أطلقت جمعية فسيلة للإبداع الثقافي، المشرفة على سلسلة المقاهي الثقافية في برج بوعريريج، العدد السابع من مبادرة مكتبة في مقهى التي حملت اسم خالد ترايكية بمناسبة أربعينيته. وهو شاعر ومثقف ملتزم ناضل لأجل الحق الفلسطيني في أوروبا قبل أن يعود إلى برج بوعريريج بسبب مضايقات اللوبي اليهودي له. وضمت المكتبة الواقعة في مقهى بورنّان بحي 05 جويلية ببرج بوعريريج التي ستكون في متناول رواد المقهى من مختلف الشرائح والأعمار روايات ومجموعات قصصية وكتب رحلة ومذكرات ودواوين شعرية، إذ يقول الكاتب والإعلامي والناشط الثقافي المشرف مع مشروع المقهى الثقافي عبد الرزاق بوكبة إنهم يتعمدون اختيار كتب فيها من التشويق ما يغري الشباب بالقراءة كمرحلة أولى. فروايات أغاتا كريستي وكتب جبران خليل جبران مثلا كفيلة بأن تفعل ذلك. من هنا يرى بوكبة أن برنامج جمعية فسيلة هو محاولة تثقيف المقهى البرايجي؛ من خلال زرع مكتبات للقراءة وتنظيم بيع الكتب بالتوقيع وتنظيم جلسات للعزف الفردي وإقامة معارض تشكيلية في المقاهي التي تملك فضاءات خاصة بذلك من شأنه أن يمنح بعدا حضاريا وثقافيا للمقهى ينقله من مقام "اشرب واهرب" إلى مقام "اشرب وتثقف". وهو مقام كان عليه المقهى الجزائري ما قبل ثورة التحرير؛ إذ كان مقهى واحد في العاصمة أو وهران أو بسكرة أو تلمسان أو قسنطينة أو سطيف أو برج بوعريريج نفسها يوفر من الوعي الثقافي والوطني ما تعجز عنه مؤسسة ثقافية بميزانية مليارية حاليا. وينفي صاحب كتاب "يد واحدة تصفق: يوميات خضار متطوع" أن تكون الفكرة خاصة بجمعية فسيلة والمقهى الثقافي في البرج؛ بل تم استلهامها من تقليد موجود في القارات الخمس. كما سبق لمدن جزائرية مثل عين الصفراء وتقرت والأغواط أن بادرت إليها، لكنها بقيت محدودة الانتشار. ويؤكد بوكبة أن المواطنين هم من يزود هذا النوع من المكتبات بالكتب من خلال التبرع والتبادل؛ لذلك كان شعار مبادرة مكتبة في مقهى "خلي الشعب يقرا من بعضاه". ويرفض الحكم الجاهز القائل إن هناك أزمة مقروئية في الجزائر، ذلك أن معظم من يحملون هذا الحكم هم المعنيون بطرح بدائل وتوفير مناخات جديدة للقراءة. هنا يتساءل: أين مكتبات المطالعة العمومية التي تستهلك مالا كثيرا من الخزينة العمومية من البرامج التي تقرب الكتاب من الشارع؟ لقد تحولت إلى محاشر ميتة للكتب وفضاءات للمراجعة المدرسية. في سياق النزول بالكتاب إلى مفاصل الشارع، يقول عبد الرزاق بوكبة أن جمعية فسيلة أطلقت مبادرة شبيهة هي مكتبة في حافلة، حيث يتم انشاء مكتبات صغيرة في الحافلات التي تستعمل المسافات البعيدة، كما هي بصدد إنشاء أخرى في المستشفيات ومصالح تصفية الكلى ومختلف قاعات الانتظار في المدينة. كما تنوي الجمعية المشرفة على مشروع المقهى الثقافي الذي يستعد للعودة إلى النشاط الميداني بعد ستة أشهر من النشاط الافتراضي المكثف بسبب الحجر الصحي يوم السبت 03 أكتوبر الداخل. وهو اليوم الذي تم فيه انطلاقه قبل عامين، حيث صار علامة فارقة في النشاط الثقافي التطوعي، أن تطلق مبادرة هي الأولى من نوعها هي تنظيم بيع الكتب عند مداخل ملعب كرة القدم، خلال المقابلات الكروية المبرمجة.