عروض كثيرة ومتنوعة، بعضها يخص تركيب الأظافر، وأخرى تتعلق بحلاقة الشعر والصباغة والتجميل، وبعضها شمل الملابس، وبالأخص ذات اللون الأحمر.. وهناك من خصّت الهدايا بالتحديد، وكلها تتعلق بالاحتفال بعيد الحب، الذي يعتبر عيدا مسيحيا. ورغم ذلك، فهناك العديد من الجزائريين الذين يحتفلون به كل عام، دون وعيهم بأنه لا يخصنا، وليس له أي صلة بعاداتنا وتقاليدنا وديننا وأعيادنا التي نحتفل بها. فهناك من يرى فيه فرصة ليعبر عن حبه لعائلته ووالدته وزوجته وأبنائه بالورود والهدايا، في حين إنّ كثيرا من الشباب يقلدون الغرب تقليدا أعمى في طريقة الاحتفاء بالفلانتاين، فيركضون أياما قبل موعده خلف اقتناء الهدايا والورود والشوكولاطة وشراء الملابس حمراء اللون، ويحجزون مواعيد عند صالونات الحلاقة، وخاصة الجنس اللطيف منهم.. الاحتفال، هذا العام، بعيد الحب، سيكون غريبا نوعا ما، باعتباره أول عيد حب في زمن كورونا لدى الجزائريين، الأمر الذي سيصنع الاختلاف نوعا ما، خاصة أنّ المطاعم لا تستقبل الزوار، وإنما تقدم لهم الأكل في علب، كما أن تقديم الورود والهدايا قد يتسبب في نقل عدوى الفيروس.. فهل سيحتفل به الجزائريون، أم إنهم سيتخلون عنه؟؟ في جولة استطلاعية، قادتنا إلى بعض محلات بيع الهدايا والورود، لاحظنا التهافت الكبير على اقتناء هدايا عيد الحب. والأمر نفسه بالنسبة إلى الورود. ومن خلال حديثنا مع بعض أصحاب تلك المحلات، صرحوا لنا بأن الهدايا الخاصة بعيد الحب تختلف هذا العام، مقارنة بالأعوام الفارطة، حيث إنها جميعها تباع متبوعة ب"الجال" المعقم، وهو شرط أساسي لبيعها، فلا يمكن للزبون أن يقتني الهدية من دون المعقم. والأمر نفسه بالنسبة إلى الورود، إذ يتم تعقيمها قبل بيعها، من أجل ألا تكون ناقلة للفيروس.. وكل هذا في سبيل عدم التخلي عن هذه المناسبة، التي تعتبر تقليدا أعمى للغرب، باعتبار أن الجزائريين ليسوا في حاجة إلى يوم كهذا ليعبروا عن حبهم وتلاحمهم مع بعضهم البعض، لكن حسب ما لا حظناه في جولتنا الاستطلاعية، أنّ هناك بعض الهدايا لا يمكن تعقيمها، لأنها تفقد شكلها الطبيعي، وخاصة ما يتعلق بالساعات اليدوية المخصصة للعشاق، وكذا الأمر بالنسبة إلى السلاسل، سواء المصنوعة من الفضة أم النحاس، أم ما يعرف بمادة "البلاكيور"، وأيضا الخواتم وكل ما تعلق بالمجوهرات. ورغم أنها، كما ذكر أصحاب المحلات، قد تكون أكثر عرضة لنقل الفيروس، خاصة بالنسبة إلى السلسة التي توضع في الرقبة وتكون قريبة من الفم والأنف، وقد تنقل الفيروس بسرعة البرق، إلا أنها عرفت خلال الأيام الأخيرة إقبالا كبيرا على اقتنائها، وخاصة تلك التي تكتب فيها الأسماء وتكون عبارة عن قلوب، فبعضها مصنوع من الفضة وبعضها من مادة "التيتانيوم"، دون الحديث عن قوالب الحلوى التي صنعت على أشكال قلوب خصيصا لهذا اليوم، فقد لاقت هي الأخرى إقبالا كبيرا عليها، وبالأخص من طرف الشباب الذين اعتادوا الاحتفال بهذه المناسبة، وأصروا على ألا يفرطوا فيها هذا العام أيضا، الذي ينتشر فيه فيروس كورونا. كما أن هناك من طلب من أصحاب محلات صنع الحلويات أن يكتبوا لهم على الكعكة عبارة تتعلق بالحب وكذا بالفيروس على غرار "حب في زمن كورونا"، وأخرى عبارة عن كعكات فيها أشكال معقمات وكذا أقنعة واقية حتى يبقى هذا العيد ذكرى لهم طوال العمر. وفي ما يتعلق بالعروض الخاصة بنهار اليوم، الذي يصادف تاريخ 14 فيفري، فتعلقت بتركيب الأظافر للبنات بتخفيضات بلغت حتى 50 بالمئة، والأمر نفسه بالنسبة إلى حلاقة وصباغة الشعر، وكل ما تعلق بالتجميل، وحتى بعض المطاعم، خصصت وجبات بأسعار منخفضة للعشاق.. فكل من يأخذ وجبتين يكون عليهما تخفيض على حسب الوجبة، وكأن الجميع يشجع على الاحتفال بعيد الحب وعدم التفريط فيه، حتى ولو كان الاحتفال في زمن جائحة كورونا.