عاد الهدوء لمدينة عنابة، بعد نحو أسبوع كامل، من الاحتجاجات الغاضبة، التي شنّها أفرادعائلات الحراقة المفقودين، وشارك فيها العشرات من رفقاء وزملاء المعنيين، وأقدموا على غلق مداخل ومخارج المدينة بمحاور حساسّة ما تسبّب في شلل تام وشبه كلّي للحركة على مستوى المدينة، وأحدث ضغطا رهيبا. وكان الغاضبون قد نقلوا احتجاجهم من منطقة بوحمرة وسيدي عاشور، الى محور الدوران بالحطّاب بوسط المدينة، عشية نهار الأربعاء، مطالبين بالكشف عن مصير أبنائهم الحراقة المفقودين، والعمل على اعادتهم أحياءا أو أمواتا. وتسببّت خرجة هؤلاء على مستوى محور الحطاب بوسط المدينة، في إحداث شلل كبير وفوضى عارمة، بالمدينة، التي تعرف حركية واسعة، خلال الفترة المسائية، سيّما وأن الاحتجاجات تزامنت مع اليوم الأول من عودة تلاميذ الطور الابتدائي إلى مدارسهم. وقد عاد الهدوء، لمدينة عنابة، بدءا من صباح نهار أول أمس الخميس، عقب تمكّن المصالح المختصة، ممثلة في وحدات البحرية على مستوى المحطة البحرية الرئيسية لولاية عنابة، وبالتنسيق مع جهات أمنية أخرى، من إنقاذ الحراقة 12 الذين أقلعوا في الرحلة الأخيرة، واختفوا منذ نحو عشرة أيام بعرض سواحل البحر الأبيض المتوسط، اذ تبيّن أنّ الأمواج تلاعبت بهم وظلوا تائهين في عرض البحر، بينما كان آخرون قد تمكنوا من الخروج لسواحل الجارة تونس. وقد نجحت المصالح المختصة في استعادة 12 حراقا، بينما يبقى حراقة آخرون في عداد المفقودين، بعد أن اختفوا بسواحل جزيرة صقلية الايطالية، وسط حديث عن هلاك ستة منهم.