فرنسا مطالبة بتطهير المواقع الملوثة جراء تفجيراتها النووية في الجزائر    مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء: خطوة حاسمة في تقدم المشروع خلال الاجتماع الوزاري الرابع بالعاصمة    المغرب : مواصلة توظيف القضاء في التضييق على النشطاء و مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني    الصحراء الغربية: غياب آلية دولية لحماية الصحراويين يمنح الاحتلال الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم    مراد يشارك بالكويت في الجلسة الوزارية للمنتدى الإقليمي العربي السادس للحد من مخاطر الكوارث    وهران..انطلاق الطبعة ال7 للصالون الدولي للاستثمار في الصناعة والبناء والطاقة والتصدير    ورقلة.. إبرام اتفاقية تعاون بين جامعة قاصدي مرباح وشركة "سيترام"    وزير الثروة الزراعية لسلطنة عمان يشيد بتجربة الجزائر "الرائدة" في تحقيق الأمن الغذائي    المقاومة تتخذ تدابير جديدة تحسبا ليوم السبت..الاحتلال يخرق التهدئة بالقصف الجوي..    وكالة الأنباء الجزائرية ترد على هلوسة المخرن.. اختلاقات المغرب لا حدود لها …    توقرت..انطلاق قافلة مساعدات نحو قطاع غزة    موانئ: سعيود يحث المسؤولين على الاستغلال الأمثل للإمكانات المادية والبشرية والعمل بنظام 24/24ساعة    وزير الصحة يستمع لانشغالاتهم..النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة تطالب بنظام تعويضي خاص    الدورة العادية ال46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي: عطاف يدعو إلى توحيد الجهود من أجل تعزيز مكانة المنظمة القارية    باتنة: انطلاق الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير    تحضيرات إحياء اليوم الوطني للذاكرة وعروض تتعلق بملفات أخرى على طاولة الحكومة    دراجات/طواف الجزائر 2025: الجزائري ياسين حمزة يحقق الفوز الرابع تواليا ويحتفظ بالقميص الأصفر لرائد الترتيب العام    المعرض الوطني للكتاب بوهران: صناعة الكتاب بالجزائر تشهد حركية بفضل دعم وزارة الثقافة و الفنون    تخصيص 10 ملايير دينار لإنجاز مشاريع تنموية ببرج بوعريريج    كرة القدم /كأس افريقيا للأمم 2026/ سيدات: المنتخب الوطني يكثف من تحضيراته    كرة القدم (الجمعية الانتخابية للاتحادية الجزائرية): وليد صادي المرشح الوحيد لخلافة نفسه    ملتقى وطني حول التشغيل والمقاولاتية في الجزائر    ربيقة يستقبل وفداً برلمانياً    بوغالي يشيد بالدور الرّيادي للدولة    جريمة عنصرية ضد أستاذ جزائري بفرنسا    خطة تهجير الفلسطينيين من غزة "جريمة حرب" بموجب اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي    التحديات الأمنية تقتضي تعزيز التعاون    علاقة تاريخية بين سوناطراك ومجمع إيطالي    وزير الصحة يلتقي بأعضاء النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة للصحة العمومية    مرسوم رئاسي يخص التأهيل الطبي للخدمة في الجيش    وزارة الفلاحة تطرح أسعار الخضر والفواكه واللحوم    81 دراجا عند خط انطلاق المرحلة الثالثة من سطيف    ؟!.. فرنسا لم تخرج طواعية    التفجيرات النووية الفرنسية تعد أبشع الجرائم ضد الإنسانية    الجامعة ساهمت في دعم انخراط المتخرجين في الحياة المهنية    الجزائر ترفض المشاريع الوهمية للعبث بمصير الفلسطينيين    ضمان وفرة السلع بأسعار معقولة خدمة للموطن    "الباهية" تواصل إزالة التوسعات العشوائية    خطة تنموية مستدامة حتى 2040    معلول يودع اتحاد الجزائر بتأهل صعب أمام مقرة    لن أعمل مع رونالدو ورحيل نيمار يزعجني    دعوة لتأسيس نقابة حقيقية وجادة    الدفاع هاجس بيتكوفيتش والهجوم سلاح "الخضر"    مكتتبو "الترقوي" بغليزان يطالبون بسكناتهم    ياسين حمزة يفوز بالسرعة النهائية    إيليزي: أكثر من 20 مشاركا في تظاهرة الفن التشكيلي "آزجر"    ديوان الحج يُحذّر    وزير الصحة يلتقي بأعضاء النقابة الوطنية الجزائرية للنفسانيين    كتاب جديد عن جرائم فرنسا في الجزائر    الإعلان عن ترتيبات موسم الحج حصريا عبر المصادر الرسمية الموثوقة للديوان الوطني للحج والعمرة    نسخة مترجمة لكتاب الحكومة المؤقتة    فرسٌ تَعثّر فنهض    البروفيسور بلعقروز ينتزع جائزة الدولة للكتاب العربي 2025    هذه ضوابط التفضيل بين الأبناء في العطية    إمام المسجد النبوي يحذّر من جعل الأولياء والصَّالحين واسطة مع اللَّه    هذا موعد ترقّب هلال رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذا ما فعله اليهود بحليفهم ترامب!
