دونالد ترامب يجدد بقاءه في البيت الأبيض، برنامجه الرئاسي لم يكتمل، ولن تترك الأمور على عواهنها في منتصف طريق لا يكتمل إلا بإدارة من بدأه، القابعون في مركز القرار السري يدركون هذه الحقيقة وهم يكرسون معطياتها، ويبرمجون مضامينها في سنوات الحسم المقبلة. جو بايدن المختصر لقصور عقل ديمقراطي، ليبرالي، لا يرى أبعد من ظله، يأتي في معركة انتخابية سلاحه فيها خيبات سياسية نسجها باراك أوباما، ورسمت هيلاري كلينتون عبثها الخارجي في "الفوضى الخلاقة" شعارا همجيا، لموسم الفوضى والخراب والحروب الأهلية التي أعادت حياة شعوب لمساوئ عصور تخلف منقرضة. فضائح اختار دونالد ترامب الوقت المناسب في الكشف عنها، ارتكبتها هيلاري كلينتون بقيادة "أوباما – بايدن" وكان العالم العربي ضحيتها، تحت غطاء نشر الديمقراطية وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان. غطاء إعلامي وسياسي تديره شبكة مالية تعددت أدوارها، كشفت عنها رسائل كلينتون بالبريد الالكتروني في سعيها نحو بسط مساحات لجرائم إرهابية، وترسيخ ثقافة التطرف في دول عربية فقدت أمنها واستقرارها ورخاءها الاقتصادي. العراق، ليبيا، سوريا، اليمن، خراب "ديمقراطي أمريكي" امتد بمساوئه على دول العالم العربي، دوّن في وثائق تاريخية، هي وثائق فضائح لا تمحى من الذاكرة، حسنا فعل الرئيس دونالد ترامب بالكشف عنها الآن، وليته كشف عنها في السنة الأولى لرئاسته ليقطع سلسلة الخراب والدمار المنتعش لحد الآن. ذكر الرئيس دونالد ترامب خصمه جو بايدن بمساوئ الخراب تلك في مناظرتين تلفزيونيتين وقفا فيها وجها لوجه، سائلا إياه لِم اختار بقيادة باراك أوباما هذه الوسائل التخريبية التي حملت أمريكا أعباء سوء على مساوئ سياساتها القديمة..؟؟ فوضى الخراب والهمجية التي مارسها المحافظون الجدد في عهد سيء الصيت جورج بوش، استكملها الثلاثي "الديمقراطي- الليبرالي" أوباما – بايدن – كلينتون، في برنامجهم المعروف ب"الفوضى الخلاقة" ويخشى العالم العربي من عودة هذه الفوضى لو عاد بايدن إلى البيت الأبيض، فهو لا يأتي ببرنامج يغلق أبواب سياسته القديمة، ويبدأ سياسة تصحيحية جديدة. برنامج الرئيس دونالد ترامب، واسع النطاق، لا يقف عند حدود الشرق الأوسط، فهو يمتد إلى إعادة تشكيل خارطة عالمية جديدة، تشمل أوروبا وآسيا وإفريقيا، ظهرت ملامحها بوضوح في عهدته الأولى، تتضمن إعادة بناء حلف شمال الأطلسي، وتغيير آليات عمل هيئة الأممالمتحدة، والمنظمات الملحقة بها، والترتيب الجديد للاتفاقيات العالمية، وإدارة الصراع التقليدي مع القوى الكبرى. الولاياتالمتحدةالأمريكية تؤهل نفسها من جديد في برنامج الرئيس دونالد ترامب، المجسد لإستراتيجية جديدة، بدأت في العهدة الأولى، يحتم استكمالها في عهدة أخرى مكملة، دونها تبقى المتغيرات معلقة على حبل الصدفة والتخبط. يرى دونالد ترامب بأن أمريكا بقدراتها المتعاظمة، قد حمت حلفاءها، دون أن تأخذ الثمن، ولم تحظ بالمزايا التي تتلاءم مع دورها في ضمان الأمن العالمي الذي تحملت أعباءه المالية والبشرية على مدى عقود مضت. رؤية ترامب لم ترق لأوروبا وروسيا والصين، فسيادتهم المتوارثة أضحت على المحك، أمام الشرط الأمريكي الجديد في فرض هيمنتها الكونية المطلقة، عبر انتزاعها سلطة القرار السياسي والعسكري والاقتصادي في العالم أجمع. إستراتيجية أمريكية كونية، أبعد من قدرات ورؤى جو بايدن "الديمقراطي" الفاقد لقدرات تنفيذها، تحتم عهدة ثانية يستكمل فيها الرئيس دونالد ترامب ما بدأه من خطوات ستقلب العالم رأسا على عقب في سنوات الحسم المقبلة.