علي فضيل:[email protected] يستمر أساقفة وكهنة الفاتيكان وقساوسته في نشر الكراهية والتحريض ضد الدين الإسلامي منذ اعتلاء بنديكت السادس عشر عرش البابوية في الفاتيكان، حيث تمّ اعتماد سياسة شاملة لمواجهة المد الإسلامي في العالم عامة وأوروبا خاصة. ذلك أن عدد القنوات المسيحية الإذاعية منها والتلفزية الموجهة للعالم الإسلامي فاق الألف، في حين أنه لا توجد ولا قناة فضائية إسلامية موجهة للمسيحيين باللغات الأجنبية. لقد توالت التصريحات التي تحذر الغرب من انتشار الإسلام وقيمه آخرها تصريح السكرتير الخاص للبابا بنديكت السادس عشر في مقابلة معه مع مجلة ألمانية، حيث حذر مما وصفه ب "أسلمة الغرب"، مشدّدا على أنه يتعيّن على أوروبا ألا تتجاهل محاولات إدخال القيم الإسلامية في الغرب، وهو ما يمكن أن يهدّد هوية القارة، على حد زعمه.. بل إن الرجل عاد ودافع عن كلمة البابا العام الماضي، بشأن انتشار الإسلام بالعنف التي أثارت موجة احتجاج عارمة في العالم الإسلامي. تصريحات سكرتير البابا المتسمة بالعنصرية والكراهية جاءت لتبدّد أي شك وتزيل أي لبس عن مواقف الفاتيكان تجاه المسلمين العامرة بالأحقاد التاريخية. وبدلا أن يقدم البابا اعتذارا واضحا للمسلمين كما فعله مع اليهود عن الجرائم والمخازي والمجازر التي ارتكبها الصليبيون والحروب الإستعمارية والصليبية التي قادتها الكنيسة ضد الأمة الإسلامية، أطلق بدلا عنها تحذيرات الفاتيكان من إدخال القيم الإسلامية إلى أوروبا ومن إمكانية تغيير هوية القارة. أي قيم إسلامية تخافها الكنيسة وتخوف الغرب منها؟ هل هي قيم العفّة والطهارة والصدق والتكافل والتضامن والرحمة والتسامح والتسابق على عمل الخير والأخلاق الرفيعة بصفة عامة؟ وماهي الهوية الأوروبية التي يحرص الفاتيكان عليها في عصر العولمة، وقد غزانا في عقر ديارنا وأراد منّا أن نغيّر مناهجنا وبرامجنا، هل هي ثقافة الشذوذ والانحراف أم انتشار المخدرات، أم تفكّك الأسرة والانحلال الأخلاقي؟ إن تصريحات كهنة الفاتيكان، تعبّر عن حالة من الإحباط والإفلاس، رغم عظم الإمكانيات والموارد التي بحوزتهم. ذلك أن الإقبال على الإسلام يتزايد من طرف شباب أوروبا، رغم الهجمات الشرسة عليه وحملات التشويه الضخمة، ويبقى الإسلام هو الدين الأكثر انتشارا في الغرب بما يملك من مقومات قوة ذاتية وروحانية ووسطية لا تخالف العقل ولا تجافي الفطرة، بعيدا عن سلوكات بعض المسلمين المنفّرة والمشوّهة.