أكد قادة أحزاب تكتل الخضراء، السبت، في الذكرى الأولى لتأسيسه تمسكهم بالمشروع باعتباره إضافة نوعية للساحة السياسية، والحرص على تطوير آلياته وتفعيلها في الميدان بما يحقق الأهداف والمبادئ التي قام على أساسها التكتل. ودعا قادة التكتل خلال عقدهم لقاء القمة بفندق السفير بالعاصمة إلى تقييم شامل لمسار الإصلاحات، بعد مرور سنتين على إعلان الشروع فيها، وبعد فشلها في تحقيق تطلعات الشعب في التعددية والديمقراطية، ودعوا إلى العودة إلى عمق المعالجة السياسية لجميع مظاهر الفساد والتسيب، ودعوة الأطراف المشاركة في الجهاز التنفيذي للإفصاح عن توجهاتهم في مسألة التعديل المرتقب للدستور. وطالب قادة التكتل بتعميم الإجراءات الصادرة في حق سكان الجنوب على جميع ولايات الوطن لتكون سياسة وطنية عامة ودائمة ومتوازنة، وليست استجابة ظرفية لضغط اجتماعي، والاستفادة من "الفسحة المالية" لتحرير الاقتصاد الوطني من التبعية للمحروقات، بوضع سياسة جديدة للتكامل الاقتصادي وتأهيل اليد العاملة وتطهير الأجهزة المتدخلة في الشغل وتحرير مكاتب التشغيل والمناولة من الاستغلال والهيمنة. كما نوّه قادة تكتل الجزائر الخضراء خلال لقاء القمة بأخذ مسألة الفساد بالجدية اللازمة للكشف عن الشبكات العاملة على تكسير الاقتصاد الوطني وتشويه سمعة الجزائر، بتفعيل الرقابة وتحرير القضاء وتجاوز التنديد بالفساد إلى تجسيد سياسة مكافحته بكل الوسائل المشروعة واسترجاع الأموال المنهوبة وبسط سيادة القانون فوق الجميع، والوقوف عند محطة ذكرى يوم النصر للترحم على الشهداء ووضع آليات لاستكمال الاستقلال الوطني بتحرير الدورة الإقتصادية من التبعية المفرطة للمحروقات . وأكد رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، بأن "تكتل الجزائر الخضراء" قد "نجح في وضع حد للمزايدات التي كانت قد حكمت مسبقا بالفشل"، مؤكدا بأن باب التكتل يظل مفتوحا أمام الأحزاب الراغبة في الانضمام إليه. وقال سلطاني إن هذا القطب السياسي "نجح في تجاوز الكثير من المطبات والعراقيل" وتحقيق الهدف الذي وجد من أجله حيث شكل "النواة التي أسست لإعادة بناء المشروع الإسلامي". وأضاف سلطاني بأن التكتل أريد له منذ البداية أن يكون "فضاء سياسيا للتنسيق" وأن يتجاوز الإطار الثلاثي حيث تم في البدء الاتصال بالعديد من الأحزاب السياسية لهذا الغرض. غير أن الوقت "لم يكن في صالح هذا المسعى" بسبب الانتخابات التشريعية (10 ماي) مما دفع بهذه الأحزاب إلى تأجيل الحسم في المسألة "لظنهم بأن الخريطة السياسية ستشهد تغيرا"، حسب رئيس حركة مجتمع السلم. وأكد سلطاني في هذا السياق بأنه وعلى الرغم من محدودية الوقت إلا أن التكتل "نجح في كسب الرهان" من خلال "التنازل المتبادل" بين الأحزاب الثلاث التي "آثرت المصلحة الكبرى مما سمح بصياغة برنامج انتخابي نموذجي". إلا أنه أقر بوجود عدد من "السلبيات" التي قال بأنه "سيتم استدراكها" مستقبلا منها عدم اتضاح آليات توسع التكتل بعد. كما اعترف أيضا بأن إسناد إدارة العملية الإنتخابية في المحليات الأخيرة للمستوى المحلي كان "خطأ استراتيجيا" مما جعل من مشاركة التكتل في هذا الموعد الانتخابي أمرا رمزيا. أما بالنسبة للرزنامة المستقبلية فقد أوضح السيد سلطاني بأن التكتل تنتظره الكثير من التحديات كالتجديد الدستوري وهو "معركة سيخوضها من خلال كلمة موحدة" تطالب بنظام برلماني فضلا عن رهان رئاسيات 2014 وكذا المعركة ضد الفساد بشتى أنواع. للإشارة شهد اللقاء تسليم حركة مجتمع السلم الرئاسة الدورية لحركة النهضة.