قالت وكالة فرانس برس، الثلاثاء، أن الشرطة الفرنسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفكيك مخيم جديد للمهاجرين وسط باريس أقيم لإيواء مئات اللاجئين الذين تم إجلاؤهم من مراكز إيواء مؤقتة في الضواحي دون توفير بديل. وساعد متطوعون في نصب نحو 500 خيمة زرقاء اللون في ساحة الجمهورية في قلب العاصمة الفرنسية، في وقت متأخر الاثنين، والتي سرعان ما امتلأت بمهاجرين معظمهم أفغان. وبعد نحو ساعة، وصلت الشرطة لتفكيك المخيم وإزالة الخيام التي كان بداخلها أشخاص في بعض الحالات، وسط تظاهرات من المهاجرين وصيحات الاستهجان من المتطوعين. وقال شهاب الدين، وهو أفغاني في ال34 من عمره وهو يعيد وضع قبعته الرمادية على رأسه بعدما أُجبر على ترك خيمته، "إنهم عنيفون للغاية". وأضاف وهو يجهش بالبكاء: "كل ما نريده هو سقف". واستخدمت الشرطة لاحقاً الغاز المسيل لتفريق الباقي ما دفع بالمهاجرين للتفرق في شوارع باريس. #Police used tear gas and made several arrests as scuffles broke out in #Paris on Monday, as law enforcement forcibly removed tents of #refugees and their supporters set up in #PlaceDeLaRepublique. pic.twitter.com/JIoT1CPuU2 — Ruptly (@Ruptly) November 24, 2020 ويأتي تفكيك المخيم الجديد بعد أسبوع على إجلاء المهاجرين من مراكز إيواء مؤقتة في ضاحية سان دوني شمال باريس دون نقلهم إلى مكان آخر. وندد نائب رئيس بلدية المدينة المسؤول عن الإسكان وتوفير المساكن بشكل طارئ وحماية اللاجئين إيان بوسار بطريقة "استجابة قوات حفظ القانون والنظام لوضع اجتماعي". بدوره، وصف وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان مشاهد عملية تفكيك المخيمات ب"الصادمة"، مشيراً إلى أنه أمر شرطة المدينة بتقديم تقرير عما حصل. وتعد باريس محطة رئيسية في طريق الهجرة إلى أوروبا، إذ كثيراً ما تقام فيها مخيمات تفككها الشرطة بعد بضعة أشهر. وانتقل الآلاف من باريس إلى ميناء كاليه وحاولوا الاختباء في شاحنات تعبر المانش إلى إنكلترا. وحاول عدد قليل منهم العبور بالقوارب. ويأتي تفكيك المخيم بعدما أقرت الحكومة الفرنسية قانوناً أمنياً معدلاً يفرض قيوداً على نشر صور وتسجيلات التقطت لوجوه عناصر الشرطة أثناء تأدية مهامهم في الأماكن العامة. وتشير نقابات الصحفيين إلى أن من شأن القانون أن يعطي الضوء الأخضر للشرطة لمنع الصحفيين من القيام بعملهم وتوثيق انتهاكات قوات الأمن. Evacuation violente de migrants sur la Place de la République à Paris hier soir: "La police des polices" saisie, des conclusions attendues dans 48H, annonce le ministre de l'Intérieur Gérald Darmanin #AFP pic.twitter.com/3cVm4oj6Gr — Agence France-Presse (@afpfr) November 24, 2020 وقال مرتضى، وهو أفغاني في العشرين من عمره قبل أن تزيل الشرطة خيمته "نحن هنا لإظهار بأننا لا نملك مكاناً آخر نذهب إليه. لا يمكننا العيش كالحيوانات. كل ما نريده هو طلب اللجوء". وقال أحمد الله صديقي، أحد اللاجئين لوكالة الأناضول للأنباء، إنه جاء إلى فرنسا قبل ثلاثة أشهر للعثور على عمل، مضيفاً أنه طيلة تلك الفترة ينام في الحدائق. وأضاف أن "شعار الدولة الفرنسية هي حرية ومساواة وأخوة، لكننا لم نر أياً منها هنا، رأينا عكس ذلك". وقال أنس بوزغيبا، أحد المتطوعين في جمعية إنسانية، إنه قدم إلى هنا لتقديم المساعدات الغذائية للاجئين، إلا أن الشرطة الفرنسية منعت ذلك. وأشار إلى أن الشرطة الفرنسية تدخلت بقسوة ضد اللاجئين ودمرت خيامهم. وقالت الشرطة، إن هدفها هو سلامة الناس في المخيم خاصة في ظل جائحة كورونا، مضيفة أن من جرى إجلاؤهم من المخيم سيحصلون على سكن بديل. "I payed for this tent and it's mine…" when french police took tents of hundreds of asylum seekers in Paris république square tonight. They were gassed and still looking for another place to sleep. Peace and human rights are hurt in city of light! pic.twitter.com/z08SCysuWB — Mortaza (@MortazaBehboudi) November 23, 2020 La police poursuit les réfugiés et utilise des gaz lacrymogènes. #Republique pic.twitter.com/votVBBV0F2 — Remy Buisine (@RemyBuisine) November 23, 2020