نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية التي تصدر من لندن، الخميس، حواراً مع وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان قال فيه إن هناك دولاً تريد التحكم بمسلمي بلاده، مشيراً إلى أن باريس تنتهج التسامح وأن قانونها ينص على حياد الدولة وعدم التمييز بين المواطنين على أساس ديني. وأضاف لودريان للصحيفة، إن بلاده تواجه إرهاباً مزدوجاً يتمثل في النشاط الذي تمارسه منظمات إرهابية مثل "داعش" والقاعدة، من جهة، والأعمال الإرهابية الفردية من جهة أخرى. وتابع لودريان، أن بلاده تتعرض لحملة "من القدح والذم والنميمة والاستغلال والكراهية يقودها رؤساء بعض البلدان والمجموعات مستخدمين نفوذ شبكات التواصل الاجتماعي وساعين إلى إيهام الآخرين أن فرنسا وأوروبا تنبذان الإسلام". وانتقد مساعي هذه الدول في التحكم في مسلمي فرنسا، حسب وصفه. وأوضح لودريان، أن فرنسا ليست الوحيدة التي شجبت حملات الكراهية والتلاعب بالمعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي، "بل عمد جميع شركائنا الأوروبيين إلى ذلك أيضاً رافضين على سبيل المثال تصرف تركيا لأنهم يعلمون أنه يستهدفهم هم أيضاً". وحث لودريان المؤسسات التي تمثّل الإسلام في فرنسا على أن تحسن تنظيمها بما يتيح إقامة حوار وثيق معها. وعن التمويلات الأجنبية للجمعيات الدينية، قال إنه يجب أن تكون شفافة، "لنتأكد من أنها لا تهدف إلى فرض فكر أصولي". ورداً على سؤال بشأن ما يراه مسلمون من تنام لخطاب العنصرية في فرنسا، خاصة مع خطابات توصف ب"المتطرفة" لأهداف انتخابية سياسية، قال: "سنظل متيقظين، كما هو الحال في الوقت الراهن، حيال أي خطاب يحرض على الكراهية أو العنصرية. وإن نشبت بعض التوترات من حين إلى آخر، يتعيّن علينا تهدئتها، فالتمييز أو خطابات الكراهية تتنافى وقيمنا، ولزام علينا محاكمة كل من يقوم بذلك، وهذا ما نفعله بالفعل". وقال وزير خارجية فرنسا: "تضمّ فرنسا اليوم زهاء ثلاثة آلاف دار عبادة إسلامية، ويبث التلفزيون الوطني كل أسبوع برنامجاً متلفزاً عن الإسلام في إطار فقرة صباحية مكرسة للأديان، وثمة أئمة مسلمون يؤمون الصلاة في القوات المسلحة وفي السجون وفي المستشفيات. وتقيم السلطات العامة حواراً وثيقاً مع ممثلي المنظمات الإسلامية". واستطرد: "اعتقد البعض بالفعل أحياناً أن فرنسا تتهجّم على المسلمين، وقد عمد بعض المسؤولين السياسيين أو بعض الجماعات إلى تحريف أقوال رئيس الجمهورية مستخدمين شبكات التواصل الاجتماعي. ولن ندعهم يظنون أن فرنسا قد تناهض الإسلام. بل يجب الاستماع إلى كثير من المثقفين المسلمين ورجال الدين المسلمين في فرنسا الذين رفعوا الصوت عالياً في الأسابيع الماضية مذكّرين بحقيقة الظروف التي يعيشونها في فرنسا". وفي أكتوبر الماضي، شهدت فرنسا، نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، على واجهات مبانٍ، واعتبرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "حرية تعبير". وأثارت الرسوم وتصريح ماكرون موجة غضب بين المسلمين في أنحاء العالم، وأُطلقت في العديد من الدول الإسلامية والعربية حملات لمقاطعة المنتجات الفرنسية. كما انتقدت منظمات دولية عدة لا سيما منظمة العفو الدولية الموجة الأخيرة لتصاعد معاداة الإسلام في فرنسا.