أقدم، صبيحة الإثنين، تلميذ يبلغ من العمر نحو 16 سنة، على محاولة الانتحار حرقا داخل متوسطة بن بزيد عمار ببلدية الإدريسية في ولاية الجلفة. وذكرت مصادر "الشروق"، أن التلميذ "ز.عبد الرحيم"، الذي يدرس في الصف الرابع متوسط، لم يحضر الحصتين الصباحيتين الأولى والثانية، ودخل المؤسسة، ولم تكن تبدو عليه، علامات غير طبيعية، غير أنه قام فور دخوله، بسكب مادة سريعة الاشتعال، يُعتقد أنها مادة "الديليون"، على جسده، وأضرم النار. من جهته، ذكر مدير التربية لولاية الجلفة نجم الدين حمّة، أن الضحية سكب البنزين على جسده، قبل دخوله المؤسسة، في حدود التاسعة والنصف صباحا، وبمجرد اجتيازه الباب الخارجي، ودخوله الفناء، قام بإضرام النار في جسده، وتوجه مباشرة إلى دورة المياه، أين لحق به الحارس ومشرف تربوي وحاولا إنقاذه. وأضاف المتحدث أن التلميذ تعرض لحروق خطيرة من الدرجة الثالثة ووضعيته حرجة جدا، كما أكد بأنه بعد الحادثة مباشرة تنقل إلى متوسطة بن بوزيد عمار، وأمر بتشكيل لجنة يرأسها مفتش المتوسطات وقد باشرت عملها بعد الحادثة مباشرة، وهي تعمل على تحديد الأسباب الحقيقية التي أدت بالتلميذ إلى محاولة الانتحار حرقا داخل المؤسسة دون غيرها من الأماكن الأخرى. وحسب تصريحات عدد من زملاء الضحية وأصدقائه فإن هذا الأخير معروف بحسن سيرته وسلوكه، وهو من عائلة محافظة، ونتائجه جيدة في كامل مشواره الدراسي، الشيء الذي خلف حيرة كبيرة لدى عائلته ومحيطه. وقد تدخل عناصر الوحدة الثانوية للحماية المدنية من أجل نقل الضحية إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى الإدريسية، قبل إجلائه بأمر من المدير العام للحماية المدنية، على متن مروحية تابعة للهيئة المذكورة إلى العاصمة. من جهتها، فتحت مصالح الأمن لدائرة الإدريسية تحقيقا حول ظروف وملابسات الحادثة، كما تنقل والي ولاية الجلفة إلى الإدريسية، مرفوقا برئيس المجلس الشعبي الولائي، ومدير الحماية المدنية ومدير التربية.