ليلة رعب طويلة عاشها سكان مدينة اعكوران إثر الهجوم الذي نفذه الإرهابيون بطريقة غير مسبوقة على مراكز الأمن بالمدينة، وهو الهجوم الذي أعطى إشارة الانطلاق لعملية عسكرية كبرى في المنطقة لا زالت متواصلة إلى اليوم، الشروق اليومي عادت بعد أسبوعين إلى مواقع الهجوم وبمساعدة من السكان وصلت إلى المواقع الذي اختارها الإرهابيون ليوجهوا منها نيرانهم باتجاه الدرك الوطني . عرفت مدينة إيعكوران أو " آقني نزجيقة " " Agni n- zedjiga " كما كانت تسمى قديما، سابقا في العهد الاستعماري باسم " سويسرا الصغيرة " " la petite suisse " نظر لوجودها في منطقة مناخية تتوسط بين غابات آكفادو شرقا، غابات بوزقان جنوبا، غابات عزازقة الكثيفة من الغرب و غابات تامقوت و أقرو من الشمال، هذه المدينة و ضواحيها عرفت كذلك بنضالها الشرس ضد مختلف القوات الاستعمارية خلال سنوات الكفاح المسلح لاسترداد الحرية و الاستقلال، و من جانب آخر عرفت كذلك بمناطقها السياحية الخلابة و التي كانت في وقت سابق قبلة العديد من السواح الأجانب و من مختلف أرجاء الوطن؛ لم يبقى اسم مدينة إيعكوران يتردد على ألسنة جميع من يعرف المنطقة كما كان سابقا، لقد تغير اسم " la petite suisse " أو سويسرا الصغيرة إلى " le petit enfer " أو بمعنى الجحيم الصغير، و آلت القبلة التي كانت المفضلة لدى أغلب مواطني المنطقة و المناطق الأخرى المجاورة و حتى الأجانب إلى منطقة مصنفة في قائمة المناطق الحمراء، و أصبحت تتداول على الصفحات الأولى لجميع الصحافة الوطنية و حتى وكالات الأنباء العالمية، و لكن الأمر هذه المرة ليس بسبب مكانتها المناخية أو السياحية أو التاريخية و لكن بليلة تاريخية لم تعرف مثلها المنطقة منذ الاستقلال، ليلة بيضاء أمضاها أعوان الدرك الوطني، الحرس البلدي، الجيش الوطني الشعبي، مواطني مدينة إيعكوران و باقي مواطني القرى الأخرى المجاورة، على وقع انفجارات سمع دويها و وصلت اهتزازاتها إلى أغلب المناطق المحيطة بأرجاء المدينة، و على أضواء الرصاصات المضيئة التي كانت تضيء في كل الاتجاهات و دوي رصاص الرشاشات الخفيفة تارة و الثقيلة مرة أخرى، ماذا حدث؟؟ ماذا حدث؟؟ ما من أحد فهم ما حدث و هذه هي العبارات الأولى التي تلفظ بها أغلب مواطني المدينة و جميع من كانا ساهرا تلك الليلة في باقي قرى البلدية، و لمعرفة المزيد من ما حدث في تلك الليلة انتقلت الشروق اليومي إلى قلب مدينة إيعكوران و هذا لجس نبض جميع من عاش تلك الليلة، و محاولة نفض الغبار عن ما تبقى منها. الطريق إلى المدينة التي عاشت الرعب. المسافة التي تفصل بين عاصمة الولاية تيزي وزو و مدينة إيعكوران 48 كلم و هذا بعد المرور عبر 37 كلم للوصول على متن حافلة من النوع الرفيع إلى مدينة عزازقة، ثم عبر 11 كلم لطريق داخل الغابة و كثيرة الانعراجات و على متن سيارة أجرة، في بادئ الأمر انتابنا شعور بالخوف و لحسن حظنا أن السائق لاحظ ذلك و هدأ من روعنا و قال لنا: " يبدو عليكم أنكم لستم من المنطقة و علامات الخوف بادية على وجوهكم، هل أنتم خائفون؟؟"