ثار، الأربعاء، والي ولاية تبسة، السيد محمد البركة داحاج، غضبا حيال الوضعية الكارثية، للمسجد القطب الشيخ العربي التبسي بمدينة تبسة، بعد أن وقف على عدة عيوب ظاهرة للعيان ولا تحتاج لأي خبرة، نتيجة الأشغال التي لم ترتق إلى مستوى المقاييس المعمول بها، والتي برزت واضحة، رغم أن فتح المسجد لم يكن إلا في سنة 2018 فقط، بعد ثلاثين سنة من الأشغال المتقطعة، حيث برزت تشققات كبيرة، وتساقط للطلاء، وتقاطر المياه، بعد سقوط الأمطار إلى درجة إغراق قاعة الصلاة، فأمر الوالي، مدير الشؤون الدينية، بالتنسيق مع مدير التجهيزات العمومية، لأجل إعداد بطاقية تقنية، مدعمة بالصور، حول وضعية المسجد غير اللائقة، مع إحصاء جميع النقائص للنظر في إمكانية التكفل بها، ورفعها إلى الوزارة المعنية. وقد طالب الوالي أثناء زيارته الأولى للمسجد، بضبط برنامج استغلال فعلي لهذا الصرح الديني، مع المتابعة والصيانة اليومية، والحرص على توسيع نشاطاته واقتراحه كملحق لأحد معاهد تكوين الأئمة، واستغلاله كمعلم ديني، وإخراجه من وضعه الحالي، أو قبل ذلك الذي كان قبل جائحة كورونا، حيث كان لا يختلف عن بقية المساجد، رغم أن الجميع استبشر بأن يكون المسجد القطب، معلما بكل المواصفات، بعد أن استهلك ما لا يقل عن 300 مليار سنتيم، ليقتصر دوره الآن مثل ما هو حال سنتي 2019/2018، على الصلوات الخمس، وهو ما يتطلب إعادة النظر في تسييره وتنظيمه وتأطيره، حتى يصل إلى مصاف المساجد الكبرى. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد أن افتتحت المساجد مؤخرا بشروط الوقاية، وخاصة مع التهاطل الغزير للأمطار قد عرضت صورا بائسة للمسجد وصورته آيلا للسقوط إن تواصلت التشققات به وطالبت باستدعاء كل الشركات التي ساهمت في بنائه للتحقيق معها، وهو ما جعل والي الولاية يزوره للتأكد مما يحدث. الوالي التقى بأئمة وخطباء المساجد، بقاعة الندوات، ودعا الحضور إلى تفاعلهم مع محيطهم، وتفعيل دورهم في إنتاج الوعي وصناعة الإنسان الصالح والفاعل للخير والإيجابي مع نفسه وأسرته ومجتمعه، مشيرا إلى أن الإمام والخطيب على السواء، لهم دور بارز في مواكبة الراهن، وترسيخ مفهوم التضامن، والتعاضد والتكافل الاجتماعي، وزرع القيم النبيلة، وتقويم السلوكات الخاطئة لأن الذي يقبل بأن يطول الغش بيتا من بيوت الله ويظهر بهذه العيوب لا يمكن أن ننتظر منه أي خير.