عاش الجزائريون نهاية أسبوع سعيدة بعد إعلان نتائج البكالوريا التي أخرجت الجميع إلى الشوارع مبتهجين في مواكب السيارات التي تعالت منها الزغاريد وانطلقت منها الشماريخ والمفرقعات. وأعادت هذه المشاهد الحياة إلى الشوارع والأحياء، حيث خرج الناجحون وذووهم وأصدقاؤهم لتوزيع المشروبات والحلويات أو كما يسمونه "باروك النجاح"، متناسين كل تدابير الوقاية من كورونا التي أسقطتها فرحة النجاح في البكالويا. بمجرد الإعلان عن نتائج البكالوريا، خرج الجيران والأهل مسارعين لتقديم التهاني للناجحين، مقبّلين ومعانقين بعد التزام بتدابير الوقاية على مدار أشهر، حيث دفعت الفرحة العارمة إلى التخلي عن كل الاحتياطات التي عكفوا عليها سابقا. وصنع المحتفلون أجواء استثنائية، دبت معها الحياة من جديد وأزالت حاجز الخوف لدى كثيرين ممن فتحوا أبوابهم لاستقبال تبريكات أحبابهم وجيرانهم، في لحظات امتزجت فيها الفرحة بالدموع. ازدحام في الطرقات ومواكب ليلية عرفت حركة المرور بدورها صعوبة في السّير بعد خروج الجميع في أفواج ومواكب أغلبها لشباب وأصدقاء مع أهلهم لإعلان فرحتهم بانتهاء اكبر حاجز في المرحلة المدرسية، وتعالت منبهات السيارات والأغاني واستمرت الصعوبة الكبيرة لحركة المرور إلى ساعات متأخرة جدا قضاها الجميع في غدو ورواح. وتجند اعوان الشرطة والدرك في الحواجز الأمنية الحضرية وما بين الولايات للسهر على حماية أمن المحتفلين، مذكرينهم دوما بضرورة الاحتفال بعقلانية بعيدا عن التهور حتى لا يتحول الفرح إلى قرح. الكمامات.. الغائب الأكبر في الاحتفالات وأسقطت فرحة البكالوريا الكمامات من قاموس عديد الأشخاص الذين وجدوا أنفسهم متحررين من كل تدابير الوقاية، لأن فرحة البكالوريا لا توصف ولا تضاهيها أية فرحة أخرى في العمر، وبرزت هذه المظاهر بشكل كبير أمام الثانويات التي تجمع أمامها عشرات التلاميذ والأولياء وكذا في كثير من الأحياء التي زفت ناجحيها على أنغام الموسيقى والألوان الزاهية للمفرقعات. ناجحون يواسون زملاءهم الراسبين لم تنس الفرحة الكبيرة التي عاشها الناجحون مواساة زملائهم الراسبين، متمنين لهم حظا موفقا في العام المقبل ومؤكدين لهم أن الظروف العامة كانت صعبة بسبب الوباء الذي أحدث الارتباك والقلق وبعث الخوف في نفوس كثير من المترشحين. ودعا الناجحون زملاءهم إلى التمسك بالأمل للعام المقبل وعدم اليأس، كما ان التعثر لا يعني الهزيمة او الخسارة ابدا برأيهم. التزام وفصاحة الثلاثي المتفوق في البكالوريا تحصد الإعجاب حصد المتفوقون الأوائل الحائزون على المراتب الأولى في البكالوريا إعجاب وتقدير كل من تابعهم أو شاهدهم عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي، ولفت انتباه هؤلاء فصاحتهم وسلاسة لغتهم وكذا تواضعهم وبساطتهم في شكلهم الخارجي وعدم المبالغة في الزينة أو التجميل، كما أشاد الجميع بمحافظتهم والتزامهم الديني من خلال حفظ القرآن وقراءة ورد القرآن يوميا. وعلق كثيرون قائلون أن القاسم المشترك بين هؤلاء ليس المعدل العالي فقط وإنما الأخلاق والهمة العالية، مع الإصرار والعزيمة على النجاح رغم طول مدة الانتظار لاجتياز الامتحان. وتداول العديد من النشطاء صور ومعدلات الأوائل وطنيا الذين تقاسموا المراتب الأولى، مثنين على مجهوداتهم وأخلاقهم وهم على التوالي عبد الصمد صديقي من تلمسان ب 19.20 ورحمة عون من الوادي بمعدل 19.16 وابنة قسنطينة رشا بدر الدين بمعدل 19.10. ناجحون ماتوا قبل ظهور النتائج رحل بعض الطلبة الناجحين عن هذه الدنيا أيّاما قليلة قبل إعلان النتائج وهو ما جعل أهلهم يبكون فراقهم ونجاحهم، خاصة وأنّ منهم من نال معدلات جيّدة، وبدل زف التبريكات إليهم وإلى أهلهم تعالت الدعوات لهم بالرحمة والغفران. ومن هؤلاء الطالبة إيناس خديجة حجري التي رحلت ساعات قبل إعلان نتائج البكالوريا وتحصلت على معدل 13.34 بتقدير جيد، وشاء الله أن ترتقي روحها إليه، وكذلك الطالب بن جبارة صالح الذي تحصل على معدّل 14.2، حيث توفي قبل أسبوعين في حادث سير.