، لم يكن علينا إلا أن نجيبه بكل عفوية على أنه من الطبيعي أن نخاف بعد أن سمعنا ما حدث هنا بإيعكوران، و بدون أي حرج أو خوف بادر سائق سيارة الأجرة الحديث عن ما عاشه في تلك الليلة، واصفا إياها بليلة الرعب التي لم يسبق له و أن أمضى مثلها طيلة حياته و هذا على الرغم من شهادته بأنه عاش شيئا من الثورة التحريرية، قائلا: " لقد كان الرصاص في كل مكان و لقد كانت الجماعات الإرهابية في كل مكان أيضا، لقد تمكنوا من السيطرة على كل أرجاء المدينة في لحظة قياسية، و هذا على الرغم من شهادة بعض التجار الذين أغلقوا محلاتهم في حدود الحادية عشر و النصف ليلا بأنهم لم يلحظوا أي شيء مشبوه "، و لم تمض إلا ثوان معدودة إلا و لمحنا حاجزا أمنيا مختلطا يسهر عليه كل من أفراد الجيش الوطني الشعبي، الدرك الوطني و الحرس البلدي، و هذا على حوالي 1.5 كلم من مدينة إيعكوران و بالقرب من فندق تامقوت، و هنا أضاف السائق قائلا: " هذا الحاجز الأمني أيضا كان من بين الأهداف المستهدفة في هجوم ليلة الجمعة إلى السبت "، الحاجز الأمني تسبقه براميل مملوءة بالرمل على كلتا جانبيه و تتصل بالبراميل سلسلة من المسامير التي تستخدم في إعطاب عجلات السيارات التي تحاول خرق الحاجز، و في وسطه دعائم حديدية تجبر السائقين على الدوران إلى اليسار مرة ثم إلى اليمين مرة أخرى للوصول إلى وسط الحاجز ثم تكرار نفس العملية للخروج منه، هذه الإجراءات أضاف عليها سائق سيارة الأجرة: " أنها اتخذت مؤخرا لإجبار السيارات القادمة على السير ببطء قبل دخول الحاجز، و في حين دخوله و حتى في الخروج منه و هذا تحسبا لأي طارئ قد يحدث "، و عند خروجنا من الحاجز دون أي مشكل واصل السائق سيره و في ثوان معدودة تراءت لنا أول صورة من مدينة إيعكوران، سبحان الله لقد كان مسجد مدينة إيعكوران أول قبلة للناظر إلى المدينة ثم تلي نعه باقي البنايات الأخرى، البعض منها في الطابع العمراني للمدن و الباقي الآخر بقي متمسكا بعض الشيء في الطابع العمراني للمناطق الجبلية، ركن السائق سيارته في محطة الحافلات و سيارات الأجرة و قال لنا بكل طرافة عندما دفعنا له أجرته: " مرحبا بكم في سويسرا الصغيرة عفوا الجحيم الصغير " و ضحك بعدها و ودعنا بتحية. شهادات مواطنين عايشوا الهجوم كانت الساعة تشير إلى التاسعة و النصف صباحا و لقد استغرقنا للوصول حوالي ساعتين عاد شعور الخوف إلينا مرة أخرى و هذا منذ الوهلة الأولى من النزول من سيارة الأجرة، ومباشرة دخلنا إلى أحد الأكشاك و طلبنا عبر الهاتف من أحد أبناء المنطقة أن يكون دليلنا في المدينة، و لكون أن الشخص الذي طلبناه يعرف هويتنا رفض في بادئ الأمر، إلا و أنه بعد أن قدمنا له ضمانات بعدم ذكر اسمه في مقالنا وافق و أبدى استعداده على مرافقتنا، و أقمنا معه موعدا بحدود العاشرة صباحا في مقهى بجوار دار البلدية، و عند وصولنا إلى المقهى المحدد التقينا بصديقنا و جلسنا معا إلى إحدى طاولات المقهى التي كانت تطل على الطريق الوطني رقم 12 الذي يعبر وسط مدينة إيعكوران، لقد طلبنا من دليلنا أن يدلنا على أحد الأشخاص الذين عايشوا الليلة كاملة بتفاصيلها، و لم يكن عليه إلا و أن طرح