يستعد مفتشون من الشرطة البريطانية يحققون في تفجير طائرة لوكربي لزيارة ليبيا للمرة الأولى، بموجب اتفاق ابرمه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الحكومة الليبية خلال زيارته المفاجئة إلى طرابلس. وقالت صحيفة "ديلي ميل" الجمعة إن فريقاً من مفتشي قوى الشرطة في دومفريز وغالاوي في اسكتلندا سيسافرون إلى العاصمة الليبية الشهر المقبل لإكمال تحقيقاتهم في تفجير لوكربي، بأمل التعرف على أسوأ الفظائع الإرهابية في بريطانيا والتي اودت بحياة 270 شخصاً بتفجير طائرة الخطوط الجوية الأمريكية (بان أمريكان) فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988. وأضافت أن الضابط السابق في الاستخبارات الليبية، عبد الباسط المقرحي، لا يزال الشخص الوحيد الذي أُدين بتفجير طائرة لوكربي وتوفي العام الماضي بعد مرور ثلاث سنوات على إخلاء السلطات الاسكتلندية سبيله لأسباب إنسانية. وأشارت الصحيفة إلى أن شخصيات ليبيا أخرى يُعتقد أنها تورطت في تفجير طائرة لوكربي، والذي حوّل ليبيا إلى دولة منبوذة في ظل حكم العقيد معمر القذافي. وقالت إن مفتشي الشرطة الاسكتلندية سيجرون محادثات مع السلطات الليبية بشأن نطاق تحقيقهم في لوكربي، وأكد مصدر في الحكومة البريطانية بأنهم "حريصون جداً على الذهاب إلى ليبيا للتحدث مع الناس ومتابعة تحقيقهم". وأضافت أن رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، أيد التحقيق البريطاني في لوكربي، وشدد على أهمية معرفة الحقائق عن جرائم نظام القذافي. وأعلن السفير الليبي في لندن، محمود الناكوع، أواخر العام الماضي أن حكومة بلاده مستعدة لفتح جميع الملفات المتعلقة بتفجير طائرة لوكربي الاسكتلندية عام 1988، لكنه اقترح بأنها تحتاج إلى سنة أخرى على الأقل لتكون في وضع يمكّنها من الإفراج عن أي معلومات تحتفظ بها عن تفجير لوكربي. وكانت محكمة اسكتلندية في كامب زيست بهولندا أدانت المقرحي عام 2001 بتفجير طائرة لوكربي، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة. وأفرجت السلطات الاسكتلندية عن المقرحي في أوت 2009 لأسباب إنسانية بعد إصابته بسرطان البروستاتا وسمحت له بالعودة إلى ليبيا ليموت هناك بعد أن قدّر الأطباء أنه لن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر، لكنه توفي في ماي 2011.