الإرهابيون جمعوا بيانات تفصيلية لمواقع منشآت عسكرية بسطح المنصورة قادت التحقيقات التي فتحتها مصالح الأمن في قسنطينة مع الموقوفين الثلاثة الذين جرى توقيفهم قبل أيام، في حالة تلبس، بتصوير مقرات مؤسسات ومنشآت عسكرية حساسة، إلى اكتشاف وجود مخطط إرهابي كبير، كانت "الجماعة السلفية" بصدد الإعداد له، وكان مقررا أن يستهدف مؤسسة منشأة عسكرية حساسة وبطريقة استعراضية. * * وحسب ما تسرّب من التحقيقات التي تقودها مصالح الأمن بمعية فرقة الأبحاث والتحريات التابعة لمصالح الدرك الوطني، في القضية التي كشفت عنها "الشروق" الأسبوع الماضي، فإن عمليات تفتيش منازل الموقوفين الثلاثة، من بينهم شخص مسبوق في قضايا دعم الإرهاب، أفضت إلى اكتشاف مخططات ورسومات دقيقة تبيّن مواقع ومقرات مؤسسات عسكرية في مدينة قسنطينة، وتحديدا في منطقة سطح المنصورة، حيث يقع مقر الناحية العسكرية الخامسة ومقر القيادة الجهوية للدرك، وهي المنطقة التي تعتبر بمثابة "منطقة عسكرية". * وكان من بين ما عثرت عليه مصالح الأمن في منازل الموقوفين، رسومات توضيحية تتميز بالدقة، إلى جانب تفاصيل ومعلومات عديدة، تتعلق بمواقع كل منشأة أو مؤسسة عسكرية في سطح المنصورةبقسنطينة، بالإضافة إلى بعد كل منشأة عن الأخرى، خصوصا فيما يتعلق بالمسافات الفاصلة بين مقري الناحية العسكرية الخامسة والقيادة الجهوية للدرك عن مقرات فرق ووحدات الدعم الأمني، مثل مقر فرقة الدرك ومقرات ثكنات أخرى تتميز بكونها تمركز لوحدات الدعم والتدخل السريع. * ولفتت مصادر "الشروق" إلى أن نوعية البيانات والرسومات والمعلومات الخاصة بخرائط الانتشار الأمني في منطقة سطح المنصورة، وتحديد وحساب المسافات الفاصلة بين مقرات المنشآت الأمنية والعسكرية، قد قادت المحققين إلى تحديد "ملامح" ونوعية الاعتداء الإرهابي الذي كان جار التخطيط له، حيث استبعد المحققون بعد كشف تلك الوثائق والبيانات، وجود نية "للجماعة السلفية" في استهداف موقع عسكري في مدينة قسنطينة باعتداء انتحاري، باستعمال سيارة مفخخة، على عكس ما ذهبت إليه التخمينات في البداية عقب اكتشاف قيام الموقوفين الثلاثة بتصوير مقرات ومواقع عسكرية بالمنطقة. * وكان ما دعم تلك الفرضيات، هو تركيز الموقوفين الثلاثة على تحديد المواقع العسكرية الحساسة بدقة متناهية، مع اهتمامهم بالمسافات الفاصلة بينها وبين مقرات وحدات وثكنات الدعم، وهو ما أعطى الانطباع للمحققين بأن المخطط الذي جرى إحباطه يتعلق بهجوم إرهابي مسلح على مقر إحدى المؤسسات العسكرية أو الأمنية بالمنطقة، وبطريقة استعراضية، وهو ما يستوجب من حيث "التخطيط العسكري" رسم خارطة مواقع تتميز بالدقة، قبل إعداد مخطط الهجوم. * وفي انتظار استكمال التحقيقات مع الموقوفين الثلاثة، خصوصا فيما يتعلق باستغلال اعترافاتهم، والتحري في الأرقام الهاتفية المدونة على هواتفهم، تبقى التحريات مستمرة في سرية وتكتم كبيرين، إلى حين التوصل إلى كشف كامل خيوط قضية مخطط الهجوم على "المنطقة العسكرية" في سطح المنصورة.