علينا فكرة الانتقال على عين المكان لإلقاء نظرة على حجم ما حدث، و محاولة الاتصال ببعض من المواطنين من حي " OPGI " و الذي يتمثل في عمارات تقع مباشرة خلف مقر فرقة درك بلدية إيعكوران، وافقنا على الاقتراح و بدأنا بالمشي في وسط مدينة شبه خالية، و عبر شوارع فارغة من السيارات فسحت المجال لبعض من المواطنين أغلبهم من القرى المجاورة، قدموا للتسوق و قضاء بعض الحاجيات ثم يعودون إلى بيوتهم، لقد كان أغلب هؤلاء المواطنون ينظرون إلينا نظرات شك و ريب و حسب ما أكده لنا دليلنا فإن أغلبهم قد تعرف علينا بأننا غرباء من هذه المدينة و من المنطقة كليا، و هذا بدليل أن مدينة إيعكوران هي بمثابة قرية و في نفس الوقت مدينة بعدد ضئيل من القرى و سكانها جميعهم يتعارفون فيما بينهم، و عند مرورنا بأحد الشوارع أشار صاحبنا إلى أحد محلات بيع المواد الغذائية قائلا: " حتى هذا التاجر لم يسلم من الليلة المشؤومة و لقد كان رهينة الإرهابيين طيلة مجريات العملية "، و واصلنا سيرنا عبر أزقة مدينة إيعكوران إلى أن بان لنا مقر فرقة الدرك الوطني التي كانت بادية عليها آثار هجوم تلك الليلة، لم نتمكن من التقرب إليها لأننا علمنا أن المصالح المتواجدة فيها لا تسمح بالتقرب إلى مكان الحادث، واصلنا طريقنا متعجبين إلى أن ظهرت لنا عمارات بأربعة طوابق بقرميد نصفه كان مكسرا من جراء الرصاصات التي كانت تخترقه ليلة الهجمة، عند وصولنا إلى الحي اقترب أحد المواطنين القاطنين على مستوى عين المكان للتحقق من هويتنا، ضانا منه بأننا من ديوان الترقية العقارية و أننا جئنا لتسجيل الأضرار التي خلفها الهجوم و التي يجب إصلاحها في أقرب الآجال، و عند و صوله إلينا أخبره صاحبنا بعد أن تقدم إليه بالتحية و المصافحة مخبرا إياه عن هويتنا، ثم قدمه إلينا باسم " حسان " و يسكن في الطابق الرابع الذي اتخذته بعض العناصر الإرهابية ليلة الهجمة كموقع هجوم على مقر فرقة الدرك الوطني، لم يعارض حسان عندما طرحنا عليه أمر إمكانية صعودنا معه إلى بيته لمشاهدة حجم الأضرار و أخذ بعض الصور، و رافقنا عبر أدراج العمارة إلى غاية الطابق الرابع و فتح لنا الباب قائلا: " مرحبا بكم أنتم في بيتكم رغم أنه لم يبق فيه من بيت بعد ما حدث "، بمجرد الدخول من الباب تتراءى للناظر آثار نفس الإنفجارات التي مست مقر الفرقة مباشرة في سقف البيت، و لكون أن سقف الطوابق الأخيرة لهذه العمارات صنعت من القصب و الجبس فلم تصمد أمام دوي الإنفجارات التي عرفتها أسوار مقر فرقة الدرك الوطني، و بعد الجولة التي قادتنا عبر مختلف أرجاء المنزل أين قمنا بتصوير بعض الأماكن التي تضررت، وصل بنا صاحب البيت إلى المكان الرئيسي الذي اتخذته العناصر الإرهابية التي اقتحمت منزله ليلة الهجوم من دون إذن، و حسب شهادته فقد دخلت العناصر الإرهابية إلى منزله بعد الدقائق الأولى من بدأ الهجوم بالرشاشات، و هذا للتموقع في شرفة منزله التي كانت تقابل مقر فرقة الدرك، و هذا بعد طلبوا منه هو و زوجته بالاحتماء في أحد الغرف الأخرى خوفا من أن يصيبهم أذى، محدثنا أكد لنا أنه طيلة الأربع ساعات التي تلت