عرف مهرجان الراي بوهران في طبعته السابعة عشر بداية عسيرة، حيث تم إنقاذه من الإلغاء في اللحظات الأخيرة حسبما أكده لنا المنظمون ليبدأ مساء أول أمس متأخرا بثلاث ساعات كاملة وبغصة في حلق المشرفين عليه الذين منعهم والي وهران من القيام باستعراض شعبي قبل الافتتاح الرسمي بمسرح الهواء الطلق. "المراهنة على الأصوات الرايوية الجديدة" ذلك هو الشعار الذي بدأ به مهرجان الراي هذه السنة في وهران، شعار يقول الكثيرون أن المنظمين اختاروه قصدا للتقليل من النكسة الكبرى التي تعرضوا لها جراء مقاطعة الأصوات المعروفة للمهرجان هذا العام، فلن تحضر الشابة جنات ولا هواري الدوفان، أو حتى بلال ومامي الموجود في وهران منذ فترة، أما الشاب خالد فقد اختار أن يلبي دعوة مدير التلفزيون حمراوي حبيب شوقي للغناء في ختام مهرجان الفيلم العربي يوما واحدا قبل افتتاح مهرجان الراي وعلى نفس الركح الذي اختفى ديكوره الجميل في لمح البصر وتدخلت السلطات بأمر مباشر من الوالي لاسترجاع حتى الكراسي من المنصة الشرفية ليجد المنظمون أنفسهم أمام أزمة كبيرة في ترتيب أمورهم خلال الليلة الأولى. وقد كان واضحا أن مهرجان الراي هذا العام سيعتمد على التقليد من أجل تفادي الفشل، فقدّم في افتتاحه الشابة صوفي التي قلّدت جنات كثيرا في أغانيها، وظهرت مختلفة تماما عن السنة الماضية عندما شاركت كمغنية هاوية تحاول البحث عن منتج يهتم بها وصحافة تكتب عنها، كما وقف على المسرح الشاب عراس الذي حاول غناء الراي بطابع شاوي فلم يجد الاستجابة من الجمهور المتوافد بكثرة ومجانا على مسرح الهواء الطلق، فيما حاول من جهته منشط الحفل الذي لم يكن سوى الوجه التلفزيوني المتخرج من مدرسة بلاد ميوزيك فريد الروكير لفت انتباه الجمهور إلى بعض الأصوات من خلال توزيعه الألقاب عليها دون مناسبة مثل قوله عن "المغني محمد بن فيسة أنه أب ومؤسس أغنية الراي"، أو زعمه أن "الشاب عراس هو أجمل صوت"، ثم الخطأ الفادح الذي وقع فيه عندما اختلط الأمر على صديق كمال ديناميت فقدم أحد الهواة المتنافسين لافتكاك لقب أحسن صوت جديد أنه "مطرب وفنان".. ! لكن الفضيحة الأكبر حسب متتبعي السهرة الأولى وقعت على رأس الشاب يزيد الذي لم يكن مبرمجا في الحفل، وقدّمه المنظمون قبل الشابة خيرة والشاب عباس، هذا الأخير الذي ردّد الجمهور الوهراني اسمه كثيرا قبل دخول يزيد فاضطر للاستعانة بفريد الروكير لإسكاتهم ولإنقاذ صاحب أغنية "عطاتني هدية" من الفضيحة التي لم تنته مع دخوله واستقباله بالتصفير وترديد أغاني وشعارات الحمراوة، ثم أكد يزيد بوقوفه على مسرح الهواء الطلق الذي يحمل اسم الشاب حسني أنه لم يتحرر بعد من عقدة التكرار وإعادة أغاني الآخرين بدء من حسني وخالد إلى الأغاني المغربية، ولم تسلم حتى الشيخة الريميتي من "عادته" التي أصبحت مملة حسب الكثيرين، علما أن يزيد دخل مهرجان الراي هذا العام شريكا ومنظما..أي أنه كما قال لنا أحدهم.." جاء ليغني بفلوسه" ! قادة بن عمار