نشر في الشروق اليومي يوم 11 - 11 - 2020

لم يسبق في تاريخ الكيان الصهيوني أن قدّم لهم رئيسٌ أمريكيّ خدماتٍ جليلة وعظيمة أكثر مما قدّمه لهم الرئيس دونالد ترامب طيلة أربع سنوات من حكمه؛ فقد تجرّأ على ما لم يتجرأ عليه أيّ رئيس أمريكي سابق ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترف بها عاصمة موحّدة للاحتلال، واعترف بضمِّ الجولان السوري المحتل إليه، وقدّم "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية، وقطع كل المساعدات عن الفلسطينيين، وحاصر "الأونروا" بغرض تصفية قضيّة اللاجئين، وقاد ثلاث دول عربية إلى التطبيع… ولكنّ بمجرّد أن شعر الصهاينة ويهود أمريكا (6.9 مليون نسمة) بقرب هزيمته لم يترددوا في خذلانه وطعنِه في الظهر ومن دون أيّ تقدير لتفانيه في خدمتهم.
رئيسُ الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يرفض الإدلاء بأيّ تصريح يدعم فيه علناً حليفه وصديقه ترامب لولاية رئاسية ثانية، ما فوّت عليه نحو 77 بالمائة من أصوات يهود أمريكا التي ذهبت إلى جو بايدن وساهمت -رفقة أصوات مسلمي أمريكا والأمريكيين السود من أصل إفريقي- في صنع الفارق، وإن كان تصويتُ باقي الأقليات عقابيا لترامب الذي طالما كان عنصريا ومتغطرسا ومتعاليا عليهم، بخلاف يهود أمريكا المدلّلين.
ما فعله يهودُ أمريكا بحليفهم الوفيّ يوم 3 نوفمبر 2020 سيظلّ راسخا في التاريخ؛ فقد أثبت اليهودُ مرة أخرى أنهم لا صديق لهم سوى مصالحهم، وأنهم لا يحفظون جميلاً ولا عهدا لأحد، فبمجرّد أن يروا كفّة النصر تميل إلى أحد غيره وأنّ الدنيا ستدير له ظهرها، يسارعون إلى التخلي عنه ومدّ أيديهم إلى خصمه من دون أن يرفّ لهم جفن، وقد ذكرت تقارير إعلامية عديدة أنّ أكثر ما آلم ترامب خلال الانتخابات، هو تخلّي نتنياهو عن دعمه علنا وعدم توجيه نداء ليهود أمريكا للتصويت لصالحه، برغم كل ما قدّمه من خدمات للكيان وليهود بلده.
هو درسٌ للمهرولين الخليجيين والعرب الذين انخرطوا في علاقات حميمة مع الاحتلال الصهيوني ووقعوا معه اتفاقيات تعاونٍ اقتصادي وتجاري وسياحي، وتبادلِ زياراتٍ ووفود، وهم يستعدّون لإقامة حلف عسكري معه ضدّ إيران وحلفائها في المنطقة، ومنهم حماس والجهاد الإسلامي في غزة، فضلا عن شنِّ حملات شيْطنةٍ ضد الفلسطينيين وانخراط مثقفيهم في تبني رواية الاحتلال عن "الحقّ اليهودي التاريخي" في "أرض الميعاد" و"جبل الهيكل"، حتى أنّ مفتي سلطنة عُمان أبدى دهشته العظيمة للحماسة الشديدة التي يبديها المهرولون الجدد بالخليج في تطبيعهم الشامل مع الاحتلال إلى درجة أنّهم أصبحوا يفتخرون بعلاقاتهم الحميمة معه "بلا استحياء ولا استخفاء"!
إذا كان نتنياهو قد أدار ظهره لترامب، ورفض دعمه علنا، وسارع إلى تهنئة خصمه بايدن بفوزه بالرئاسة ووصفه ب"الصديق العظيم"، فهل يطمع مهرولو الخليج بأن يصفو لهم ودُّ نتنياهو ويسارع إلى نجدتهم إذا داهمهم الخطرُ يوما، فثارت عليهم شعوبُهم أو ورّطهم في حربٍ خاسرة مع إيران؟ وهل يضغط اللوبي الصهيوني على الإدارة الأمريكية لتتدخّل لإنقاذهم؟
حينما ثار المصريون على رئيسهم مبارك في 2011، أدار له حلفاؤه الصهاينة ظهورهم بكل بساطة، ولم يسارع اللوبي الصهيوني في أمريكا إلى الضغط على الرئيس باراك أوباما لنجدته، وتركوه يسقط غير مأسوفٍ عليه، مع أنّهم كانوا يصفونه ب"الكنز الاستراتيجي لإسرائيل"، ولا نعتقد أنَّ حال باقي المهرولين سيختلف عنه؛ سيُستَخدمون ردحا من الزمن لخدمة مخططات الاحتلال الرامية إلى ابتلاع فلسطين وتصفية قضيتها ثم يُرمون كحبّات الليمون المستعمَلة، والأيام دولٌ بين الناس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.