قال رئيس وزراء المغرب سعد الدين العثماني، إن التطبيع مع "إسرائيل" قرار صعب، ولذلك "تأخر إلى هذا الوقت"، مشدداً في الوقت نفسه على أن بلاده لن تتنازل عن ثوابتها في دعم القضية الفلسطينية وستبقى وفية لها. وأضاف العثماني، المنتمي لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، لقناة الجزيرة القطرية، مساء الثلاثاء، إن "المغرب لن ينزل أبداً عن مستوى المبادرة العربية بل إن ثوابتنا أعلى من المبادرة". وتقضي مبادرة السلام العربية بانسحاب "إسرائيل" من كامل الأراضي العربية وقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعودة اللاجئين، مقابل اعتراف الدول العربية ب"إسرائيل" وتطبيع العلاقات معها. وأشاد العثماني باعتراف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب "بسيادة" المغرب المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة، كما علّق على إعلان الديوان الملكي المغربي في نفس اللحظة استئناف العلاقات مع "إسرائيل". "تزامن ضروري" وحول تزامن الخطوة الأمريكية وإعلان المغرب استئناف العلاقات مع الكيان الصهيوني، قال العثماني: "لا نريد أن تكون هناك مقايضة بقضية الصحراء". موضحاً أن الضرورة اقتضت تزامن الخطوتين. وقال إن الدول تتخذ في بعض المراحل "قرارات صعبة.. واليوم يلوح في الأفق إمكانية خطوة مهمة للمستقبل". وأضاف رئيس وزراء المغرب: "أقول للفلسطينيين إن المغرب القوي الموحد أقدر على دعم القضية الفلسطينية"، وفق وصفه. وشدد العثماني على أن "المغرب لديه ثوابت في التعامل مع القضية الفلسطينية وسيبقى وفياً لهذه الثوابت". وأشار إلى أن ملك المغرب محمد السادس أكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس حرص المغرب على الحفاظ على الوضع الخاص للقدس وحماية الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة. وأعلن ترامب، الخميس الماضي، عن التوصل إلى "اتفاق تاريخي" لاستئناف العلاقات بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي، مع "اعتراف" واشنطن "بسيادة" الرباط على الصحراء الغربية المحتلة. وتبع ذلك، إعلان ملك المغرب استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل" "في أقرب الآجال"، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي. ورفضت الجماعات الإسلامية الرئيسية في المغرب، خطة الرباط لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي. وأكد حزب التوحيد والإصلاح وهو الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي في بيان: "موقف الحركة الرافض والمستنكر لكل محاولات التطبيع والاختراق الصهيوني". وقال إن "المكتب التنفيذي يعتبر ما أقدم عليه المغرب، الذي يرأس لجنة القدس الشريف، من تدابير مشار إليها أعلاه، تَطوراً مؤسفاً وخطوة مرفوضة". وكانت نبرة حزب العدالة والتنمية أقل حدة حيث أيد "خطوات الملك محمد السادس الداعمة للقضية الفلسطينية"، في الوقت الذي أكد فيه "موقف الحزب الثابت ضد الاحتلال الصهيوني".