التفجيرات الأولى و هو كان حبيسا وراء أحد جدران غرفة بالجانب الآخر هو و زوجته، و كانوا يسمعون الرصاصات التي كانت ترتطم من حين لآخر على السور الذي كان خلفهم، هذه الأجواء المريعة التي أمضاها السيد حسان و زوجته كانت بادية على وجهه عبر ملامح جد موحية و معبرة عن ليلة سوداء لم يشهد مثلها طيلة حياته، و قد تواصل الرشق بالرصاص حينا و الشتم في أحيان أخرى و التكبير تارة و الصياح تارة أخرى إلى غاية وصول المروحيات بحيث خفف المسلحون من شدة ضرباتهم و بدؤوا بالتراجع شيئا فشيئا و نزلوا من العمارة، جار السيد حسان الذي رفض أن الكشف عن هويته سرد علينا نفس الحكاية، إلا أنه أضاف مؤكدا أن المسلحين لم يتمكنوا من دخول منزله لأن لديه باب حديدي بالخارج و كان مغلقا ليلة الحادثة، كما أبدى لنا أسفه الشديد من الحالة التي آلت إليها سكناتهم جراء هذا الهجوم، متعجبا من الصمت الذي لزمته السلطات المحلية تجاههم و التجاهل الذي لاقوه من عند ديوان الترقية و التسيير العقاري، الذي يريد حسبهم الهروب من مسؤولياته و تصليح الأعطاب التي لحقت بالبنايات. القنابل المسيلة للدموع لإخراج الإرهابيين من مقر الدرك عند خروجنا من منزل جار حسان أشار لنا هذا الأخير بأصبعه إلى المكان الذي علقت فيه العناصر الإرهابية مصباحا كاشفا للإنارة باتجاه مقر فرقة الدرك الوطني و إعماء أعوان الدرك كي لا يستطيعون إصابتهم بطلقاتهم، و عند وصولنا إلى الطابق الثالث تقدم إلينا أحد الجيران ليروي علينا بعضا من تفاصيل عملية الهجوم، مؤكدا أن العناصر الإرهابية تمكنت من دخول الطابق السفلي لمقر الفرقة و هذا بعد دقائق قليلة من التفجيرات الأولى و دوي الطلقات النارية، فمباشرة بعد أن تم التفجير الأول دخلت بعض العناصر الإرهابية إلى الفناء الخلفي لمقر الفرقة و بتغطية الجماعة التي كانت متموقعة بشرفات العمارة المقابلة، تمكنوا من تفجير المدخل الخلفي بعبوة ناسفة محدودة المفعول و دخلوا إلى الطابق السفلي من المبنى، و يضيف محدثنا أن أعوان الدرك الذين لم يتعد عددهم 11 عونا و عند تفطنهم بأن العناصر الإرهابية قد دخلت إلى المبنى، انهالوا عليهم بالقنابل المسيلة للدموع إلى الطابق السفلي و هذا لمحاولة إخراجهم منه و محاولة استرجاع سيطرتهم على المبنى، و بالفعل كان الأمر كذلك فلم يتمكن الإرهابيون من الصمود داخل تلك الغازات إلا بعض من الدقائق و خرجوا بعدها إلى الخارج لمواصلة الهجوم إلى غاية وصول المروحيات. خطة الإرهابيين كانت باستهداف جميع مراكز الأمن بالمدينة و واصلنا بعدها النزول من الطابق الثالث و خرجنا من العمارة و التقينا بالسيد " ع " الذي يسكن في الطابق السفلي من العمارة المقابلة، و الذي سرد لنا بكل عفوية جميع التفاصيل التي عاشها في تلك الليلة و التي لم تخالف كثيرا ما رواه لنا الجارين السابقين، إلا أنه حكي لنا كيف كان الإرهابيون يحتمون خلف العمارة التي كان يسكن بها و يقومون بالتناوب على الرمي فيما بينهم فيما يقوم الآخرون بتعبئة أسلحتهم بالذخيرة، و يضيف محدثنا أن هذه العملية تواصلت على وقع مختلف النعوت و الشتائم ضد أعوان الدرك