نفى رئيس الوزراء الليبي علي زيدان تحوّل ليبيا إلى مصدر تجميع للحركات المسلحة الفارة من مالي،مؤكدا قطع بلاده لأشواط كبيرة في مجال الحد من انتشار الأسلحة بالمنطقة. وأبدى تمسكه بمحاكمة عادلة لرموز النظام السابق في ليبيا وعلى رأسهم رئيس الاستخبارات السابق عبد الله السنوسي وسيف الإسلام نجل العقيد القذافي، معلنا رفضه لأي تدخل أجنبي في شؤون ليبيا. وقال زيدان في حوار مع القناة التلفزيونية "فرانس24 " إن فوضى السلاح التي تعرفها ليبيا هي من تبعات ثورة الإطاحة بالقذافي. وحول التطورات الدولية والإقليمية الناجمة عن التدخل الفرنسي في مالي نفى رئيس الوزراء الليبي أن يكون تنظيم القاعدة قد عاد إلى ليبيا بعد بداية الحرب في مالي، مؤكدا أن الحكومة الليبية تراقب حدودها، وحرصت على أن تكون المنافذ الحدودية البرية مقفلة بقرار من المؤتمر الوطني العام وأنها أصدرت أوامر لسلاح الجو بالتعامل مع التسللات إلى الأراضي الليبية. وفي هذا السياق أكد زيدان أن ما يثار حول وجود طائرات أمريكية بدون طيار تحلق فوق الأجواء الليبية في شرق البلاد هو أمر مجانب للصواب مشيرا إلى وجود علاقات طيبة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وجدّد زيدان رفض ليبيا تسليم رموز النظام السابق إلى المحكمة الجنائية الدولية، مشيرا إلى أن النائب العام الليبي أودع رد ليبيا على طلب المحكمة الدولية تسليم السنوسي وسيف الإسلام وأن السلطات الليبية تحضر لإجراء محاكمات عادلة للسنوسي وسيف الإسلام وباقي رموز النظام السابق. وأكد زيدان على أن ضمانات المحاكمة العادلة في ليبيا موجودة بوجود مقومات دولة القانون المتمثلة في وزارة للعدل ونائب عام ورئيس مجلس القضاء الأعلى وحكومة ومؤتمر وطني يتعاونان على إصدار القوانين. وقال زيدان إن هناك مقترحات في ليبيا باعتماد قانون العزل السياسي واتخاذ احتياطات أخرى للتعامل مع رموز عهد القذافي، مشيرا إلى أنه يدعم المصالحة الوطنية القائمة على احترام حقوق الإنسان واتخاذ الاحتياطات الكفيلة بمنع عودة ممارسات النظام السابق، وأنه التقى عددا من الشخصيات الوطنية قصد إجراء مشاورات حول تحقيق المصالحة. وفي موضوع العلاقة مع فرنسا في ظل الحكومة الاشتراكية الحالية قال زيدان إن ليبيا ترى في الأمة الفرنسية أمة راعية للحريات ولتشجيع الديمقراطية. وإذا كانت ليبيا تحتفظ للرئيس السابق بمواقفه السباقة في دعم الثورة الليبية فإنها تمد يد الصداقة للرئيس الحالي فرانسوا هولاند لبناء السلم في المتوسط والساحل ورعاية تعاون بين البلدين قائم على مبدأ التعامل بالمثل، لأن "ليبيا التي تحررت من القذافي ترفض أي تدخل أجنبي في شؤونها".