآلاف منهم من المغادرة جنوبا إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المالية. وعبرت حوالي 30 دبابة فرنسية وناقلة جند من ساحل العاج إلى مالي الاثنين ووصلت إلى باماكو الثلاثاء. وفرنسا لديها قوة قوامها 450 عنصرا في ساحل العاج لدعم بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هناك. وتريد فرنسا وأعضاء آخرون في مجلس الأمن تسريع انتشار قوة التدخل من دول غرب إفريقيا التي أجازها مجلس الأمن وقوامها 3300 عنصر. ونيجيريا التي ستتولى قيادة القوة ستنشر 600 عنصر في مالي "قبل الأسبوع المقبل" كما أعلن رئيسها غودلاك جوناثان. كما ستساهم بنين وغانا والنيجر والسنغال وبوركينا فاسو وتوغو في القوة الأفريقية. وعرضت بريطانيا وكندا إرسال ناقلات جند للجيش الفرنسي فيما قالت الولاياتالمتحدة أنها ستقدم "دعما لوجستيا" ومساعدة في مجال الاستخبارات لفرنسا خلال تدخلها العسكري. كما تستعد بلجيكا الثلاثاء لإرسال طائرتي سي-130 ومروحية تحمل معدات طبية لدعم التدخل العسكري الفرنسي في مالي. من جانب آخر عبرت باريس عن أسفها "للتعبئة بالحد الأدنى" التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي لدعم التدخل في مالي. في هذا الوقت، نددت حركة طالبان الأفغانية الثلاثاء بالتدخل العسكري الفرنسي في مالي، معتبرة إياه "كارثيا" وعبرت عن أسفها لان فرنسا تخلت عن موقعها "المناهض للحرب" الذي دفعها الى سحب قواتها المقاتلة من افغانستان ولأنها لم تستخلص العبر من هذا النزاع. وقال الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان "كل القوى الكبرى في العالم يجب أن تستخلص العبر من السياسة الأمريكية الفاشلة للتدخل في افغانستان والعراق". من جانب آخر، أعلن رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك ايرولت الاثنين أن حكومته "مدركة للمخاطر" التي تخلفها العمليات العسكرية في مالي على الرهائن الفرنسيين في منطقة الساحل، لكن "عدم القيام بأي شيء" لا يساهم في تحريرهم.