أعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية "فرونتاكس" عن تعليق دورياتها في البحر الأبيض المتوسط، بعد شهرين فقط من إطلاقها لمطاردة المهاجرين غير الشرعيين الراغبين في العبور إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط. وقالت الوكالة إن هذا التعليق لا يعدو أن يكون مجرد استراحة، تحضيرا لعودة أقوى وأنشط. غير أن المفوضية الأوربية أعربت عن قلقها من هذا التوقف المفاجئ، الذي من شأنه أن يقود إلى تنامي أعداد المهاجرين غير الشرعيين، في ظل الفراغ الذي ستخلفه توقف ما يعرف ب"عملية نوتيلوس 2". وتقول المفوضية الأوربية إن خوفها نابع من تزامن تعليق هذه العمليات مع شهر حلول أوت الذي عادة ما يشهد إلى جانب شهر سبتمبر، تسجيل أرقاما قياسية في عدد المهاجرين غير الشرعيين. ومقابل ذلك، تأمل المفوضية الأوربية، التي مقرها العاصمة البلجيكية بروكسل، في عودة سريعة لعمليات "فرونتاكس" في عرض البحر المتوسط، خاصة وأن هذه العمليات وبالرغم من أنها بدأت قبل أشهر قليلة، إلا أنها ومنذ شهر جوان المنصرم حققت تقدما كبيرا، تمثل في تقليص أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى نصف عدد الذين كانوا يصلون في مثل هذا الوقت إلى جزيرة مالطة في عرض البحر الأبيض المتوسط. وكان مقررا لعمليات "فرونتاكس" أن تنهي في شهر أكتوبر المقبل، غير أن اختزال عمرها في شهري جوان وجويلية فقط، ألقى بالمزيد من الأسئلة حول جدية استمرار عملياتها في مطاردة العابرين سريا إلى أوربا، بالرغم من حرص المفوضية الأوربية على إدامة هذه العمليات في البحر المتوسط، ورغبتها في توسيعها لتصل إلى عرض المحيط الأطلسي، شمال غرب القارة الإفريقية، لرصد تحركات قوارب الموت القادمة من الساحل لإفريقيا، في غضون السنة المقبلة. وسبق للمفوضية الأوروبية أن أقرت في 19 جويلية المنصرم، بشكل رسمي، بوجود مصاعب فعلية تواجه دول الاتحاد الأوربي نحو مزيد من الالتزام الفعلي في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، وموجات نزوح المهاجرين الأجانب الراغبين في الدخول إلى الأراضي الأوروبية، بحيث وجه مسئول قسم العدل والأمن في المفوضية ، الايطالي فرانكو فرانتيني، مذكرة استثنائية لحكومات الدول الأعضاء دعا من خلالها إلى تحديد التزامات عملية فعلية على الصعيد البشري وفي مجال المعدات لدعم الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود الأوربية الخارجية "فرونتاكس" . وتقول المفوضية إن هذه الوكالة تواجه متاعب فعلية في مهمتها بسبب افتقارها إلى العناصر والمعدات الضرورية، الأمر الذي حرك رغبتها في إشراك دول المغرب العربي الثلاث، تونس والجزائر والمغرب، في دوريات مشتركة مع الاتحاد الأوروبي للتصدي لموجات نزوح المهاجرين غير الشرعيين، بحيث وجه فرانكو فراتيني رسالة في هذا السياق إلى وزراء الداخلية في الدول الثلاث، التي تربطها اتفاقيات متقدمة للشراكة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي. محمد مسلم:[email protected]