احتج العشرات من زبائن بريد الشريعة بولاية تبسة، السبت، أمام مقر بريد الجزائر بمدينة الشريعة وفي الطرقات المحاذية له من خلال استعمال المتاريس والحجارة، ورفع شعارات ونداءات للسلطات العمومية لتمكينهم من سحب أموالهم التي لم يتمكنوا من الاستفادة منها لمدة شهرين متتاليين، مما دفع بالكثير منهم إلى الاستدانة، أو بيع ممتلكاتهم، وبيعها بنصف الثمن لضمان الخبز لأولاده كما قالوا ل"الشروق". وقد كشفت مصادر "الشروق" أن الوكالات البريدية بالشريعة أو غيرها من وكالات ولاية تبسة المنتشرة ب28 بلدية، كانت خلال الأشهر الماضية تصلها مبالغ تفوق المليار سنتيم في اليوم، لتنزل مع الأسابيع الماضية إلى 800 و500 مليون، لتصل خلال اليومين الأخيرين إلى 200 و100 مليون سنتيم فقط، وهو ما خلف عجزا كليا لدى الوكالات البريدية، وتذمرا لدى المواطنين الذين بدأ الكثير منهم يفكر في فتح أرصدة على مستوى البنك لعل الوضع يكون أحسن من البريد، وقد كشف الكثير من مسيري الوكالات البريدية، أنهم لم يفهموا سبب قلة السيولة وأحيانا انعدامها كليا. كما انتفضت السبت، مجموعات من سكان بلدية حاسي بحبح في الجلفة، علي خلفية انعدام السيولة المالية في مختلف مراكز البريد، ولجأ الغاضبون لغلق الطريق الوطني المجاور للمركز البريدي بسبب غياب الأموال بالمركز، وفي غالبية مراكز البريد بحاسي بحبح، مطالبين الجهات المختصة بتوفير السيولة من اجل سحب رواتبهم، التي عجزوا عن سحبها على مدار أسبوعين. وتشهد مختلف مراكز البريد في الجلفة، نفس الوضعية، ما ولّد غضبا واسعا وسط السكان الذين طالبوا بتوفير الأموال في المراكز، كما تشهد الموزعات البريدية المنتشرة عبر تراب الولاية انعدام السيولة.