ماكرون ولوبان.. صراع رؤيتين لمستقبل فرنسا ** دعا كل من اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا والفدرالية الوطنية لمسجد باريس والمجلس الفرنسي للجالية الإسلامية إلى التصويت بكثافة لصالح زعيم حركة (إلى الأمام) يوم 7 ماي المقبل وحث اتحاد المنظمات الإسلامية -الذي يضم أكثر من 300 جمعية ومنظمة- المسلمين الفرنسيين على التصويت بكثافة في جولة الإعادة من أجل قطع الطريق على اليمين المتطرف الذي اعتبره يحرض على الكراهية والعنصرية وتقسيم المجتمع الفرنسي وأضاف الاتحاد في بيانه أنه يجب منح ماكرون فوزا عريضا على لوبان من أجل تجنيب البلاد الفرقة والحفاظ على الوحدة الوطنية. ق. د/وكالات بعدما نأت كبرى المنظمات الإسلامية في فرنسا بنفسها عن توجيه الناخبين المسلمين للتصويت لمرشح بعينه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية خرجت عن صمتها ودعت إلى التصويت لصالح إمانويل ماكرون بعد توالي التحذيرات من تزايد حظوظ وصول زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبان إلى الحكم. بدوره دعا مسجد باريس إلى التصويت لصالح ماكرون الذي اعتبر أنه يمثل قيم الجمهورية المبنية على العدل والمساواة ضد الأفكار الخطيرة والهدامة لليمين المتطرف. ودخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية -الذي يعد الواجهة الرسمية للمسلمين- على الخط بعدما أصدر بيانا قال فيه إن بلادنا تعيش ظرفا استثنائيا وعصيبة بحكم الخيار والمسار الذي ستتخذه خلال أيام. ودعا المسلمين إلى التعبئة الشاملة من أجل فوز قيم الأخوة والتسامح والعيش المشترك في وجه الأفكار التي تحرض على الكراهية وتجعل من المسلمين شماعة لكل المشاكل. كما ذكر المجلس أنه التقى ماكرون يوم 19 أفريل الجاري وعبر عن احترامه لكل الديانات كما عبر عن رفضه شيطنة الإسلام والمسلمين. ولم يتأخر رد زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إذ شنت هجوما على ماكرون خلال حوار مع قناة فرنسية قبل يومين واتهمته بمحاباة الإسلام الراديكالي وبأنه بات تحت نفوذ اتحاد المنظمات الإسلامية ذات الأفكار الخطيرة والطائفية. يشار إلى أن لوبان كانت تعهدت بحل اتحاد المنظمات الإسلامية في حال فوزها وبطرد كل الإسلاميين السلفيين أو الذين يتبنون أفكار جماعة الإخوان المسلمين. وقال الدكتور بوبكر الحاج عمور نائب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا إن اتهامات لوبان بغيضة ولا أساس لها من الصحة وتعبر عن عداء مَرضي لمسلمي فرنسا بسبب أيدولوجيتها الإقصائية المبنية على الكراهية والعداء للإسلام. وأوضح الحاج عمور أن بيان الاتحاد الداعي لدعم ماكرون جاء في ظرف خاص واستثنائي وينبع من الحرص على الحفاظ على قيم العيش المشترك ورفضا لأفكار لوبان العنصرية التي بنت برنامجها الانتخابي وفوزها في الدور الأول بالتحريض ضد الأجانب والمسلمين. وأضاف أن ماكرون كانت له تصريحات إيجابية تجاه المسلمين ولم يقحمهم مثل اليمين المحافظ واليمين المتطرف في الحملة الانتخابية بسبب عجزهما عن تقديم حلول للمشاكل الحقيقية التي يعاني منها الفرنسيون في الاقتصاد والسكن والصحة.