أعلنت جماعة "العدل والإحسان" الإسلامية المعارضة في المغرب، مساء الجمعة، أنها تدين بشدة قرار الرباط الخاص بتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، واعتبرته خطوة "غير محسوبة". وقال بيان لمجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان: "نعلن إدانتنا إدانة شديدة قرار التطبيع الذي اتخذته السلطة المغربية مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين". وأضافت الجماعة في بيانها، أن هذا القرار "يتنافى مع المواقف التاريخية والآنية لهذا الشعب الكريم (المغربي) الداعم لإخوانه في فلسطين ولحقهم الكامل في تحرير أرضهم والعودة إلى ديارهم". كما اعتبرت التطبيع "خطوة غير محسوبة العواقب، وندعو شعبنا وكل قواه الحية إلى رفضها والتصدي لها والعمل على إسقاطها بكل السبل السلمية المتاحة". وأكدت الجماعة، أنها ترفض مقايضة أي شبر من فلسطين مقابل الاعتراف بالسيادة على الصحراء الغربية. وأوضح البيان: "نقول لأهالينا في فلسطين ولكل الأمة وأحرار العالم إن هذه الحلقات البئيسة المتتالية ما هي إلا سقوط للأقنعة وكشف للحقائق". وأردف قائلاً: "فلو طبع الحكام على المسلمين جميعاً بدون استثناء فإن شعوب الأمة ستكون لها كلمتها اليوم وغداً إن شاء الله، فقد علمنا التاريخ أن هذه الأمة تنهض إلى عزتها وكرامتها في أحلك فترات هوان المتسلطين عليها وذلتهم". وأشار البيان إلى أن هذه الخطوة "غير مفاجئة لكن فاجعة"، مبرزاً أنه كان واضحاً أن "مسارعة الإمارات والبحرين وغيرهما إلى فتح قنصليات بالعيون وما سبق ذلك ولحقه من تجييش وتضخيم مقدمات لحدث غير هين، وهو ما جعلنا يومها نتوجس خيفة ونربأ بأنفسنا عن التماهي مع الأجندات المتنافية مع مصالح الوطن والأمة". والخميس، أعلن ملك المغرب استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب "في أقرب الآجال"، بعد إعلان مماثل من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي ربط بين قرار التطبيع مع "إسرائيل" و"اعتراف" واشنطن "بسيادة" الرباط على الصحراء الغربية. وبدأ المغرب مع الاحتلال الإسرائيلي، علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل لاتفاقية "أوسلو"، لكن الرباط جمدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديداً عام 2002، وفق وكالة الأناضول للأنباء. وبإعلان الرباط، يكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010. كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع تل أبيب خلال العام 2020؛ بعد الإمارات والبحرين والسودان.