تارة و التكبير و الصياح تارة أخرى و هذا إلى غاية سماع صوت المروحيات، كما علمنا من مواطن آخر يسكن بالحي أن معظم سكان الحي هجروا بيوتهم بعد تلك الليلة، مشيرا إلى أن البعض منهم أصيب بداء السكري و الآخر أصيب بداء ارتفاع الضغط الدموي و الآخر أصيب بأزمة عصبية بقي تحت رحمتها إلى غاية يومنا هذا، و حتى كتابة هذه الأسطر لم يعد من سكان الحي بعد إلا عدد قليل منهم، و تركنا الحي باتجاه مقر مفرزة الحرس البلدي التي هي بدورها عانت من تلك الليلة هي و من كان فيها، و عند وصولنا و على بعد حوالي 250 متر غرب مقر فرقة الدرك الوطني لمحنا قراميد المقر التي كان أزيد من نصفها مكسرا من جراء الهجوم، و لما حاولنا التقرب منهم لمعرفة ما عانوه تلك الليلة اقترح صاحبنا التقاء أحد منهم على مستوى المدينة ليحكي لنا ما عاناه في تلك الليلة، و عدنا أدراجنا إلى المدينة لنلتقي مع العون بإحدى مقاهي المدينة و على طاولة قهوة و شاي و كأس ليمونادة تبادلنا أطراف الحديث عن الليلة المرعبة التي أمضاها على مستوى المفرزة تلك الليلة، لقد صرح محدثنا أن الأمور كانت على أحسن حال ليلة الهجوم قائلا:" كل شيء كان هادئا و هذا إلى غاية منتصف الليل و الربع أين سمع دوي الانفجار الأول الذي حدث على مستوى الطريق الوطني رقم 12 و بالتحديد بالمكان المسمى " إيغيل إيوذلان "، الانفجار الذي ضنه العديد منا أنه زلزال كان قد تم بهدف قطع الطريق الوطني رقم 12 أمام الإمدادات العسكرية التي قد تأتي من الثكنة العسكرية المتواجدة بمنطقة " تاقمة " على بعد حوالي 8 كلم شرق مدينة إيعكوران،، ثم تلاه الثاني ثم الثالث ثم تلتهم تبادل الطلقات النارية العديد منا لم يكن يعرف ما الذي كان يحدث، حاول البعض من الأعوان الاستفسار عما يحدث إلا و برصاصات الرشاش الثقيل من نوع " FM " ترتطم بجدران المقر آتية من كل الجوانب، و ما كان علينا إلا حماية المقر من الهجوم و الرد على الطلقات المتتالية بالمثل و محاولة الصد لغاية وصول التعزيزات "، هذا و لمعرفة المزيد عن تفاصيل الخطة التي كانت الجماعات المسلحة قد نفذت بها الهجوم، أضاف محدثنا قائلا: " لقد لوحظ وجود أعداد إضافية من المواطنين على مستوى مدينة إيعكوران في الساعات الأولى من نهار الجمعة "، و أضاف قائلا: " لقد تواصل دخولهم إلى المدينة طيلة الساعات الأولى من ليلة الجمعة "، هذا و قد أفادتنا مصادر محلية أن الهجمة ذاتها تعبير قوي من أعضاء الجماعات المسلحة الرابضة بالمنطقة خاصة بعد أن تمكنت من عقد مؤتمر تنظيمي لصفوفها و تنصيب أمراء جدد لمواصلة الكفاح، و قد استعملت الجماعات نفسها خمسة مواقع للهجوم أقيمت فيها أسلحة رشاشات من النوع FM و مدفعيات من نوع الإيربيجي، هذه المواقع الخمسة تتمثل في كل من: 1 – من داخل عمارتين تتواجدين مباشرة خلف مقر فرقة الدرك الوطني، 2 – المكان المسمى " آعساس " و الذي يتواجد على بعد 350 مترا جنوب فرقة الدرك و يتواجد أيضا على مرتفع يطل على كل من مقر الفرقة و مقر الحرس البلدي، 3 – على مستوى هضبة مرتفعة قليلا من قرية " ثادارث " و هذا على بعد حوالي 400 متر شمال