عاد منصب الظهير الأيمن في الخضر ليضع الكثير من العلامات الاستفهامية، بعد أن صار الاعتماد على يوسف عطال محل شك، فاللاعب حطم أرقاما قياسية في التعرض إلى الإصابات حيث يغيب أسابيع عديدة، كما هو حاله الآن، ويلعب بعض الدقائق القليلة في أجواء من الحيطة والخوف من الإصابة، وهناك من وضع مستقبله الكلي في درجة الخطورة.. والمبهم في حكاية إصابات يوسف عطال هو تكرارها وفي مواضع مختلفة من القدم وحالته تشبه حالة المدافع الأيسر لبيرشوت الإسباني جوردي آلبا، كما أن تواجد مهدي زفان في الدوري الروسي يجعل من الاعتماد عليه لوحده غير ممكن، وحتى حالة محمد رضا حلايمية ليست على ما يرام بالرغم من نشاطه في دوري بلجيكي متوسط في صفوف فريق متوسط هو بيرشوت، حيث يتواجد حلايمية في العادة على مقاعد الاحتياط ولا يتم الاعتماد عليه إلا كاحتياطي، كما حدث في المباراة الأخيرة التي لعبت يوم السبت، وفاز بها فريقه بيرشوت خارج الديار أمام لوفين بهدف نظيف، فقفز بالفريق إلى المركز السادس في الدوري البلجيكي الذي يضم 18 فريقا. لم يلعب حلايمية منذ بداية الموسم سوى 720 دقيقة، ويعتمد المدرب البلجيكي ستيل، في منصب مدافع أيمن على مدافع ألماني يدعى بيريشينكو، وهو أكثر خبرة ويزيد عمره بأربع سنوات على المدافع الجزائري حلايمية الذي يبلغ من العمر 24 سنة، خاصة أن فريق بيرشوت يحقق لحد الآن مشوارا رائعا هو الأحسن في تاريخه، في الدرجة الأولى البلجيكية. لم يلعب لحد الآن حلايمية مباراة كبيرة مع الخضر، ففي كل المباريات، كان واضحا بأن اللاعب، يحاول قدر المستطاع تفادي الأخطاء، وفي مباراة زيمبابوي الثانية في هراري، كانت له كرة تمريرة حاسمة وضع فيها الكرة على رأس أندي ديلور الذي هزّ الشباك بالنطحة الشهيرة، وما عدا ذلك فإن حلايمية لم يختبر في مباريات حاسمة ولم يقدم عروضا هجومية كما يفعل يوسف عطال، الذي صار الغائب الأكبر في صفوف الخضر في الفترة الأخيرة والسبب دائما الإصابة. يفتقد رضا حلايمية للخبرة فاللاعب بلغ في أواخر شهر أوت الماضي الرابعة والعشرين، ولا تزيد خبرته الاحترافية عن مباريات لعبها مع مولودية وهران لمدة أربعة مواسم كاملة ولم يحقق فيها مع أبناء الحمري أي لقب، ولا حتى بلوغ الدور النهائي من منافسة الكأس، ثم غامر في بلجيكا مع فريق بيرشوت المغمور، وهو في صفوفه للموسم الثاني على التوالي، وبالرغم من عراقة فريق بيرشوت الذي تأسس في سنة 1921، ويمتلك ملعبا لا تزيد طاقة استيعابه عن 13 ألفا، إلا أنه لم يحصل في تاريخه على أي لقب، ويريد هذا الموسم بعد أن بلغ القرن من عمره أن يحقق أحسن نتيجة في تاريخه، على أمل أن تتحقق هذه النتيجة بمساهمة قوية من اللاعب الجزائري محمد رضا حلايمية. غالبية مدافعي فريق بيرشوت من بلجيكا ولا يوجد منهم أي لاعب دولي يلعب مع منتخب بلجيكا، إضافة إلى لاعب فرنسي يدعى بورديب وآخر ألماني هو الذي يلعب في منصب حلايمية يدعى بريشينينكو، وهذا عكس خط الوسط الذي يضم لاعبين من كل القارات من إنجلترا والنمسا ومالي وكازاخستان، كما يعتمد على خط هجوم غالبيته من اللاعبين الأفارقة، ومدربه ويليام ستيل هو شاب في الثامنة والعشرين من العمر، أي أنه أقل سنا من الكثير من لاعبي فريقه، وخبرته معدومة حيث يدرب لأول مرة في الدرجة الأولى البلجيكية، ولكن يقال عنه بأنه فنيّ من الدرجة الاولى وله مستقبل كبير في عالم التدريب. كل المؤشرات والظروف توحي بأن رضا حلايمية سيكون أساسيا في مباراتي الخضر القادمتين في شهر مارس، ولكن التعويل عليه في بداية إقصائيات المونديال غير مضمون، فهو في سن يوسف عطال، ولكن مواهب لاعب بارادو السابق تجعله لاعب المرحلة، لأن المنتخب الجزائري في دور المجموعات التصفوي أمام نيجر وبروكينا فاسو وجيبوتي سيكون في حاجة لتحقيق الإنتصار خارج الديار، وفي العادة لاعبي الأجنحة من المدافعين هم الأكثر فائدة للخطط التكتيكية التي تعتمد على الهجمات المرتدة، وما قدمه يوسف عطال في المباريات التي لعبها مع الخضر، يجعل كفته تميل برغم الإصابة. ب.ع