سجّلت هذه الأيام مختلف الوكالات السياحية، تهافتا كبيرا من قبل السياح، الذين يرغبون في قضاء عطلة نهاية السنة الميلادية، في مناطق الجنوب كوادي سوف وتمنراست وغرداية وتيميمون وغيرها، وكذا المناطق الجبلية كتيكجدة بالبويرة والشريعة بالبليدة. فرغم فيروس كورونا المنتشر الذي مازالت أرقام عدد الإصابات اليومية به مخيفة ومرعبة، وعلى الرغم من أن اللجنة الوطنية المكلفة بمراقبة فيروس كورنا حذرت مرارا وتكرارا من التجمعات لأنها من أكثر الأمور التي تتسبب في انتشار الفيروس، إلا أنهم رفضوا التخلي عن الاحتفال بالريفيون هذا العام، وخاصة ممن اعتادوا على الأمر. لكن يبقى السؤال المطروح: كيف سيطبقون الإجراءات والتدابير الوقائية التي ستحميهم من الإصابة بالفيروس؟ أكدت ليديا كيرش، صاحبة وكالة خرجة فواياج، في اتصال مع "الشروق"، أنها على غرار معظم الوكالات السياحة، ممن يشجعون السياحة الداخلية، خصصت رحلة لإقامة احتفالات الريفيون في ولاية تمنراست، حيث يكون التنقل من العاصمة، حسب ما ذكرت المتحدثة، على متن الطائرة وليس الحافلة، وبالتالي، فالإجراءات الوقائية، حسبها ستكون مشددة. وبشأن الخرجات السياحية التي خصصتها للسياح في الريفيون، ستكون، منظمة، يتم فيها احترام جميع التدابير الوقائية، التي تحمي من الإصابة بالفيروس. وأضافت، في سياق ذي صلة، أنه يبقى المسؤول الرئيسي عن تفادي انتشار الوباء، إلى السياح فإذا تحلوا بروح المسؤولية حسبها، أثناء الرحلة، سيمر الأمر بسلام، فلا يمكن للوكالات أن تقوم بحراستهم خطوة بخطوة، فهناك من يتقيدون بشروط الوقاية حتى في الغرف، وهناك من يستهزئون بالأمر، وهو ما قد يشكل خطرا على غيرهم.. من جهتهم، أصحاب بعض المنازل في المناطق الجبلية، على غرار تيكجدة والشريعة بالبليدة، سارعوا منذ دخول الشهر الجاري، إلى إطلاق عروض استثنائية خاصة باحتفالات رأس السنة الميلادية، حيث تلقوا إقبالا كبيرا وحجوزات بالجملة طوال الشهر. وحسب ما صرّح لنا به صاحب "بانجالو" في الشريعة، أنه يقوم بتأجير المنزل، الذي يتواجد في أعالي الشريعة، لمن يرغب في استئجاره. وأضاف أن الحجوزات تكثر عليه خلال شهر ديسمبر الجاري، فالجميع، حسبه، يركض خلف المناطق الجبلية وبالأخص الشريعة، التي تعتبر منتجعا سياحيا جبليا، يستقطب السياح من جميع أنحاء الوطن، وحتى الأجانب كانوا خلال الأعوام الفارطة، قبل غلق المطارات والحدود يأتون خصيصا في هذا الوقت من أجل التمتع بالمناظر الطبيعية والخلابة التي تزخر بها المنطقة، خاصة عند التساقط، حيث تلقى إقبالا عظيما من طرف السياح الذين يعشقون التزلج على الثلوج، ويختارون جبال الشريعة باعتبارها المكان الأفضل لذلك، لكن كما ذكر محدثنا، "لا يمكننا التحكم في السياح وفرض الشروط الوقائية عليهم في كل مكان، فنحن نؤجر لهم منازلنا فقط، ولا نستطيع مراقبته لا داخل المنازل ولا حتى خارجها، فهم أحرار في اختيار برامجهم السياحية". وحذرت زايدي حورية، طبيبة منسقة على مستوى العيادة متعددة الخدمات لبن عمر، في اتصال مع "الشروق"، من عدم اتباع السياح للإجراءات والتدابير الوقائية التي تشترط التباعد الجسدي واحترام مسافة الأمان، وضرورة ارتداء الواقي مع اتباع شروط استخدامه، بالإضافة إلى غسل الأيدي وتعقيمها في كل وقت، حيث أكدت أن استهتار السياح أثناء توجههم إلى المناطق السياحية لقضاء احتفالات "الريفيون"، وعدم تقيدهم بنصائح الأطباء، يرفع حتما من حصيلة الإصابات بالفيروس. من جهته، الطبيب المختص في الصحة العمومية، فتحي بن أشنهو، دعا السياح إلى أخذ احتياطاتهم والتقيد بشروط الوقاية، حتى عند تنقلهم إلى أماكن أخرى، لأن ارتفاع وانخفاض عدد الإصابات حسبه، مرتبط بتصرفاتهم ومدى احترامهم شروط الوقاية.