شرق مقر الفرقة، و يطل هذا المكان مباشرة على مقر فرقة الدرك و مكان تواجد الحاجز الأمني على مستوى الطريق الوطني رقم 12 و بالقرب من فندق تامقوت، 4 – ثانوية إيعكوران التي تتواجد على بعد حوالي 25 مترا غرب مقر الفرقة، 5 – الإكمالية التي تتواجد جنوب مقر الحرس البلدي بحوالي 50 مترا، هذا و قد أضاف لنا بعض المواطنين من مدينة إيعكوران: " أن الإرهابيين تفرقوا في المدينة على زمر كل واحدة تحوي على أزيد من 15 عنصرا، و قد نصبت حواجز أمنية مزيفة على مستوى جميع الطرق المؤدية إلى المدينة إيعكوران "، هذا و حسب شهادة العديد من مواطني القرى المجاورة فقد لوحظ تواجدهم على مستوى كل من المكان المسمى " ثالة ربيعة " أين نصبوا حاجزا مزيفا إلى جانب موقع إضافي للهجوم على مقر الحرس البلدي من الجنوب، هذا المكان يوجد على مستوى هضبة مرتفعة جنوب مدينة إيعكوران بحوالي 800 متر، إلى جانب هذا حاجز أمني مزيف على مستوى مخرج مدينة إيعكوران الشرقي و المتجه إلى بجاية و آخر على المخرج الغربي المتجه إلى عزازقة، هذا و لقد توصلت هذه الزمر إلى التموقع في مختلف أرجاء مدينة إيعكوران في وقت خارق نظرا لصغر المدينة و سهولة تطويقها في مدة زمنية قصيرة جدا، هذا فيما أضافت لنا بعض المواطنون أن هؤلاء الإرهابيين قاموا بتوقيف بعض من شباب أحد القرى المجاورة و هو في طريقه ليلا إلى مدينة إيعكوران، و أمروه بالعودة أدراجه إلى المنزل و قدموا له قرصين مضغوطين يحتويان ربما على بعض اللقطات الإرهابية التي تقوم بها العناصر المسلحة بالتشهير لها، و في هذه الأثناء يضيف محدثنا أن الهجومات بقيت على الشدة التي بدأت بها إلى غاية وصول المروحيات الحربية التي وصلت بحدود الثانية إلا الربع صباحا إلى سماء إيعكوران، أين بدأ الإرهابيون بالانسحاب شيئا فشيئا و بحدود الخامسة و النصف صباحا سقطوا في كمين نصبته قوات الجيش الوطني الشعبي التي قدمت من ثكنة الجيش بتاقمة و هذا عبر المسالك الغابية و نصبت الكمين على مستوى المكان المسمى " إيزا " و الذي لا يبعد عن مدينة إيعكوران إلى 1.5 كلم، أين تمكن أفراد الجيش من القضاء على أربعة منهم و جرح أزيد من 17 آخرا، و تم استرجاع أربعة قطع من الكلاشينكوف و مدفعية من نوع الإيربيجي 7، و مباشرة بعدها تم نقل جثث الإرهابيين إلى أمام مقر فرقة الدرك الوطني ليتم عرضها أمام جميع المواطنين الذين كانوا يتوافدون إلى عين المكان لمشاهدة هول ما حدث بمقر فرقة الدرك الوطني و باقي المدينة، ليتم فيما بعد نقلهم إلى مستشفى تيزي وزو للتعرف على هويتهم، و في هذه الأثناء قدمت مختلف التعزيزات الأمنية من قوات الجيش الوطني الشعبي إلى عين المكان عبر الغابات، و باشرت في عملية قصف و تمشيط واسعة لغابات المنطقة للعثور على باقي العناصر الإرهابية التي تمكنت من الفرار و الاختباء فيها، و التي ما تزال تتواصل و لليوم 16 على التوالي و التي توصلت مختلف وحدات الجيش من محاصرة أزيد من 60 عنصرا منهم على مستوى الغابات المتواجدة بين غابات " شعرة " التي اكتشف فيها معسكر للتدريب، و غابات بلدية أقرو و غابات تامقوت. أ / أسامة