أنقذت ليلة أول أمس، وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة 16 شابا من الموت المحقق في عرض البحر، بعدما تحولت مغامرتهم على متن قارب صيد تقليدي الصيد إلى كابوس، إثر تعرض محرك الزورق الذي كانوا على متنه لعطب ميكانيكي، الأمر الذي أبقاهم تائهين في عرض السواحل بحثا عن النجاة، لمدة قاربت 48 ساعة، قبل أن يتم إنقاذهم من طرف وحدات البحرية بعد الإستعانة بطائرة مروحية، حددت مكان تواجدهم. و حسب المعلومات التي تحصلت عليها النصر من مصدر داخل المجموعة الإقليمية بعنابة، فإن وحدات البحرية كانت سهرة أول أمس السبت قد تلقت أخبارا مفادها وجود فوج من «الحراقة» تائها في عرض البحر، بعد تعرض القارب الذي كانوا على متنه لعطب، و ذلك بناء على معلومات وردت من أقارب و أصدقاء بعض عناصر هذه المجموعة من المهاجرين غير الشرعيين، مما دفع بالجهات المختصة إلى الإستعانة بهيليكوبتر في عملية البحث عن الزورق، ليتم بعد نحو ساعتين من الزمن النجاح في العثور على القارب و تحديد وضعيته حيث كان في الوضعية 22 ميلا بحريا إلى الشمال الغربي من رأس الحمراء.و استنادا إلى ذات المصدر، فإن قوات البحرية سخرت وحدتين عائمتين لإنقاذ و إغاثة الحراقة، في عملية دامت قرابة 3 ساعات، حيث وجد على متن القارب فوج يتشكل من 16 عنصرا، تتراوح أعمارهم ما بين 21 و 32 سنة، كانوا في حالة إنهيار كلي، جراء التعب و الإرهاق الذي نال منهم، و قد تم إقتياد الموقوفين على جناح السرعة إلى مصلحة المراقبة الطبية على مستوى المحطة البحرية الرئيسية بميناء عنابة، أين قدمت لهم الإسعافات الإستعجالية. و أظهرت التحريات الأولية، بأن هذا الفوج كان قد إنطلق في مغامرته البحرية ليلة الخميس الماضي من شاطئ الرمال الذهبية بشطايبي، على متن قارب صيد تقليدي الصنع، بطول 9 أمتار، و قد قطع في عرض البحر قرابة 40 ميلا بحريا، لكن و في ساعة مبكرة من فجر الجمعة تعرض الزورق لعطب ميكانيكي على مستوى المحرك، الأمر الذي جعل «الحراقة» يتيهون في المياه الإقليمية، إلا أنهم بادروا إلى القيام بمحاولة العودة إلى اليابسة، و ذلك بالإعتماد على الإنارة المنبعثة من منارة رأس الحمراء وسط الظلام الدامس، حيث تم التخلص كلية من المحرك المعطل، مقابل العمل على دفع القارب عن طريق التجديف بالتداول بين أفراد الفوج، مما تسبب في إنهيارهم بدنيا، بعدما خارت قواهم، الأمر الذي جعلهم ينبطحون جميعا فوق سطح الزورق، كونهم فقدوا الأمل في النجاة، بعد توقف محاولتهم على مسافة 22 ميلا من اليابسة، بصرف النظر عن عجزهم عن تحديد الوجهة، خاصة و أنهم قضوا يومين في عرض البحر، في مواجهة خطر الموت غرقا، إضافة إلى الجوع و الإنهيار النفسي و البدني. إلى ذلك فقد بينت التحقيقات بأن الفوج يضم 16 شابا، واحد منهم يقيم بولاية جيجل و البقية من أحياء مدينة عنابة، و قد تمت إحالتهم ظهيرة أمس الأحد أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الذي سلط غرامة مالية بقيمة 2 مليون سنتيم على كل واحد منهم. بالموازاة مع ذلك أحبطت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة في ساعة متأخرة من سهرة أول أمس محاولة للهجرة غير الشرعية كان فوج يتشكل من 10 شبان قد بادروا إلى القيام بها على متن زورق صيد تقليدي الصنع، إنطلاقا من شاطئ البطاح بولاية الطارف، حيث تم إعتراض مسار هذا القارب لما كانت قوات البحرية بصدد إجلاء «الحراقة» الذين تاهوا في عرض البحر بعد تعطل محرك الزورق الذي كانوا على متنه، و هي العملية التي تم تنفيذها في الوضعية 18 ميلا بحريا إلى شمال شرق رأس الحمراء. و تراوحت أعمار «الحراقة» العشر الموقوفين في هذا الفوج ما بين 22 و 34 سنة، ينحدرون جميعا من ولاية عنابة.