ركزت ندوة الأدب المهاجر التي نظمت أمس بفيلا عبد اللطيف بالعاصمة على استعادة الأدب الجزائري في الخارج، سواء كان بالعربية أم بالفرنسية، حيث شهدت الندوة التي نظمت احتفالا بيوم الهجرة المصادف ل17 أكتوبر، تمحور المداخلات حول نماذج من الإبداع الجزائري في الخارج من المسرح إلى الرواية والسينما. قال محمد ساري في مداخلته حول "استعادة الأدب الجزائري المهاجر عبر الترجمة" إن الجزائري يتميز بالخصوصية عندما يكتب سواء كتب بالعربية أم بالفرنسية. وعاد رئيس المجلس الوطني للفنون إلى نماذج لكتاب جزائريين أبدعوا بالفرنسية من محمد ديب إلى سليم باشي ومليكة مقدم. واعتبر المحاضر أن هؤلاء الكتاب هم في الأصل مترجمون طالما أنهم ينقلون الموروث الذي تربوا عليه من الدارجة واللغة المحكية إلى الفرنسية ليجد مترجم هذا الأدب إلى العربية نفسه يشتغل على ترجمة ثانية، وبالتالي فهي عملية استعادة لهذا الأدب للغته الأم طالما أن هذه الأسماء يقول ساري لا تبني نصوصها بنفس النسق اللغوي الذي نجده عند الكتاب الفرنسيين. في الجهة المقابلة، طرح الدكتور فيصل الأحمر تجربة الأقلام الجزائرية في الجغرافيا وليس في اللغة من خلال أسماء مثل أحلام مستغانمي وفضيلة الفاروق وواسني الأعرج وعمار لخوص، حيث أشار فيصل الأحمر لكون هذا الأدب المكتوب في الهجرة الجغرافيا نحج في التخلص من المحمول والجاذبية التي تفرضها الجغرافيا بكل حملاتها الاجتماعية والثقافية فبعض تلك النصوص المكتوب في المهجر لم يكن أصحابها ليكتبوها وهم في الجزائر. في إطار نفس الندوة، تحدث رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر، زهور بوطالب، عن تجربة الأمير المهاجر في الشام وفرنسا وكيف استغل الأمير هجرته في إعادة تدوين ورسم مكتبته التي دمرها الاستعمار خلال الحروب التي خاضها. وكشفت السيدة بوطالب أن الأمير ترك بصمته في هجرته للشام حيث ساهم في طباعة القرآن الكريم. وفي ذات الندوة، توقف أحميدة العياشي عند تجربة كاتب ياسين في الهجرة إلى فرنسا، لكنه رغم ذلك بقي كاتبا مشاكسا، ومثقفا نقديا تجاه السلطة. وأبرز أحميدة مختلف جوانب حياة ياسين الاجتماعية وكيف أثرت على مساره وكيف اختار "اللغة الثالثة" الدارجة الجزائرية في المسرح لإيصال رسالته. واستغل صاحب "نبي العصاين" فرصة فتح سيرة كاتب ياسين إلى الإشارة إلى التحريض الذي تعرض له ياسين والحملة التي طالته بسبب سوء فهم مسرحيته "محمد خذ حقيبتك" التي كتبها أساسا لفضح العنصرية التي تواجه المهاجرين الجزائريين في باريس. هذا، وأشار المشرف على الندوة التي ترعاها وزارة الثقافة أحسن تليلاني إلى أهمية الحدث الذي يرمي إلى استعادة الأسماء الجزائرية المبدعة في الخارج وإبراز دورها في حمل والدفاع عن القضايا الوطنية. ودعا تليلاني إلى استغلال الذكرى الستين لمظاهرات 17 أكتوبر العام المقبل وتنظيم ندوة أو ملتقى موسع لإبراز مساهمات المبدعين الجزائريين في المهرج في كافة المجالات.